سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الانتليجنسيا المجتمعية والولادة الجديدة

أحمد بيرهات (كاتب وباحث/ رئاسة مشتركة لمنتدى حلب الثقافي)_

الجهات الثقافية الفكرية تتساءل وتسأل سؤالاً يحمل في طياته مسؤولية كبيرة، ونحن بأمسِّ الحاجة إليه، والتوقف عنده، ومناقشته ومحاولة إيجاد سُبل وطرق لتفعيلها مجتمعياً، وكيف يمكن وضع آليات تنظيمية وواقعية تتحقق فعلياً، والسؤال هو كيفية إيجاد أُطر عمل وتعاون بين الفئة المثقفة وكل العاملين في الانتليجنسيا (كل من يعمل في الحقل الثقافي والمعرفي) وباقي فئات الشعب لتُكمّل بعضها البعض وتنتج قيم أخلاقية مجتمعية إنسانية.
في خِضم التناحرات والصراعات الداخلية والخارجية على كل الصعد، والدائرة في العالم، لأسباب وأهداف متعددة كصيرورة وجودية أو منفعية أنانية، أين دور فئة الانتليجنسيا لتساهم في إيجاد بعض الحلول لهذه الصراعات والحروب، وهذا ما دفعني للكتابة عن هذه الفئة وإبداء رؤى لأهمية وضرورة تلاحمهم مع فئات المجتمع قاطبة  ولإعادة الحديث عن دور العاملين في الحقل الثقافي عامة ولتتصدّر المشهد، فالتاريخ يُعلمنا أنه في كل مرحلة وحقبة يخرج رياديها ليقودوا اللحظة والمرحلة إضافة للحاجة الموضوعية والذاتية للتطور الطبيعي والمجتمعي لهؤلاء المتنورين والمثقفين الذين يقودون مسيرة الشعوب، ويبرزون عادةً في أحلك الظروف واللحظات الحاسمة، وتجارب الشعوب والمجتمعات تُخبرنا الكثير عن تفاصيلهم ويحملون أسماء وصفات متعددة بخصوصية ثقافية وجغرافية للقاطنين فيها، فيحملون صفة الأنبياء والرُّسل في ميزوبوتاميا والشرق الأوسط والفلاسفة في اليونان والحكماء في الصين والعلماء في العصر الحديث والمعاصر.
هناك سؤال جوهري يطرح نفسه، كيف يمكن رؤية العاملين في السلك الثقافي إلى جانب فئات المجتمع الأخرى من الكادحين والعاملين في كافة مجالات الحياة، وأيضاً ضرورة ترسيخ فهم جميل لذلك، خاصةً في خضم ما يجري من تطورات وتغيرات في ظل الصراعات والتناحرات الموجودة على كل الصعد؟
العاملين في الحقل الذهني يزداد دورهم كل يوم، فتحاول قوى الرأسمالية من خلال احتكار عملهم الذهني الفكري والعلمي واستغلال جهدهم في إبراز سياستها الليبرالية الجديدة في إنعاش روح الأنانية الذاتانية فيهم على حساب إضعاف دورهم الريادي في الأطر المجتمعية ومن كل جوانبها عبر إرضائهم ببعض المناصب والمبالغ المالية  وتوظيفهم في مؤسساتها، ومن الجهة الثقافية – الفكرية العلمية الإبداعية تحاول الرأسمالية وبشتى الوسائل سحبهم إلى جانبها للسيطرة على كل قوى المجتمع الأخرى عبر عدة وسائل كالإعلام وإبراز وتسويق الكتابة الاستهلاكية التي تغذي الأنانية الفردية، على حساب القيم المجتمعية الكومونالية.
عند ملاحظتنا لتطور نضال الانتليجنسيا ومعانتهم في كل مواقع العمل لديها (كتّاب – صحفيين- رسامين -مفكرين- فلاسفة – علماء موسيقيين) عبر الاقتداء الفعلي والعملي بنضالات الشعوب الرافضة والمحتجة والمنتفضة  للوصول إلى أهدافهم وخلق مجتمع تسود فيه المساواة والعدالة، ويستطيعون العيش فيه بسوية جيدة وتوجيه بوصلة العمل النضالي المشترك، بين كل المتضررين من خلال تصحيح مسار الإطار النظري والاصطلاحي للمفاهيم مع الفعل الميداني واستشراف وتحمّل تبعات ذلك مما يشكل ضغطاً مكثفاً على كل القوى والحكومات التي تستغل الجهد الذهني والعضلي لأفراد المجتمع عامة وفئة الانتليجنسيا خاصةً، وهذا ما سوف يعطي ويبلور رؤية براديغما جديدة وينتج تحولات ديمقراطية يُفرض فيها النضال المشترك بين العاملين في الحقل والسلك الثقافي بشكلها العام مع المكافحين من الفئات الأخرى من المجتمع ومطالبهم المحقة على أصحاب السلطة وأنظمة الحكم بأشكالها المتعددة من المونارشية والمركزية والجمهورية والفيدرالية… كضرورة وجودية.
يمكننا أن نستشهد فيما تطرقنا إليه بالمفكرين الكبار من أمثال المفكر الإيطالي غرامشي (1891-1937) والمفكر العراقي هادي العلوي (1932-1998) كنموذج للمثقفين القريبين من معاناة الشعوب المضطهدين والمسحوقين منهم، فالمثقف هنا لابد له من أن يعيش بعفوية الشعب ويميل ويناصر قضايا كل الكادحين وعليه أن يكون كوني يمثل تطلعات ومطالب وحقوق المجتمع عامةً في عيش حياة رغيدة كحق طبيعي وفق عقد اجتماعي بين ممثلي المجتمع بمؤسساته المدنية والتنظيمية مع الدولة والسلطة الموجودة وهذا ما سوف يُضعف تدريجياً القوانين الوضعية للدولة والنظام الحاكم في البلاد (تخدم الفئة الأوليغارشية الحاكمة) ويبرز التوافق المجتمعي لاحقاً ويرجّح كفتها.
وهذا ما يؤكد أن تلاحم واندماج نضال الانتليجنسيا مع العمل المجتمعي ضرورة قصوى واستراتيجية وليس فقط كسب وسحب هذه الفئة كحاجة مرحلية، حيث أن المثقفين والانتليجنسيا جزء من المجتمع ودورهم يكمن في العمل الذهني وتفعيله ميدانياً في المجالات التوعوية الثقافية المشتركة، من خلال العمل مع التنظيمات والفعاليات والمؤسسات المجتمعية، وأرى أن ترسيخ هذه الثقافة تُشكّل اللبنة الأولى لقطع الطريق أمام الهجمات الشرسة للمتحكمين بالتقنية الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي وشركاتها الضخمة كغوغل وفيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها…. أي أن هذه النقطة بالتحديد تحمل صفة العمل الاستراتيجي، ويجب العمل عليها بشكلٍ مكثف من قبل المعنيين والمهتمين بالشأن الفكري والفلسفي.
إن مواجهة “لوياثانات” الحداثة الرأسمالية تفرض علينا كفئة مثقفة بأن تتفاعل مجتمعياً مع الجهات التي ترى في مصلحتها مقاومة ومواجهة الهجمات التي تضعف القوة المادية والروحية للمجتمع.
فهم وإدراك هذه المواجهة وجعلها عقيدة بحد ذاتها تُشكّل نصف الحل والتمهيد لحياة أفضل وأجمل، فغالبية العاملين في الحقل والسلك الثقافي والاختصاصي يتشاركون فعلياً مع العاملين في المؤسسات والأعمال الحرة في المدن (العمل التقني، المبدعين، الكتّاب والصحفيين) وفي الأرياف (الآلات والمهندسين الزراعيين) حتى أن نسبة فئة الانتليجنسيا وإن كانت محدودة وقليلة، إلا أن مساهمتهم وفعاليتهم كبيرة من الجوانب الثقافية (الروحية والتنويرية)، فأي انتصار للتلاحم الإبداعي الروحي الثقافي والحصول عبرها على نتائج باهرة، سوف يؤسس في وضع آليات مناسبة لإضعاف هذه الأنظمة التسلطية التي تنهب الطبيعة من خلال جشع الاحتكاريين للطبيعة الأولى وتسخير الطبيعة الثانية (المجتمع) لمآربهم وهذا ما ذكرناه آنفاً.
إن أي مكسب يحصل عليه المبدع سواء كان من الانتليجنسيا أو المبدع في أي حقل كدحي آخر سيخدم ديالكتيكياً تطور مسيرة ومستقبل الحضارة الديمقراطية ويضمن مبدأ الإبداع والتطور لدى الفرد الحر ذو المسؤولية، فالحرية تكون هنا بمثابة المسؤولية الملقاة على عاتق كل إنسان يبحث عن ذاته للانتقال من مرحلة إلى أخرى أكثر تقدمية ويُؤسس بنيوياً ويحمل صفة أصيلة، فالترويج للثقافة الاستهلاكية بمركزة وسيلة العنف والجنس كأداة استثمارية لقوى الحداثة الرأسمالية وتسخير الظروف والأوضاع الحالية لمصالحها اللاأخلاقية.
ما ذكرناه يفرض على الانتليجنسيا لعب دورهم والقيام بواجبهم الثقافي والإنساني والوطني والحضاري في إحياء الثقافة الوطنية والإنسانية، ودعم كل ما يصب في مصلحة ذلك كسلاح رادع لقوى الحداثة المجتمعية في مواجهة قوى الحداثة الرأسمالية والتي تركّز في عملها على وفي محاكاة “النفس السيئة-الأنانية”.
السؤال المُلِّح هو ما العمل ومن أين نبدأ؟
إن القيام والنهوض بالثقافة من الحاضنة الأساسية للفئات المجتمعية عامةً، سوف يكون عبر تعليم وتثقيف الشعب بثقافة وأخلاق وعلم العصرانية الديمقراطية ومقوماتها في الأمة الديمقراطية والصناعة الأيكولوجية (البيئية) وشبه الاستقلال السياسي والاقتصادي عبر خاصية فكرية فلسفية وعلمية، عبّر عنها القائد أوجلان في كتابه المعنون “من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية” بما يلي:
العصر مرغم على أن يتخذ العلمية الأيديولوجية والأخلاقية أساساً له، وفي الحقيقة هناك رابطة وثيقة بين الاثنين، وبقدر ما يتم تنوير الظواهر والعلاقات بالعلم، يتم فتح الطرق أمام الإمكانية الأخلاقية.
الفرد الذي يعي بعلم التاريخ والمجتمع ويصل بفكره إلى فاعلية الديالكتيك للطبيعة، هو الفرد الذي يصل إلى أيديولوجية العصر ويعرف قوة الدوغمائية، ولكنه لا يستسلم لها”.
ديالكتيك الطبيعة والحياة تؤكد أن العمل بين فئة الانتليجنسيا (العاملين في الحقل الثقافي) وباقي فئات المجتمع الأخرى ضرورة لحياة أفضل وإبداع وأخلاق أرقى.
وللكاتب الأمريكي الكبير ثيودور درايزر (1871-1945) نظرة واقعية في منطق الحياة الإنسانية حيث قال جملته المشهورة: “إن الإيمان يسمو وجلالة الإنسان كان دائماً مبدئي الأساسي”.
الخُلاصة
إغفال وتهميش لفئة الابستمولوجيا وعدم إعطاء المجال والفسحة لهم في لعب دورهم يعتبر كارثة بحق الشعوب التي تسخّرها الحداثة الرأسمالية لمصالحها بدلاً من الاستفادة منهم لخدمة الإنسانية، فالرأسمالية كما هو معروف تسخّر وتجعل كل شيء في خدمة المنفعة المالية على حساب القيم الإنسانية ومن يستطيع مواجهتها هي هذه الفئة المتعلمة والمثقفة عندما تعمل على تنوير الظواهر والأحداث علمياً وثقافياً.
فعندما يقتنع أفراد الشعب الباحثين عن لقمة عيشهم ومناشدة الحياة الحرة للحفاظ على قيمهم المعنوية والروحية ولن يحصلوا على هذين المفهومين الوجوديين إلا بفهم وإدراك الأسس التي تُبنى عليها وتُوضع فيها لتغيير هذه المفاهيم والنُظم الاجتماعية والسياسية الرأسمالية المرتكزة على نهب الاقتصاد الذي هو في الأساس مسروق من المجتمع وتقف عائقاً أمام تقدّم عجلة التاريخ والحضارة.
وأخيراً يمكن القول أن اكثر فئة يمكن أن تلعب دور ومهمة القريب من معاناة الشعب هم الفئة التي تستطيع طرح الأسئلة الوجودية بإطارها النظري، أسئلة عن الكون والطبيعة والحياة والوجود ومعانيها وأسباب الحروب وتبعاتها، ولمصلحة من هذه الحروب وتأثير عامة الشعب بذلك وتسخير السلطة والنظم الهرمية لهم تحت عناوين وشعارات فضفاضة وشعبوية بالرغم أن هذه الشعارات في جوهرها لا تمثّل مصالحهم، هذه الأسئلة يمكن أن تكون  مفتاح الحل أو البداية الصحيحة لفهم ما يجري من حولنا والابتعاد قدر الإمكان عن مصالح القوى التي من مصلحتها خلق الفوضى والتشويش في أذهان الشعب بحجج الدفاع عن الوطن والأمة والعرق وبالتالي خلق ذهنية جديدة.
إن مجرد البحث عن أجوبة لهذه الأسئلة والتواصل المباشر (بين كافة فئات المجتمع)، الذي أكدنا عليه مراراً في مقالنا هذا، والاستماع إليهم ومناقشة القضايا التي تعني الكل وإبداء وجهات النظر المتعددة والبحث معاً لإيجاد رؤى تساهم في حل المعضلات التي خلقتها السلطة والرأسمال في حياة الشعوب وهي بحد ذاتها تعتبر ثورة كبرى وسوف تتكلل بالنجاح.
أعتقد أن أخذ بعض الرؤى التي طرحناها في مقالنا هذا تعتبر مقدمة لمناقشة هذه القضية الجوهرية والتي تعتبر بمثابة وضع السطر الأول لخريطة طريق فكرية ثقافية صحيحة.
المجتمع بحاجة إلى معارف وثقافة ورؤى متعددة للوصول للمبتغى، وإثبات الوجود ومعرفة الذات والسير نحو الحرية وتحقيق الحضارة الديمقراطية.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle