سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإنسانية في الإسلام

محمد القادري_

دعا الإسلام إلى تكريم الإنسان دون التمييز بين أفراد المجتمع البشري، فقال: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”، وبهذه النظرة العامة، تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس، ودعا أصحابه إلى هذا المنهج، حيث قال لهم: “يا أيها الناس: إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، ألا هل بلغت ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فيبلغ الشاهد الغائب”. وفي تعامله مع المشركين والكافرين، ومع أهل الكتاب، كذلك نرى أنه كان يمنحهم حقوقهم الإنسانية بالعيش المشترك، وتأمين لقمه العيش، وفي واجب الحماية، أي أنه كان ينظر إلى الإنسان على أنه إنسان قبل كل شيء، ودعا إلى أخوة الشعوب، كما أمره الله سبحانه وتعالى بقوله: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “، بنص هذه الآيات والحديث الشريف، نعلم أن الشيء الذي يفضلنا الله به، هو التقوى، وليس لمنزلة، أو قبيلة، أو جنس بشري أي خشيه الله، وعدم الظلم لنفسه وغيره، لذلك، يجب على الإنسان أن يكون إنساناً في تعايشه وتعامله، وحفظ حقوقه وحقوق غيره، بإيمان صحيح في قلبه، وَعَنْ أبي هُريْرة عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ صخْرٍ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى صُوَرِكُم، وَلا إِلى أَجْسامِكْم، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ”، نعم أن الإنسان بقلبه المحب للحق، والمحب للإنسانية، يكون إنساناً مكرماً مفضلاً عند الله، وعند رسوله، وعند الناس أجمعين.