الاتحاد النسائي السرياني.. أهدافه ونشاطاته

 حوار/ دلال جان 

روناهي/ الحسكة – أكدت نائبة مُنسقية مجلس المرأة السورية والعضوة في الاتحاد النسائي السرياني إلهام مطلي بأن قضية المرأة هي قضية واحدة مهما اختلف دينها وعِرقها.

إن تاريخ المرأة السورية؛ العربية والكردية والسريانية جمع بين الآلام والآمال وتاريخها مليء بالنضال والمقاومة بالرغم من سيطرة العادات والتقاليد والذهنية السلطوية الذكورية والأنظمة الحاكمة عليها، هذه الأنظمة اتخذت من الأديان أساساً لأضعاف دور المرأة في المجتمع كما اتخذت من التمييز العنصري والديني أداة لتوسيع الفجوة بين النساء من جميع الشعوب والأديان، ومع اندلاع ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا تكاتفت المرأة السريانية والعربية والكردية واتخذت من خط المقاومة والنضال أساساً لها لبناء مجتمع ديمقراطي حر، وقد كان لصحيفتنا روناهي بهذا الخصوص لقاءاً مع نائبة منسقية مجلس المرأة السورية والعضوة في الاتحاد النسائي السرياني إلهام مطلي.

ـ  بدايةً حبذا لو تُعرفينا بالاتحاد النسائي السرياني في سطور؟

هي منظمة نسائية جامعة للنساء ومناصرة لحقوق النساء السريان والآشور والكلدان، تم تأسيسها مع تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية عام 2014، خلال هذه الفترة انعقد مؤتمرين للاتحاد وثلاثة كونفرانسات، ونحن بصدد عقد كونفرانس في الشهر القادم، نعمل على تقوية العلاقات مع المرأة من كافة شرائح المجتمع من عرب وكرد وشركس والإيزيديين والتركمان وغيرهم من الشعوب، وهدفنا بناء مجتمع ديمقراطي حر تسوده العدالة والمساواة.

ـ ما مساعيكم من أجل تمكين المرأة في السياسة؟

 استطاعت المرأة عبر التاريخ من إثبات نفسها وقيادة الثورات والمشاركة في الحياة العسكرية والسياسية والاجتماعية، وناضلت من أجل رفع الظلم والاضطهاد عن النساء في مجتمعها، إلا أن المرأة تعرضت إلى الظلم والاضطهاد من قبل الانظمة الحاكمة والمستبدة والذهنية الذكورية السلطوية، وكذلك الأنظمة الرأسمالية التي استغلت المرأة لمصالحها وجعلتها أداة للتجارة وترويج بضائعها، وكان هذا حال المرأة السورية السريانية والعربية والكردية ومن كل الشعوب التي تعرضت للتهميش ومنعت من أداء دورها السياسي وإدارة المجتمع، لذلك تعتبر قضية المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية من أهم القضايا التي ركزت عليها مجلس المرأة السورية وخاصةً بعد سنوات من النضال والكفاح الذي لعبتها المرأة السورية في شمال وشرق سوريا، وهذا مؤشر في تقدم النظام الديمقراطي، لذلك عملنا على تمكين المرأة من الناحية السياسية حتى تكون صاحبة قرار، وتساهم في صنع القرارات السياسية والانتخابات والتصويت.

ـ ما هو دور المرأة في ثورة روج آفا والشمال السوري؟

أخذت ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا طابع خاص، وكان للمرأة دور كبير وعظيم في مجرياتها، وخاضت نضالاً ومقاومة عظيمة وصعدت من وتيرة الكفاح والنضال حتى أخذت لقب الثورة وتبنت الفكر الأوجلاني في تحرير المرأة والشعوب من الظلم والاضطهاد، حيث شاركت المرأة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وخاصةً العسكرية، فالمرأة من جميع الشعوب شاركت عسكرياً من أجل القضاء على أعتى قوى متطرفة في العالم والمتمثلة بداعش، حيث تم تأسيس وحدات خاصة بالمرأة مثل قوات حماية بيث نهرين التابعة لمجلس العسكري السرياني، ووحدات حماية المرأة، اللواتي أخذن على عاتقهن حماية المرأة وصون حقوقهن وتحقيق الحرية والديمقراطية لكافة شعوب المنطقة، وتحرير جميع النساء من أيدي مرتزقة داعش، فالمرأة في ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا أصبحت شعاعاً تنير درب الديمقراطية والحرية لكافة النساء في الشرق الأوسط والعالم.

ـ  هل شاركت المرأة في حل الأزمة السورية؟

شاركت المرأة في ثورة روج آفا وكانت لها بصمة كبيرة، وتحملت المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولابد من مشاركة المرأة في الدستور للتخلص من قوانين الدساتير السابقة التي كانت مجحفة بحقها، لذلك المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا تحاول المشاركة في صياغة الدستور وإيصال صوتها وإبراز إرادتها وعزيمتها، ونحن كنساء السريان شاركنا في الإدارة الذاتية الديمقراطية والمؤتمرات والمحافل الدولية، وساهمنا في كتابة العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية، وذلك من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

ـ هل تعملون من أجل توسيع العلاقات مع المرأة في جميع أنحاء العالم؟

من أهم أهداف مجلس المرأة السورية والاتحاد النسائي السرياني هو توطيد العلاقات مع كافة الشعوب للتعاون والتكاتف للوصول إلى المرأة الحرة، فقضية المرأة هي قضية واحدة مهما اختلف دينها وعرقها، الاتحاد النسائي السرياني كان لها حضور في المنتديات والمحاضرات في شمال وشرق سوريا وفي الخارج، ومع مختلف الدول العربية والأوربية ومن مختلف الأجناس.

ـ ما هي نشاطات الاتحاد النسائي السرياني؟

المرأة السريانية في شمال وشرق سوريا عملت على حل المشاكل التاريخية والثقافية والاجتماعية، وناضلت من أجل مجتمع ديمقراطي حر يسعى لإزالة الاضطهاد والظلم والتمييز الجنسي، فسعت المرأة فيها إلى تطوير العلاقات مع المنظمات النسائية وقامت بعدة فعاليات ونشاطات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتواصلنا مع كافة المنظمات النسائية والإنسانية والحقوقية، كما كان لنا عدة نشاطات في تثقيف وتوعية المرأة في المخيمات والمجالس من الناحية الفكرية والتثقيفية والتعليمية، ونعمل على تأسيس مكاتب للدراسات الاستراتيجية والبحوث المتعلقة بقضايا المرأة وطرح مشاكلها ووضع الحلول المناسبة لها، ونعمل على خلق منظمات اجتماعية حقوقية للدفاع عن حقوق المرأة، ونعمل من أجل زيادة تمثيل المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، وذلك من أجل أن تأخذ المرأة دورها في المجتمع وتشارك إلى جانب الرجل في كافة مناحي الحياة.

– كلمة أخيرة؟

نحن كنساء في مجلس المرأة السورية نسعى إلى توحيد جميع  النساء السوريات بمختلف الأطياف والأديان، فالمرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا ناضلت وقاومت من أجل حريتها وحرية شعبها ونتمنى من جميع النساء السوريات السير على نهج الحرية والديمقراطية إذ لا يمكن بناء مجتمع سليم وديمقراطي إن لم تكن المرأة فعالة فيه، وأن تسعى إلى التحرر من قيود المجتمع وسياسات الأنظمة الرأسمالية والأنظمة الحاكمة.