الحسكة/ محمد حمود –
أكد إداريون في حزب سوريا المستقبل دعم الحزب للحراك الشعبي المستمر في السويداء، منوهين إلى أن التنظيم هو عماد أساسيات نجاح أي حراك، وهو أول خطوة من خطوات الوصول إلى تطبيق نموذج الإدارة الذاتية في السويداء، وشددوا، على أن الإدارة الذاتية الحل الأمثل لحل الأزمة السورية.
دخلت احتجاجات السويداء المطالبة بالتغيير السياسي، والانتقال السلمي للسلطة شهرها الثاني، حيث يتجمع المئات من الأهالي بشكل يومي في ساحة “الكرامة” وسط المدينة، مرددين شعارات تنادي بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، والقضاء على الاستبداد والفساد عبر الانتقال إلى اللامركزية، ويطالبون بإدارة ذاتية تنهي معاناتهم، أسوةً بالتجربة الناجحة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
تعميم الإدارة الذاتية هو الحل
في السياق؛ أكد عضو المجلس العام في حزب سوريا المستقبل، إياد الخطيب، أنهم يرون حراك السويداء تعبيراً حقيقياً عن آمال الشعب السوري، وتعبيراً واضحاً عن آمال الشعوب السورية بالانتقال إلى اللامركزية، وبهذا المنحى من الأحداث السياسية الرائجة في المنطقة، يكون تعميم تجربة الإدارة الذاتية، التي دعت إليه مبادرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في حل الأزمة السورية، حلاً بديلاً عن النظام المركزي.
وحول تعاطي حكومة دمشق مع الاحتجاجات في السويداء؛ أشار الخطيب: “حكومة دمشق تتخبط ولا تعلم كيف تتصرف، لأنها عجزت هذه المرة عن اختراق هذا الحراك أمنيا، فبدأت تارة تكيل الاتهامات للحراك بارتباطه بجهات خارجية، وتارة ادعت أن الحكومة تطبق اللامركزية الإدارية، وأنها تلبي تطلعات الشعب السوري”.
ونوه الخطيب: إن “استمرار الحراك أبطل ادعاءات حكومة دمشق في تطبيقها للامركزية الإدارية، وتماسك الحراك، وتراصص صفوفه وحفاظه على السلمية، هو ما أفقد الحكومة توازنها وغيَّر استراتيجياتها في التعاطي مع الحراك”.
أما عن المطالب الشعبية، التي تتحدث عن اللامركزية وتطبيق نموذج الإدارة الذاتية في السويداء؛ قال الخطيب: إن “النظام المركزي أثبت عجزه عن إيجاد الحل، الذي يحافظ على وحدة الأراضي السورية، وتحوله إلى نوع من السلطة المطلقة في مواجهة كل من يعارضه، وحوّل المناطق السورية إلى سلعة يتم التفاوض عليها في أستانا وسوتشي، ومن هنا يبدو مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، هو الخلاص لشعوب المنطقة كافة”.
وحول آلية تنظيم أهالي السويداء أنفسهم للوصول إلى هذا الهدف؛ تحدث الخطيب: إن “عملية التنظيم تحتاج إلى عمل دؤوب، ومستمر، وإلى وعي سياسي واستراتيجي، ووضع أساس تنظيمي يلبي تطلعات أبناء السويداء، والاستفادة من التجربة القائمة في شمال وشرق سوريا، والتي أثبتت أنها جاءت من صميم إرادة الشعوب”.
وأشار الخطيب: “تجربة الإدارة الذاتية أثبتت فاعليتها في مناطق شمال وشرق سوريا، حتى أصبحت نموذجا تطمح إليه الشعوب في المناطق السورية، ونحن نرى في تطبيق تجربة الإدارات الذاتية واللامركزية من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وإبعاد سوريا عن شبح المشاريع الانفصالية، التي انشأتها تركيا في شمال وشرق سوريا، وإدلب”.
وفي ختام حديثه، طالب عضو المجلس العام في حزب سوريا المستقبل؛ إياد الخطيب، أهالي السويداء الاستمرار في حراكهم السلمي والحفاظ على السلمية، وتنظيم أنفسهم بما يلبي تطلعات أبناء السويداء، والحذر من التدخلات الخارجية، والاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من الناحية الفكرية والتنظيمية”.
مطالب أهالي السويداء محقة وشرعية
من جانبها؛ أشارت رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل في مقاطعة الحسكة؛ أفين محمد، إلى أن أكثر ما لفت نظرهم في الحراك، هو انضمام عدد كبير من النساء إلى المظاهرات، ورفع شعار “دم هفرين يزهر في السويداء”، “وهذا دليل على تأثرهن بتضحية شهيدة السلام هفرين خلف، وبنساء شمال وشرق سوريا، وما حققنه من إنجازات على الأصعدة كافة، حتى أصبحت النساء مثالا يحتذى به ليس فقط في شمال وشرق سوريا، إنما في سوريا والعالم أجمع”.
وأضافت أفين: “خلال هذا الحراك الشعبي رُفعت شعارات تعبر عن رؤية أبناء السويداء، وعن نظرتهم للحل في سوريا، وأبرز هذه الشعارات كان اللامركزية، وتأييدهم للإدارة الذاتية، وهذا يعني أنهم يرون في نموذج الإدارة طوق النجاة، والأمل في حل هذه الأزمة، ونحن نرى أن مطلب الإدارة الذاتية واقعي ومحق، وبإمكان أبناء شعبنا في السويداء، بطوائفه كلها، تطبيق هذا النموذج لما عندهم من قدرات ومقومات لإدارة مناطقهم”.
وشددت أفين، على أن أبناء السويداء يمكنهم تنظيم أنفسهم من خلال تكاتفهم، وتوحيد صفوفهم وإشراك أبناء السويداء وبكل انتماءاتهم في إدارة مؤسساتهم، نعتقد أن بإمكانهم الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وتطبيقها في السويداء، ونموذج الإدارة الذاتية هو الحل الأمثل للأزمة في سوريا، فقد عانى الشعب السوري خلال سنوات الحرب كثيراً، ولن يكون هناك حل دون مشاركة هذا الشعب في صنع القرار”.
رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل في مقاطعة الحسكة؛ أفين محمد، أكدت في ختام حديثها دعمهم لأبناء السويداء، ونوهت بأن مطالبهم محقة، ودعت المشاركين في الحراك إلى التماسك والصمود الى أن يتحقق أهدافهم في التغيير السياسي.
