لمياء جمعة حسو_
التكنولوجيا، التي حدثت في السنوات الأخيرة، غيّرت معالم كثيرة في حياتنا العلمية، والاجتماعية، والعاطفية، تداولت أحاديث كثيرة منذ مدة، عن فشل العلاقات والاكتئاب والعزلة، التي رافقت الكثير من الأشخاص؛ بسبب كائن صغير تَحكَّم بعقولنا، وقلوبنا، ذلك الكائن المدعو “بالإنترنت”، تحكم بنا وزادت الفجوة بين الآباء والأبناء، وبين الأزواج، كما أنها طوّقت الأشخاص بجدران العزلة؛ بحيث انفرد كل منهم منكبًا وراء الشاشة، يتصفح مواقعه الإلكترونية المفضلة، غارقًا في حوارات مع أشخاص مجهولي الهُويَّة، ويقيمُ معهم علاقات مختلفة للتسلية وغيرها.
غير أنّ الخيانة الزوجية، أصبحت في يومنا هذا سهلة جدًا؛ باستخدام الإنترنت، يدخل الشخص إلى غرفة محادثة (الشات) في الإنترنت، فيتعرف على امرأة افتراضيَّة في البداية، ومن ثم تتحول إلى حقيقية لاحقًا، فمن كان مستعدًا للخيانة الزوجية؛ يذهب ويلتقي بمن تعرَّف عليها عبر الإنترنت، وتبدأ العلاقة الحميميّة بينهما، أمّا الزوجة فربما لا تشك؛ لأن لكل عنوان بريدي خاص به، وشيفرة، ولكن قد تنكشف اللعبة، وتحدث الكارثة، وتنتهي العلاقة الزوجية، وهذه السهولة لا تنطبق على الرجال فقط، بل يمكن للزوجة أيضًا إيجاد عشيق لها عبر (الفيس بوك) أو (تويتر) أو ما شابه ذلك، فتدخل في المحادثة بغياب زوجها؛ ويقع الزواج في الهاوية.
كشفت دراسة حديثة، قام بها باحثون من جامعة (بوسطن) الأمريكيّة، تؤكد أنّ الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي؛ يؤدّي إلى الفوضى في العلاقات العاطفيّة، ويسبب المشاكل الاجتماعيّة المتعلقة بالطلاق، ومن أبرز الأسباب التي توصل إليها الباحثون هي: لجوء الأزواج إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والشعور بالفراغ العاطفي، والملل من الحياة الزوجيّة، والرغبة في اقتحام عالم لا رقيب فيه ولا حسيب، والرغبة في الشعور بالتجديد؛ وهذا ما يؤدي إلى تراكمها وحدوث الطلاق.
أكدت دراسات أجراها الدكتور (روسل كلايتون)، من جامعة (ميسوري)، وأساتذة بجامعة (بوسطن) الأمريكيّة أنّ استخدام الإنترنت كان مؤشرًا كبيرًا على ارتفاع معدل الطلاق بين الزوجين، وتزايد معدل المشاكل بينهما.
وأفادت الدراسات أنّ معدلات الطلاق بين الأزواج تتزايد؛ بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه من بين أسباب الانفصال بين الأزواج، دائمي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الخيانة والطلاق، وأنه كلما أصبح الاتصال بالإنترنت أسهل؛ زاد الإغراء الذي يفرزه العالم الافتراضي، فالإنترنت أصبح كالعنكبوت بعدة أرجل، منها تَنصِب الفخاخ للآخرين، ومنها ما ترخي العنان؛ لذلك زادت حالات الطلاق، والتي لن تقف عند هذا الحد، بل من المتوقع ازدياد الحالة سوءًا، وزيادة نسبة الطلاق في الأعوام القادمة على مستوى الدول كلها، حسب ما أشار له المتخصصون في مجال الأسرة.
من هنا وجب التنبيه لأثر ذلك على حياة الأزواج، والأسرة بوجه عام، وإعداد برامج التوعيَّة بشكل مكثف، وكافٍ لتوعية الزوجين والآخرين؛ للحفاظ على حياتهما، وحماية الأسرة من الانفصال والتفكك.