سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الاحتجاجات في السويداء.. التحول من المطالب الاقتصادية إلى التغيير السياسي

آزاد كردي_

تشهد مدينة السويداء جنوبي سوريا احتجاجات مستمرة ومتزايدة، حيث يطالب المحتجون بمطالب عديدة ومتنوعة، وقد ارتفع سقف مطالبهم ليشمل تغيير النظام، وتطبيق قرار أممي خاص بالأزمة السورية، بعد أن كانت في السابق تتعلق بتطبيق أمور معيشية.
هذه الأحداث تذكر بالاحتجاجات، التي شهدتها سوريا في عام 2011، التي اندلعت بشكل شعبي عفوي سلمي في المناطق السورية المهمشة، احتجاجاً على قمع الحكومة والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
ومع اتساع رقعة الاحتجاجات في السويداء في الوقت الحالي، تطرح التساؤلات: حول ما إذا كانت احتجاجات السويداء، هي ثورة حرية أم ثورة جياع؟ وإلى متى يمكن أن تستمر بهذا الحراك؟ وهل يمكن تطبيق نظام الإدارة الذاتيّة في السويداء أسوة بمناطق شمال وشرق سوريا؟
ثورة حرية لا ثورة جياع
في الأشهر الأخيرة، شهدت محافظة السويداء في سوريا احتجاجات واسعة النطاق تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية. وعلى الرغم من أن بعض هذه الاحتجاجات تركزت على مسألة غلاء الأسعار، إلا أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الاحتجاجات تشكل ثورة حرية حقيقية.
قبل كل شيء، يجب ملاحظة أن السويداء هي إحدى المناطق التي تعرضت لتأثيرات الحرب السورية بشكل أقل مقارنة بمناطق أخرى في البلاد. وقد كانت تعدُّ نسبياً مستقرة وخارجة عن الصراعات المسلحة الرئيسية. ومع ذلك، فإن الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع التضخم والبطالة أثرت على حياة السكان المحليين وزادت من ضغوطهم المعيشية.
بدأت الاحتجاجات في السويداء تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتخفيف الغلاء. ومع مرور الوقت، اتسعت رقعة الاحتجاجات وتحولت إلى مطالب أوسع، بما في ذلك المطالبة بتغيير سياسي وحرية التعبير والديمقراطية. وبالتالي، بدأت تظهر تساؤلات حول ما إذا كانت الاحتجاجات في السويداء ستتحول إلى ثورة حرية أم لا؟
في ساحة الكرامة وسط محافظة السويداء، أعلن المحتجون رفضهم لأي محاولة لعسكرة حراكهم الثوري. كان الهدف من هذا الرفض هو تحقيق تغيير سياسي في سوريا وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية السورية. تجمع المحتجون في ساحة السير (الكرامة)، وهي ساحة مركزية في المدينة، وقد حضر المحتجون من مختلف بلدات وقرى المحافظة، وقاموا برفع شعارات تؤكد على وحدة الشعب السوري، ضمن حراكهم الثوري الذي بدأ مع ربيع سوريا عام 2011.
كما وردد المحتجون شعارات ثورية أخرى مثل ”عاشت سوريا“، وكذلك رفعوا صوراَ لرموز سورية وطنية مثل: يوسف العظمة، وسلطان الأطرش، اللذين كانا لهما دور بارز في مقاومة الاحتلال الفرنسي في فترة العشرينات من القرن الماضي.
تاريخ الاحتجاجات والتحديات المستقبلية
في الأيام الأولى من الأزمة السورية، شهدت محافظة السويداء تظاهرات ضد النظام السوري في مدينة السويداء، وبلدة شهبا وقرية القريّا. وفي عام 2011، أصدرت نقابة المحامين في المحافظة بياناً يدعو إلى التغيير في البلاد. ومع ذلك، فإن الإجراءات الأمنية الصارمة في المحافظة حالت دون توسع الحراك الثوري.
منذ عام 2012، توافدت مجموعات من النازحين إلى السويداء هربًا من المناطق الأخرى في سوريا، وهذا أدى إلى زيادة الضغوط على البنية التحتية والموارد في المحافظة. في السنوات التالية، تدهورت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في السويداء، وتزايدت حاجة السكان إلى المساعدات الإنسانية الأساسية.
وفي عام 2013، بدأت حركات معارضة لحكومة دمشق في المحافظة، بما في ذلك حركة” رجال الكرامة“، التي أعلنت موقفاً معارضاً واضحاً. ومع ذلك، تعرض مؤسس الحركة ”وحيد البلعوس“ لاغتيال في عام 2015 عندما تعرض موكبه لتفجير، واتهم أهل المحافظة حزب الله اللبناني وإيران بالوقوف وراء هذا الهجوم، بهدف إسكات أي صوت معارض في السويداء.
وفي عام 2018، شهدت المحافظة هجمات من عناصر مرتزقة داعش، التي اقتحمت المنطقة الشرقية من السويداء واستهدفت السكان المحليين. تمكن وقتها جيش حكومة دمشق بالتعاون مع القوات المحلية من صد الهجوم وتحرير المنطقة من تهديد داعش.
