سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التدين القوموي والديني

محمد أرسلان علي/ القاهرة_

لطالما كانت منطقة المشرق المتوسطي، والشمال الأفريقي ساحة لانتقال الثقافات، والشعوب فيما بين بعضها منذ آلاف السنين، وحتى راهننا لم تتوقف هذه الانزياحات، رغم أنها أخذت أشكالا عديدة.
كذلك، لم تتوقف محاولة الغرب في سعيها للسيطرة على هذه المنطقة، منذ ما قبل الميلاد إلى يومنا هذا، وما نراه من صراع ما بين قوى الهيمنة العالمية، لفرض سيطرتها الأحادية عليها. إنها شيفرة التاريخ، والجغرافيا، التي لم تُفك طلاسمها، ومعرفة أغوارها، وأسبابها لهذا الوقت. لكن دائما ما كان للتاريخ تحركاته الخاصة به، للخروج من حالة الجمود، التي كان الإنسان يريدها على الأقل؛ للحفاظ على ما موجود، بعيداً عن التطوير، والتحديث، خوفاً من ضياع ما في الأيدي، أو أن المجهول كان دائماً أداةً للتردد، وهرباً من المغامرة، التي يمكن اعتبارها أساس التطور الفكري والمجتمعي، وإن كانت بشكلها البدئي.
بدأها الاسكندر قبل الميلاد للسيطرة على هذه الجغرافيا، والمنطقة الشاسعة، التي كانت متخمة بالعلوم، وبالفلسفة، وبالفن، وكذلك بالذهب وبالحرير.
فغنى هذه المنطقة هو ما كان يثير فضول وشهية الآخرين، إما للتودد لشعوبها، أو لفرض السيطرة عليهم، فعلها الإسكندر، وأراد أن يبني إمبراطوريته بمزج الثقافة اليونانية – الأغريقية مع ثقافة المنطقة وشعوبها، لكن الحظ لم يسعفه ليرى أحلامه تتحقق، وكذلك فعل الرومان الذين ساروا على درب الإسكندر؛ ليبنوا إمبراطوريتهم، التي لم تغب الشمس عنها طيلة قرون عديدة. فكان المماليك والعثمانيون ومن بعدهم جاء البريطانيون والفرنسيون والأمريكيون، الذين أرادوا أن تكون هذه المنطقة من مناطق نفوذهم، لاستعباد شعوبها، ونهب خيراتها، وهو ما كان طيلة القرون الماضية.
صراع الغرب مع الشرق، لا زال مستمراً، وإن كان بأسماء مختلفة، وعناوين شتى، وليبقى الجوهر ثابتاً لم يتغير منذ الإسكندر، وحتى الآن.
 لربما كان السبب في ذلك أن من يسيطر على هذه المنطقة بمقدوره التحكم بالعالم من النواحي كافة، وهذا ما تريده أمريكا الآن في الحفاظ على مكانتها العالمية، وذلك من خلال بسط سيطرتها، ونفوذها على المنطقة من غير أن يكون ثمة منافس لها فيها، وما الصراع الروسي – الأمريكي الآن إلا من أجل فرض أحد الأطراف إرادته على الطرف الآخر، وعلى العالم في الوقت نفسه، صراع لن يتوقف ما دام ثمة أوهام، وأحلام تراودهم، وتدغدغ غرائزهم؛ لأجل ذلك، غرائز السيطرة، والسلطة، وجنون العظمة حينما تلتقي مع بعضها، بكل تأكيد الناتج سيكون وحشاً مرعباً، يفتك بكل ما حوله من أجل الانتقام، وفرض السيطرة على الجميع، هذا الوحش الذي يتوارى خلف ألف قناع وقناع، يسعى دائماً لخداع الآخرين بمعسول الكلام من أجل اقناع الشعوب، على أنه فقط من سيجلب الرفاهية، والاستقرار، والكرامة لهم.
والصراع في سوريا لربما كان الأنموذج الواضح، والبيّن لحقيقة أن كِلا الطرفين لا تهمهم المجتمعات، ولا الشعوب بقدر ما يهمهم النفوذ والسلطة والسيطرة، تصفية الحسابات في أماكن أخرى لا يعني إلا أن الجغرافيا الأساسية، تعاني العقم في الحلول، التي يريد كل طرف فرضها على الجميع، فتركيا وداعش من جهة، والنظام وإيران من جهة ثانية، كلٌ له أجنداته وأطماعه السلطوية، وكل طرف يستقوي، أو يتكئ على قوة دولية؛ لتنفيذ ما يراه مناسباً وفق حساباته القومجية أو الدينوية، السيادة ووحدة الأراضي والدولة، كلها مصطلحات يتم الإتجار بها في بازارات النخاسة السياسية للأطراف الإقليمية، والدولية على حساب الشعوب.
المصلحة هي الأساس، وهي المحدد الشرعي في إقصاء الشعوب في تحديد مصيرها، المصلحة متغلبة على المبادئ في الحروب كافة، التي يتم فرضها من قبل الزعماء، للحفاظ على سلطتهم من الانهيار أو الضياع، لتبقى المبادئ أسيرة الخطابات، والبيانات الرنانة، والتي لن تتعدى شاشات التلفزة، والتي تستهدف الشعوب فقط لزيادة تجهيلها، وإبعادها عن ممارسة حقها في السياسة ورسم مستقبل الوطن.
بات الفكر القومجي المتطرف، لا يختلف كثيراً عن الفكر الديني المتطرف، فكِلاهما بات لهما رجالٌ ينفثون حقداً وكراهية في المجتمع، وليزيدوا تقسيمه أكثر على أساس عرقي، وأثني وطائفي، ومذهبي.
 المتدين القومجي، الذي لا يقبل بالآخر، ويصفه دائماً على أنه عميل وخائن، يحمل العقلية نفسها، والمتدين الديني المتطرف، الذي أيضاً لا يقبل بالآخر، ويصفه على أنه كافر، ومرتد، وزنديق، ومهرطق، وهنا تكمن المصيبة الكبيرة، التي تعاني منها المجتمعات والشعوب، وهي أنهم ابتلوا بالمتدينين القومجيين والدينويين، وكل منهم يعمل على نشر، وفرض آرائه في المجتمع؛ ليحولوه إلى مجتمع متدين قومجياً، أو دينياً، وبذلك نكون وجهاً لوجه أمام مجتمع قطيع، تم تنميطه، واختزاله بالعصبوية القومجية، وبالتطرف الديني.
بكل تأكيد أن الشعوب المتدينة، لا تشعر بتأنيب الضمير، عندما ترتكب خطأً أخلاقياً أو قانونياً، لأنها نشأت على مفهوم أن العبادة تمحي الذنوب، مثلما قال غوستاف لوبون، فمثل هذه المجتمعات، لا يمكن لها أن تتطور، وتواكب المستقبل جراء الأفكار، التي تؤمن بها، وتعتقد أنها الصحيحة، وكل ما عدا ذلك ما هو إلا هراء ينبغي القضاء عليه بالقتل، أو الاعتقال، أو النحر.
فعندما يتم تحويل القومية إلى دين مقدس، لا يمكن العبث به وتغييره، تكون النتيجة كارثية ومهولة على المجتمع، الذي يؤمن بذلك، حيث يعتقد أنه من خلال الطقوس المقدسة القومجية فقط، بمقدوره أن يبني وطنه، ودولته التي تتآمر عليه قوى الشر.
ففيما يتعلق بالمؤامرة المستمرة عليهم من أجل القضاء على دولهم، مثلما هي المؤامرة، هدفها القضاء على الدين، صراع مستمر منذ أكثر من قرن ما بين المتدينين قومجياً ودينياً، ولا زلنا نعيش نتائجه المأساوية، التي دمرت المجتمعات، وهجرت الشعوب، المغالاة في القومية، والدين ربما كانت من أكبر المصائب، التي ضربت مجتمعاتنا، وشعوبنا المغلوبة على أمرها.
 تقديس الطقوس على حساب الإنسان، والجوهر، كان بداية طريق الانحطاط الفكري، والأخلاقي الذي نعيشه، لطالما كان الإنسان هو غاية، وهدف الحياة، ولا يوجد أكثر قدسية من الإنسان بحدِ ذاته، وأن كل الأمور الأخرى ما هي إلا وسائل من أجل تأمين سيرورة الإنسان وكرامته، لكننا نرى كيف أن التعصب القومجي، والتطرف الديني، جعلا الإنسان وسيلة بدلاً من أن يكون هدفاً، وسيلة لتحقيق أطماعهم في السيطرة على عقول البشر؛ ليكونوا قرابين فداء لأهداف كانت عبارة عن وسائل.
 الوطن والدولة والدين كلها وسائل من أجل أن يعيش الإنسان بكرامة، وبحرية في هذه الحياة. لكنهم بإخداعهم، وبقلبهم لمعاني المصطلحات، حولوا تلك الوسائل لأهداف، وتمت التضحية بالإنسان من أجلها.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle