تقوم إسرائيل مدعومة بالغرب الاستعماري الرأسمالي، بالحرب الدموية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي قُتل وأُصيب خلالها الآلاف من الشعب الفلسطيني، وهو أمر أفزع الشعوب، وقامت المظاهرات في كثير من الدول تطالب بوقف العدوان ومنع قتل المدنيين من الأطفال والنساء، وهو عدوان نعيش تفاصيله يوماً بيوم، وهو عدوان على الضمير الإنساني الأخلاقي والديني.
وخلال هذا العدوان الغاشم حدث ومازال يحدث عدوان آخر تركي أردوغاني ضد الشعب الكردي في شمال وشرق سوريا وداخل المناطق الكردية في الدولة التركية، وهو عدوان لا يلتفت إليه أحد، ومازال النظام التركي يمارس العدوان العنصري، لا يردعه دين أو خلق أو إنسانية، ومازال الرئيس التركي أردوغان يرفض الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان، وباقي المسجونين في غياهب السجون التركيّة، تماماً مثلما تفعل إسرائيل من اعتقالات لا تنتهي لفلسطينيين منهم أطفال، وقامت بالإفراج عن العشرات منهم بالتبادل مع المقاومة الفلسطينية، ومازال الآلاف من الفلسطينيين معتقلين بدون محاكمات، وهو شبيه إلى حدٍ كبير بما يجري ويحدث في السجون التركية ضد الشعب الكردي في داخل تركيا وخارجها في كل من العراق وسوريا.
كل هذا يقودنا للحديث عن أوجه التشابه والاختلاف والتداخل بين القضيتين الفلسطينية والكردية، ومعاناة كلا الشعبين المناضلين، حيث يحارب الشعبان قوى الاحتلال التركي والإسرائيلي، ويواجهان محاولات تطهير عرقي، كما فعل صدام حسين في العراق، وما يقوم به أردوغان وأسلافه الأتراك منذ أتاتورك حتى اليوم، ومازال الاعتداء ضد الشعبين قائماً.
تقسيم فلسطين وكردستان
لقد تم تقسيم كردستان بين العراق وسوريا وتركيا وإيران والاتحاد السوفييتي السابق وروسيا اليوم، وسرعان ما تم تقسيم فلسطين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تم حكمها لوقت قصير من قبل الأردن ومصر، ومن ثم قامت إسرائيل باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، ومنذ ذاك التاريخ يقوم الفلسطينيون بانتفاضات وثورات متعددة.
وفي المقابل عاش ويعيش الكرد في أراضيهم المتعددة، حيث عانوا من المذابح التي أُقيمت لهم، فلا ننسى مذبحة(حلبجة) في باشور كردستان عام 1988 واستشهد فيها أكثر من خمسة آلاف مواطن كردي، ومازالوا يقدّمون الشهداء، دون أن يحاول المسلمون إنصافهم، بحكم انتمائهم للدين الإسلامي.
أوجه التشابه ومنطق الاحتلال
الكرد يشبهون الفلسطينيين، فهم يقاتلون منذ سنوات من أجل الاعتراف الدولي بالاستقلال والسيادة وحق تقرير المصير، لأن الظروف الجيو/سياسية التاريخية والعالمية وعلى رأسها الحربان العالميتان، -أدتا إلى تقسيم كل من كردستان وفلسطين إلى عدة كيانات يتشابه الشعبان الكردي والفلسطيني في وقوعهم تحت طائلة الاحتلال الإسرائيلي فيما يخص فلسطين، وتحت الاحتلال متعدد القوميات من تركيا والعراق وإيران وسوريا، ونجحت لهم تجربة وحيدة عندما استقل الكرد في دولة (مهاباد) عام 1946 التي لم تعِش سوى 11 شهراً، وتم تقويضها من قبل النظام الشاهنشاهي مدعوماً بالقوى الإمبريالية الرأسمالية.
والكرد يعيشون على جغرافيا أرضية شاسعة لا ينافسهم فيها أحد، سواء من منظور قومي أو منظور أيديولوجي أو ديني، وما ينقصهم فقط هو حكم أنفسهم بأنفسهم، حتى استقل الكرد في كيانات سياسية مستقلة، ذات قومية كردية واحدة، شريطة أن تعترف بهم الدول المختلفة والمنظمة الدولية أو منظمة الأمم المتحدة، وباقي المنظمات الإقليمية العربية والإسلامية، لتحقيق الاستقلال وحق تقرير المصير، ولو في شكل حكم ذاتي كونفدرالي، وهو ما يرفضه النظام التركي.
أما قضية فلسطين، فهي تختلف عن قضية الكرد من عدة أوجه، ففلسطين تواجه دولة استيطانية، تقوم على أساس يهودي توراتي عقائدي، يعتقد نقاء الجنس اليهودي، والدين اليهودي دين قومي بمعنى الكلمة، وبالتالي هو دين غير تبشيري، ويؤكد قادة إسرائيل أنه لا يوجد شعب اسمه الشعب الفلسطيني، فبدأـ عمليات التطهير العرقي عام 1948، وطوال 75 عاماً يتم تشريد الشعب الفلسطيني، وأيضاً قام ويقوم الكرد بثورات متتالية، ولا نعتقد أن الثورات تُخمد، طالما بقى الاحتلال، أي احتلال واستعمار على أي أسس دينية أو عرقية أو عنصرية.
الأمة الديمقراطية
نعتقد كما شرح القائد عبد الله أوجلان أن الحل يكمن في إنهاء القومية، والعودة بالدول الشرق/أوسطية، والعودة للمنطق الأممي، أو الأمة الديمقراطية، وهي تذيب الفوارق بين الشعوب، بغض النظر عن العرق أو الدين، وهو ما كتبنا عنه من قبل في صحيفة روناهي الغرّاء، ولله في خلقه شؤون، كل الشؤون.
تقوم إسرائيل مدعومة بالغرب الاستعماري الرأسمالي، بالحرب الدموية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي قُتل وأُصيب خلالها الآلاف من الشعب الفلسطيني، وهو أمر أفزع الشعوب، وقامت المظاهرات في كثير من الدول تطالب بوقف العدوان ومنع قتل المدنيين من الأطفال والنساء، وهو عدوان نعيش تفاصيله يوماً بيوم، وهو عدوان على الضمير الإنساني الأخلاقي والديني.
