البيئة ودور الإنسان فيها

محمد سعيد_

تعاني البيئة من العديد من المشاكل التي تؤثر على الصحة العامة والإنسان، ولكن مع ذلك فالإنسان هو المسبب الرئيسي لأضرار البيئة والمؤثر الأكبر فيها، ومع الأسف فغالباً ما يكون تأثيره سلبياً على مكونات الوسط الأساسية فهو الذي يلوث الهواء بعوادم مركباته ومعامله ومصانعه على اختلاف أحجامها وأشكالها. ويصرف السوائل التي تحمل أصناف متعددة من الملوثات إلى المجاري والمسطحات المائية المؤدي لتلوثها وتضرر الكثير من الأحياء التي تقطنها وتسربها إلى مصادر المياه الجوفية، وكذلك التربة وما عليها وما يوجد بداخلها من كائنات من خلال مخلفات الصناعات والأعمال الروتينية اليومية، ورشاحة القمامة وكذلك تدخل يد الإنسان في حراثة البادية، مما يساهم في تصحرها وإثارة الغبار وزيادة نسبة الجفاف وما يرافقه من تغير في ديناميكية الحياة في بقعة معينة.

ومع أن رصد التلوث وتغيراته المستمرة يحتاج لأجهزة ومعدات، إلا أن التلوث في مناطقنا واضح ومحسوس، وقد بدأت نتائجه تظهر من خلال تغير المناخ الحاصل والتغير في حجم ولون ومذاق معظم أنواع الخضروات، وانتشار السرطان بأنواعه، فمنطقتنا ذات النسبة الأعلى في سوريا في عدد الأشخاص المصابين بالسرطان والأمراض التنفسية، ويرافق كل هذا انحسار في الغطاء النباتي وكان لانحسار الأمطار في المواسم السابقة دور كبير في التأثير على هذا الغطاء ليس فقط كأشجار، وإنما كنباتات وأعشاب وحشائش تساهم في حفظ رطوبة التربة وتنقية الجو وتصفيته من الملوثات، والتي تعود بنتائج على الصحة العامة وجودة الحياة البيئية…

 بالرغم من الدور الفعال والجوهري للغطاء النباتي في تحسين البيئة، إلا أنه لا يكفي لوحده في تحسين الحالة البيئية للمنطقة، ويلزمه مساندة من قبل الإنسان لتحقيق الكفاءة البيئية المطلوبة، فدور الإنسان واضح ومحدد ويتمثل في تقليل الاستخدام، للتقليل من كمية النفايات الناتجة عن استخداماته اليومية، كاستعمال أواني زجاجية في الشرب، وغسلها وإعادة استخدامها بدل من الورقية والبلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة فقط، واستخدام معظم المخلفات المنزلية وإعادة تدويرها مما يخفف من القمامة، وما ينتج عن تراكمها من رشاحة تلوث التربة والمياه الجوفية بتسربها للأعماق، وكذلك الروائح الكريهة الناتجة عن تحللها ونشاط الكائنات الدقيقة، والتي تسبب إزعاج للسكان وتضر بأصحاب الأمراض التنفسية المزمنة.

وكذلك يجب على الإنسان أن يترك الطبيعة تعالج نفسها بنفسها من خلال دوراتها الإحيائية المختلفة، وعدم التدخل بشكل سلبي وغير مدروس في مسار هذه الدورات، وأيضاً يجب عليه عدم كسر السلاسل الغذائية الموجودة في منطقة ما لئلا يؤدي ذلك لانقراض الكائنات المهمة، أو تكاثر كائنات أخرى بأعداد كبيرة تؤثر بشكل هدام في البيئة المحلية الأصيلة.