الاجتماع السنوي للجمعيات التعاونية لفدرالية شمال وشرق سوريا

تقرير/ بيريفان حمي –

---

روناهي/ قامشلو ـ عقد فدراسيون الجمعيات التعاونية لفدرالية شمال وشرق سوريا اجتماعهم السنوي، لمناقشة واقع الجمعيات التعاونية بشكلٍ عام، وأبرز المشاكل التي تعاني منها الجمعيات التعاونية؛ بهدف إيجاد سُبل الحل المناسبة لها، بالإضافة إلى قراءة مسودة قانون الجمعيات التعاونية.

وشارك في الاجتماع الذي عقد في مقر هيئة الاقتصاد بقرية هيمو في مدينة قامشلو، كل من أعضاء وإداريو الجمعيات التعاونية في جميع مناطق الشمال السوري، والرئاسة المشتركة لهيئة الاقتصاد في إقليم الجزيرة، والرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو وزلال جكر .

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبعدها تحدث حيدر محمد عن أخر التطورات السياسية في المنطقة، ونوه محمد لمتابعتهم عن كثب ما يجري في مدينة إدلب السورية، وبيّن أنها أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين الدول الإقليمية، كما أشار في كلمته عن وضع مدينة عفرين المحتلة من قبل جيش الاحتلال التركي. وأكد حيدر أنهم يحشدون كامل طاقاتهم وإمكاناتهم لتحرير مدينة عفرين من رجس جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ومن ثم تم التطرق إلى مناقشة أهمية الجمعيات التعاونية في المجتمع، وذكر بأن الجمعيات المصدر الرئيسي لبناء المجتمع الديمقراطي الذي يتطلب إدارة وإرادة.

وبعد كلمة حيدر محمد، قُرِئت توجيهات القائد عبد الله أوجلان عن الجمعيات التعاونية، بالإضافة إلى قراءة التقارير السنوية لفدراسيون الجمعيات التعاونية، وتقرير اقتصاد المرأة الخاص بالجمعيات التعاونية، وتقرير هفكرتن، تقارير الجمعيات التعاونية لكل من المناطق المحررة من أيدي مرتزقة داعش ومنها “منبج، الطبقة، وكوباني” .

واستمر الاجتماع لمدة يومين متتالين بمناقشة الوضع التنظيمي، بالإضافة إلى مناقشة المقترحات، تلاها قراءة مسودة قانون الجمعيات التعاونية، وتشكيل لجنة مكونة من خمسة أعضاء لاختيار المقترحات المناسبة والعمل عليها.

مؤسسة اقتصادية مجتمعية ذات أسس ديمقراطية

وبهذا السياق؛ كان لصحيفتنا لقاء مع الإداري العام للجمعيات التعاونية في إقليم الجزيرة سمير صادق وحدثنا عن كل ما يتعلق بالجمعيات التعاونية، كما أشار إلى أهمية الكوبراتيف وقال: “الكوبراتيف هي مؤسسة اقتصادية مجتمعية ذات أسس ديمقراطية تنشأ نتيجة قرار جماعي للعمل المشترك ضمن هذه المؤسسة تشكلت الكوبراتيفات قبل انعقاد الكونفرانس الأول الذي انعقد بتاريخ 20/10/2017م عن طريق المجالس ولكنها لم تكن منظمة من حيث الكم والعدد وكان هدفها ربحي بحت لكن بعد انعقاد الكونفرانس الأول لاتحاد التعاونيات تم تنظيم الكوبراتيفات على أساس النظام الداخلي للكوبراتيف”.

وأضاف: “بعد تشكيل الكوبراتيف يتم اختيار مجالس لها ويتراوح عدد اعضائها ما بين (8 – 15) عضواً، وبعد انعقاد الكونفرانس الأول لاتحاد التعاونيات تم تنظيم الكوبراتيفات، عن طريق أخذ القرارات المناسبة والدراسة الكاملة عن الكوبراتيفات قبل البدء بالعمل”، وأكد على أنه تم تنفيذ العديد من مشاريع الجمعيات التعاونية وتنظيمها، وتوجد عدة قرارات أخذت في الكونفرانس لكن لم تنفذ حتى انعقاد هذا الاجتماع وهي:

ـ عدم تشكيل لجنة لمتابعة وبحث الجمعيات على مستوى الاتحاد العام.

ـ عدم تشكيل لجنة الصيدليات الزراعية والبيطرية وتنظيمها كجمعيات.

ـ لم يتم توسيع الجمعيات الزراعية (الخضراوات).

ـ عدم تشكيل كوبراتيف للبيوت البلاستيكية.

ـ عدم تكوين الكوادر المحلية للجمعيات.

ـ عدم تنفيذ قرار إنشاء سوق لكل إيالة لبيع إنتاج الجمعيات.

وأكد سمير صادق أنه تم تنظيم عمل الاتحاد على شكل فدرالي من مقاطعتين: “قامشلو والحسكة” ضمن إقليم الجزيرة حيث يديرها اتحاد فدراسيون إقليم الجزيرة، كما تم تغيير اسم دار التعاونيات إلى مركز التعاونيات للبلدات والمدن، وتم تأسيس عدة مراكز جديدة للتعاونيات في “تل حميس، تل كوجر، تل براك، الهول”.

كما أن هناك مشاريع جديدة تم انشاؤها حسب النظام الداخلي لاتحاد التعاونيات على سبيل المثال: فرن عطالة بناحية عريشة التابعة لناحية الشدادي، مداجن الحسكة، مشغل للخياطة في الدرباسية، مبقرة في تربه سبيه، وأخرى في تل كوجر. ومازالت بعض النواقص موجودة في مراكز الكوبراتيفات في المدن، لكن تم إحداث تغييرات، وتم التنظيم من جديد عن طريق فرز اعضاء جدد، وتغيير بعض الأعضاء القدامى.

ونوه صادق بأنه بتاريخ 3/7/2018 انعقد اجتماع للاتحاد العام، وتم الإقرار على إصدار القوانين الناظمة لعمل الجمعيات وبانتظار التصديق من الهيئة التشريعية لتصبح قوانين رسمية للعمل بها.

أما بالنسبة إلى المناطق المحررة مؤخراً “منبج، الطبقة، دير الزور، وكوباني” كان للفدراسيون والاتحادات جولات على هذه المناطق لأجل الاجتماع مع الهيئات الاقتصادية، ومناقشة سُبل تطوير الجمعيات التعاونية، والفدراسيون كان يلبي دعوات هذه المناطق، و دورات تدريبية مغلقة خاصة بالجمعيات لمدة 15 يوماً و45 يوماً، ومنذ البداية قبل انعقاد الكونفرانس، تشكلت 75 جمعية تعاونية.

أما بعد الكونفرانس فتشكلت عدة جمعيات وعددها /31/ جمعية؛ منها ثلاثة زراعية حيث يشارك عدد من الفلاحين المجاورين وبمساعدة اتحاد التعاونيات في تمويل الأراضي من بعل إلى سقي، وست جمعيات صناعية، و/11/ جمعية تجارية، وست جمعيات ثروة حيوانية.

أي أن العدد الكلي للجمعيات هو /106/ جمعية؛ منها سبع جمعيات خاصة بالمرأة، وعدد الأعضاء الكامل /14149/ عضواً مساهماً.

وضع الشعب وموقفهم من الجمعيات التعاونية

وأكد سمير صادق: “في الحقيقة كانت الجمعيات جديدة على الشعب؛ لذلك كان الإقبال عليه قليلاً؛ والسبب هو انشاء بعض الجمعيات قبل بناء دار التعاونيات لأنها لم تكن تناسب مبدأ الجمعيات، وبالرغم من إنشاؤها منذ مدة طويلة إلا أنها لم تجني أرباح مادية ولا معنوية للشعب؛ مثل جمعية قصرك، روج آفا في الدرباسية، هفكرتن وصبري في تربه سبيه، ونقارة للثروة الحيوانية في قامشلو، بل على العكس أثرت تماماً على عمل مراكز الجمعيات في كل المناطق بشكل سلبي، والنقطة الثانية السلبية هي المجتمع ينظر إليها كمنظمة للدعم المادي أو بنك فقط، وشهدت المناطق العربية إقبالاً كبيراً على الجمعيات التعاونية؛ لإيمانهم بروح التعاون”.

واختتم الإداري العام للجمعيات التعاونية في إقليم الجزيرة سمير صادق حديثه بالقول: “نأمل أن تستفيد الجمعيات التعاونية من الأراضي الزراعية التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، وإذا كانت المساحة كبيرة فيمكن اعطاء قسم منها للمواطنين من المدينة ويكون حصراً لمن يعمل بهاو أن يتم تسليم هذه الأراضي إلى الجمعيات على شكل عقود طويلة الأمد لعدة سنوات، وفي حال الإهمال من قبل الجمعيات يتم فسخ العقد وإعطائها لغيرهم كشرط عند إبرام العقد، ويجب إعطاء قسم من هذه الأراضي لاتحاد التعاونيات لتقوية ميزانيته، وإعطاء البذار والسماد للجمعيات الزراعية من قبل الزراعة على أن يتم استرداد القيمة عند موسم الحصاد, وبشأن الكوبراتيفات الموجودة سابقاً لم تكن منظمة حسب النظام الداخلي للجمعيات ونقترح لحلها كهدف وبرنامج في المستقبل العمل على تنظيم عمل الاتحاد على مستوى شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى فتح دورات مغلقة خاصة بالجمعيات وتخريج كوادر محلية، وتنفيذ المشاريع التي كانت قيد الدراسة بالسرعة الممكنة”.