وكشفت التقارير أن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة دمشق دعمت العديد من المجموعات والفصائل المسلحة بما في ذلك مجموعة قوات الفجر، التي كانت تحاصر أي حركة احتجاج في السويداء. وقامت هذه المجموعات بانتهاكات وعمليات اختطاف ضد سكان المحافظة؛ ما دفع بالقوات المحلية إلى القضاء عليها بالقوة في منتصف العام الماضي.
مع ذلك، لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه القوات الأمنية الموالية لحكومة دمشق في المحافظة. تقارير تشير إلى وجود اعتقالات تعسفية وانتهاكات لحقوق الإنسان ترتكبها هذه المجموعات والفصائل المسلحة المحلية. ويعيش السكان تحت ضغط الأجهزة الأمنية والتجنيد القسري والانتهاكات المستمرة لحقوقهم الأساسية.
شق الصف الواحد
تبذل حكومة دمشق جهوداً لشق صفوف الحراك الثوري المطالب بإسقاطها في محافظة السويداء جنوبي سوريا بعد مرور أسبوعين على حركة الاحتجاج الشعبي السلمي. وتحاول الحكومة إلصاق تهمة الانفصال بالحراك الثوري في السويداء لعدم استطاعتها اتهام المحتجين بالإرهاب كما فعلت في محافظات سورية أخرى.
وتقوم مشيخة العقل لدى الدروز السوريين على ثلاثة شخصيات، هم: ”حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع“. ويخالف الأخير موقف الشيخين الهجري والحناوي المؤيد للحراك الثوري، ومطالب أهل المحافظة في إحداث تغيير حقيقي في سوريا ورفض الحلول الجزئية، التي تعتمد عليها الحكومة في تطويق أي حراك مناهض له تشهده السويداء.
ورد محتجون في ساحة الكرامة في قلب مدينة السويداء على موقف الشيخ ”يوسف جربوع“ مع دخول الحراك الثوري الأسبوع الثاني، بتكرار الشعارات التي تطالب “بإسقاط النظام”، والتأكيد على استمرار الثورة. وكتب محتجون على لافتة: ”شيخ، يا بتوقف مع أهلك، يا بتمثل نفسك فقط“.
الضغوط الشعبية سبيل لإحداث تغيير
إن الاحتجاجات المندلعة مؤخراً في مدينة السويداء تعكس الظروف المعيشية القاسية، التي يعاني منها الشعب السوري برمته بعد أكثر من عقد من الحرب والدمار. فقد خرج الأهالي إلى الشوارع للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والحصول على فرص عمل وخدمات أفضل.
ومن الواضح أن هذه الاحتجاجات تستمد قوتها من النجاح اللافت في مناطق شمال وشرق سوريا، والثورة الشعبية، التي كسرت حاجز الخوف وبناء أساس متين للإدارة الذاتية.
 لكن لكي تحقق هذه الاحتجاجات أهدافها، فإنها بحاجة لدعم شعبي واسع ومشروع سياسي واضح المعالم؛ كي يدفع باتجاه الحل السياسي.
في الوقت نفسه، من غير المرجح أن تلجأ الحكومة للقمع العنيف كما فعلت في السابق، نظراً للظروف الراهنة. لكن مع ذلك، لا بد من استمرار الضغوط الشعبية لإحداث تغيير حقيقي نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، التي ناضل من أجلها الشعب السوري طوال السنوات الماضية. خذ بالحسبان، إن الفرصة مواتية الآن لإحداث نقلة نوعية تجاه تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة في الحرية والكرامة.
الإدارة الذاتية.. نموذج للحكم المحلي في السويداء
نعم، يمكن تطبيق نموذج الإدارة الذاتية في أي منطقة في سوريا تكون مستعدة لتبنيه وتنفيذه. نموذج الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يعتمد على مفهوم تمكين المجتمعات المحلية وإشراكها في صنع القرار وإدارة شؤونها الداخلية بشكل مستقل. ويتميز هذا النموذج بتنظيم أفراد المجتمعات في مجالس ولجان محلية تدير شؤونها المحلية، وتتولى المسؤولية عن الخدمات الأساسية، والبنى التحتية، والأمن المحلي.
وفيما يتعلق بالسويداء في سوريا، فإن تطبيق نموذج الإدارة الذاتية يعتمد على الرغبة والاتفاق بين المجتمع المحلي، والسلطات المعنية. إذا كان هناك اهتمام وتأييد من السلطات المحلية والمجتمع المحلي في السويداء، فمن الممكن تبني نموذج الإدارة الذاتية هناك. ويتطلب ذلك تنظيماً وتعاوناً محلياً قوياً، ووضع قوانين وآليات لتنظيم العملية الإدارية، وتحقيق الشفافية والمشاركة الشعبية.
من الجدير بالذكر أنه يجب أخذ العديد من العوامل في الاعتبار عند تطبيق نموذج الإدارة الذاتية، بما في ذلك الثقافة والسياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمنطقة المعنية. قد يحتاج الأمر إلى دراسة واستشارة واسعة النطاق لتقييم الجوانب المختلفة والتحقق من مدى توافقها مع النموذج المقترح.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle