روناهي القاهرة.. ضياء روج آفا
رجائي فايد
عقدت اللجنة المصرية التحضيرية للتضامن مع الزعيم عبد الله أوجلان عدة اجتماعات، تم خلالها التحاور على كافة الأفكار المتعلقة بأهداف تلك اللجنة، وكيفية تفعيلها بضم شخصيات مصرية وعربية إليها، ومناقشة تحديد برنامج عملها، وصولاً إلى تتويج برنامجها في 15 فبراير/ شباط القادم، وكان هذا البيان المبدئي للجنة:
تحل في 15 فبراير القادم، الذكرى الثانية والعشرين للعملية الإجرامية التي نفذتها الدولة التركية الفاشية، والتي تم عبرها اختطاف الزعيم والمفكر الكردستاني “عبد الله أوجلان”. وعلى امتداد هذا الزمن الطويل، فإن الزعيم الكردي المعتقل ظلَّ صامداً رغم حرمانه من الاتصال بشعبه وذويه، وبقيَ ممنوعاً من ممارسة كل حقوقه كمواطن وإنسان.
ومن هنا فقد تداعينا، نحن مجموعة من المثقفين الوطنيين المصريين، للتحرُّك من أجل التعريف بقضية “عبد الله أوجلان” وشعبه، دافعنا إلى ذلك انتماؤنا الإنساني، الذى يُحَتِّمُ علينا نصرة المستضعفين والمناضلين من أجل حرية شعوبهم، من جهة، والتزاماً بالتقاليد المصرية الراسخة، التي جعلت من أرضها الطيبة، دائماً، موئلاً للأحرار من كل البلدان والجنسيات، وللمدافعين عن حرية شعوبهم وأوطانهم، من جهةٍ أخرى.
غير أن هناك أسباباً أخرى عديدة توجب علينا اتخاذ هذا الموقف النبيل، لعل في مقدمتها الوفاء للعلاقات التاريخية الوطيدة، التي جمعت بين الشعبين الكردي والعربي بشكلٍ عام، وخاصة بين الكرد والمصريين، وهو أمر يبدو جلياً عند استعراضنا لسجل الشخصيات العربية والمصرية، من ذوي الجذور الكردية، الذين كان لهم إسهام نبيل في النهضة الفكرية والثقافية والحضارية، في مصر وسائر البلاد العربية الأخرى، ومنهم ـ علي سبيل المثال ـ الناصر صلاح الدين الأيوبي، وأمير الشعراء أحمد شوقي، ومحمود سامي البارودي، والأخوين سيف وأدهم وانلي، وآل تيمور، وآل بدرخان، وغيرهم.
لكن سبباً هاماً آخر يدفعنا إلى اتخاذ هذه الخطوة المهمة، وفي هذا التوقيت بالذات، هو أننا بهذا الموقف، إنما نساهم في معركة وطننا المُحتدمة ضد النظام الأردوغاني الفاشي الحاكم في تركيا، فهذا النظام الذى يدعم جماعات الإرهاب لهز استقرار وطننا، ويجمع أشتات المرتزقة على حدودنا ليُهدد مستقبل وحياة وأمن مواطنينا، ويوجّه سمومه الإعلامية من أرضه للتهجُّم علي بلادنا، هو في ذات الوقت، من يسحق أحلام وطموحات الشعب الكردي، ويحول أرضهم إلى مُعتقلٍ كبير، ويوجه سلاحه الغادر إلى صدور الأطفال الكرد والنساء العُزل، ويهدم الدور فوق رؤوس قاطنيها، ويحرمهم من كل أسباب الحياة وضرورات الوجود.
ومن هنا فقد استشعرنا بأنه واجب أن نتقدم بهذه الخطوة، وأن نوجه نداءنا إلى جميع المعنيين من أبناء شعبنا، من المثقفين والأكاديميين، والإعلاميين، ورجال الفكر والسياسة والقانون، وغيرهم، طالبين مساندتهم لإنجاح هذه الغاية الشريفة: تأسيس لجنة شعبية للتضامن مع المناضل والزعيم الكردستاني، “عبد الله أوجلان”، الأسير في المُعتقلات التركية، ولدعم قضيته، التي هي قضية كل صاحب كل فكرٍ حرٍ، وتوجُّهٍ وطنيٍ مُخلص.
وستنشط هذه اللجنة في المجال الفكري والثقافي، للتعريف بنضال وأفكار “عبد الله أوجلان” وقضيته، ولحشد التأييد للمطلب العادل الذي يُنادي بإطلاق سراحه، بعد هذا الزمن المديد من المعاناة والمرض والعُزلة، في زنزانة انفرادية بمعتقلٍ ناءٍ، محروماً من الائتناس برفاق نضاله.
