البوصلة

د. هاجار عبد الفتاح_

إذا كنت محبطاً فأنت تعيش في الماضي، وإذا كنت قلقاً فأنت تعيش في المستقبل، أما إذا كنت في حالة سلام فأنت تعيش في الحاضر.

إن كل ما يقلقنا هو احتمال قدرتنا على ما يكون موجود هنا، في هذه اللحظة (المال الذي تريده موجود – التجربة التي تعيشها متوفرة – الحياة التي ترغب فيها موجودة هنا) المشكلة أننا لم ندرك وجودها بعد (أو لم ندرك حقيقة إننا نستطيع الحصول عليها لاحقاً) لأن وجودك في الحاضر يجعلك متصلاً بالطاقة الكليّة (منبع الطاقة)، وهذا أول مفاتيح التحكم في بوصلة حياتك.

كيف تعانق وتغمر بوصلة حياتك:

أحِب نفسك: يحقُّ لنا أن نحب أنفسنا حباً كافياً، ونتخلى عن الإحساس بالذنب والكره، ونعتنق الفرح والتعاطف والعرفان.

استيقظ كل يوم وأنت واثق من نفسك واعلم أن لك دور في هذا العالم، وإليك بعض الطرق التي تمكنك أن تعانق بوصلة حياتك.

١ـ أدرك جيداً إنك شخص مهم وذو قيمة: بمعنى أنه لا يوجد شخص آخر مثلك، أنت الشخص الوحيد الذي يفكر أفكارك مثلما تفكرها وتخلق واقعك الفريد الخاص بك.

٢ـ اعتنق نفسك بتأكيد ما لديك: أنا أستحق وأتلقى كميات ضخمة من الحب في كل لحظة، أنا متصل مع الكون الرائع وأنا رائع أيضاً وأرحب بكل ما تقدمه الحياة لي من خير. أنا متألق دائماً يعجبني شكلي وشخصي وسمات وجهي، فكلما كانت مشاعرك حيّة تجاه ما تقوله كلما كانت لديك قدرة أكبر على إحداث تغيرات مفيدة وإيجابية.

٣ـ اعمل الأشياء التي تحبها: مثلاً؛ احضر حفلة أو منتدى ثقافي ـ اعتني بنفسك ـ امنح نفسك البهجة طالما أنت واحد من الأحياء.

٤ـ اعثر على ما لديك: عندما تنظر إلى المرآة كيف يكون شعورك وقد حقق غيرك نجاحاً كنت تريد أن تحققه أيضاً، لكنك لم تسمح لنفسك أبداً بأن تحاول فعله، كن واعياً باستبدال القرارات السخيفة بالقرارات الجيدة، ولا تبقى متمسكاً بالسخيفة.

٥ـ تخلّص من إحساسك السيء الذي يُقلل من شأنك: إن السخرية الدائمة من نفسك والنكات التي لا ضرر منها في الظاهر تتحول مع الوقت إلى معتقدات هدّامة وتصبح أفكارنا مثل كلماتنا ثم كلماتنا معتقدات وتصبح أفعال ثم إلى عادات وتصبح جزءاً من واقعنا، ولا تتأثر بالرياح الخارجية قدر المستطاع ولا تسمح لها بأن تفلت بوصلتك من يدك.

واعلم جيداً أن المتعة والنجاح في مجالات حياتك وخاصةً الاقتصادية في أن تتحكم ببوصلة حياتك وأنت قائدها أنه لشعور عظيم وروح المسؤولية.