سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الّلوحاتُ المأساويّةُ تتغطّى بألوانِ المقاومةِ

قامشلو/ ميديا غانم –

“ما زلت أسال نفسي لمً كل هذا الغلّ، والعنف والقتل وبهذه الوحشية؟! فما فعلناه منذ بداية الأزمة السورية، كان أخلاقياً، ومنذ البداية كنا قمة في الإنسانية، ولم نعتدِ على أي طرف، أو نُسء لأي شعب، أو دين أو مذهب على العكس، احتضننا كل من قصدنا، وعاملناهم بكل رحمة وأخلاق، أهكذا تُقابل الإنسانية؟”.
بمرور أربع سنوات على هجوم المحتل التركي ومرتزقته على عفرين، وحتى الآن تستمر جرائمهم ضد السكان بعفرين من جهة، وقصفهم الوحشي على مناطق الشهباء، التي يتشبث فيها مهجرو عفرين لقربها من عفرين من جهة أخرى، مخلفةً دماراً ونتائج كارثية، بعد أن كانت تتمتع باستقرار نادر، وأمان، وتنمية اقتصادية.
زينب قنبر إدارية مكتب المرأة مركز عفرين – الشهباء من عفرين ناحية راجو، كانت شاهدة على تلك الأحداث فتروي لنا تفاصيل هجمات الاحتلال ومرتزقته.
زينب كبرت وترعرعت في منبج، ولكنها هجرت منها عنوةً نتيجة وحشية داعش، بعد سيطرتهم على المدينة، فعادت إلى مدينتها عفرين، حيث الجذور وموطن الآباء، والأجداد على حد وصفها.
تقول زينب: “لم أكن أتوقع أن شعباً آمناً ومسالماً، ومنطقة آمنة، لم تؤذِ، ولم تعتدِ يوماً على أحد، أن تتعرض لحربٍ وحشية، فقد منفذوها إنسانيتهم، من خلال ما حصل من عنف وهمجية وتجاوز، واستهدافهم للشعب بجرائم لا يستوعبها العقل، من دون أي ذنب وأمام مرأى العالم”.
قصصٌ من وحيِّ المقاومةِ
استهدف المحتل التركي ومرتزقته القرى، والمدن العفرينية بقذائف عشوائية، بتاريخ 20 كانون الثاني من عام 2018 وذلك بتواطؤ روسي واضح، وفي اليوم الثاني بدأت ٧٢ طائرة، قصفها لعفرين على مدار ٢٤ ساعة، وخلال ٥٨ يوماً، والمقاومة استمرت في عفرين من قبل أهلها، ووحدات الحماية هناك، وحيال ذلك تؤكد زينب: “رغم عتادهم الضخم، ودعمهم من الناتو، إلا أنه منذ اليوم الأول كانت المقاومة عنواننا، ولم يخطر ببالنا أن نترك بيوتنا وأرضنا، ولكننا أجبرنا على ذلك نتيجة موت الإنسانية أمام بطولة أبنائنا، وصرخات أطفالنا وكبارنا”.
“ما زلت أسال نفسي لم كل هذا الغل والعنف والقتل، وبهذه الوحشية؟! فما فعلناه منذ بداية الأزمة السورية، كان أخلاقياً، ومنذ البداية كنا قمة في الإنسانية، ولم نعتدِ على أي طرف، ولم نسئْ لأي شعب، أو دين أو مذهب على العكس احتضننا كل من قصدنا وعاملناهم بكل رحمة وأخلاق، أهكذا تُقابل الإنسانية؟!” هكذا تسترجع زينب ذكرياتها الأليمة، وتتابع: “أسئلة كثيرة وكثيرة تجول في خاطري؛ لِمَ نُقتل؟ لِمَ يستهدف أطفالنا؟ ألهذه الدرجة بات ابن الشهر والشهرين من أولادنا خطراً على من أصيب بفوبيا الكرد، وبتنا إرهابيين بنظرهم (أي للدولة التركية المحتلة)”.
تعود زينب بالذاكرة أكثر: “أذكر ابنة أخي الصغيرة، وهي تودع ألعابها، بعد أن حملت واحدة، وهي تحاكي بقية الألعاب، بأنها ستعود بعد أيام، حيث قالت للعبتها: “ديري بالك على البيت سأعود قريباً لنلعب سوياً”.

كلٌ يؤدي مسؤوليته التاريخية
وتابعت: “طبعاً هذا ما حدث في موساكو، واتجهنا بعدها إلى بيتنا في عفرين، والذي سكنا به في أيام الحرب وكنا تسع عائلات، نعيش في منزل واحد، الكل يخرج للمقاومة، ويؤدي واجباته، ووالدي يبقى في البيت ليستقبل من يقصدنا، ليبقى معنا، ويلبي احتياجات العوائل، ففي عفرين كانت المقاومة والإصرار، والتشبث بالأرض والدعم للإدارة الذاتية الديمقراطية، وقواتنا العسكرية بأعلى درجاتها، فالكل كان في نفير عام، ليعبر عن موقفه ومسؤوليته التاريخية، والإنسانية والوطنية تجاه شعبه وأرضه”.
وأردفت: “كنا نخرج في المظاهرات المنددة، والرافضة للاحتلال، وتوديع الشهداء إلى مثواهم الأخير بأعراس جماهيرية، وشعارات تندد بالاحتلال، وبزغاريد الأمهات، التي تناشد المنظمات الصماء البكماء العمياء، والتي تدعي أنها تنادي بحقوق الإنسان، والتي ما زالت في سباتها، ونعاهد الشهداء، بأنهم القادة والأمل، وطريق النصر والحرية للأبد، فلم تخيفنا الطائرات ولا أصوات القذائف، ودخانها؛ لأن عروس كردستان مدينة الزيتون والسلام ودفاعنا عنها هي ما كان كل تفكيرنا وهدفنا الأوحد”.
ضرباتُهم لم ترحمْ أحداً
مبيّنةً أن الكل كان في نفير عام، ولكن كلٌّ حسب إمكاناته وزادت: “حتى والدي المسن كان يبقى في البيت ليستقبل القاصدين، ويدعو بالنصر، أما عائلتي فالأحفاد مقاتلون في الجبهات، والأمهات في نفير مع نساء عفرين، يقاومن، ويعملن ليلاً نهاراً، يوصلن الليل بالنهار من إسعافات وتجهيز طعام للمقاتلين، وللوفود المؤازرة لنا من شمال وشرق سوريا”.
وأضافت: “حتى أن والدي وقع على الأرض من شدة صوت الضرب، والطيران، حيث اهتزت البناية، وبات مشلولاً، ولكنه بإصراره على المقاومة، وقبل أربعة أيام من تهجيرنا القسري، خضع لعملية جراحية في رأسه وتمت بنجاح، ويوماً بعد يوم كانت تزداد الضربات والمجازر، والإبادة الجماعية بحق الشعب، حتى استخدمت الأسلحة المحرمة دولياً، هذه الضربات لم ترحم طفلاً ولا كهلاً حتى الحيوانات، والأشجار لم تسلم منها، حيث استهدفوها وحرقوها”.
وحسب هيئة الصحة في مقاطعة عفرين، وصل عدد الشهداء المدنيين خلال 58 يوماً من الهجمات التركية إلى 257 مدنياً، هم 45 طفلاً، و36 امرأة، و176 رجلاً، إلى جانب إصابة 742 مدنياً، منهم 113 طفلاً، 113 امرأة، و516 رجلاً.
لوحاتٌ مأساويّةٌ رافقتْ تهجيرَهم القسريَّ
تستحضر زينب مشاعرها أثناء تهجيرهم من عفرين، وآخر مشاهد التهجير، وقالت: “اضطررنا للخروج، ولكن لم نكن نتوقع أن يطول الفراق والهجران، كنا نتوقع أنها أيام معدودة ونعود، خرج الأطفال، ووالدي المريض بسيارة، أما الباقون فسيراً على الأقدام تحت المطر، وضربات المحتل، التي تلاحق الشعب بدون رحمة، كنت التفت للوراء، وأرى الدخان وألسنة اللهب تشتعل في مدينتي الحبيبة، ما يزيد من ألمي، نمنا في العراء، ورأينا لوحات مأسوية، حيث تُركت جثث ماتت قهراً على أرصفة الطريق في جبل الأحلام، أطفالٌ تصرخ من الخوف والبرد والجوع، وأمهاتٌ تتأوه من التعب والصدمة، كلما كنا نبتعد بالمسافة عن عفرين، كنا نشعر بالغصة تجتاح قلوبنا أكثر، وتزداد دموعنا انهماراً، فوجوه حزينة ، مصدومة، باكية، ومستغربةً لعدم تصديقنا، أننا نترك أرضنا وتاريخنا وآثارنا، وكل ذكرياتنا”.
وفي إحصائية مديرية آثار عفرين، تم التأكيد على أنه خرب ودمر أكثر من 28 موقعاً أثرياً، ومستودعاً، وأكثر من 15 مزاراً دينياً لمختلف المذاهب والأديان، بالإضافة إلى تجريف العديد من المزارات، وتحويل إحداها إلى سوق للماشية، وحسب مديرية آثار عفرين، فإنّه يوجد في منطقة عفرين حوالي 75 تلاً أثريّاً، وخرب الاحتلال التركي ومرتزقته غالبية هذه المواقع نتيجة تنقيبهم عن الآثار، وتهريبها إلى تركيا.
وفي وداع لها لآخر لمحة لمحتها لمدينتها ذكرت الشاهدة: “عندما انحدرنا أمام أخر منعطف على جبل الأحلام، اختفت صورة عفرينتي أمام عيني ظاهراً، ولكنها كبرت في قلبي ووجداني وتفكيري، وترسخت أكثر باطناً، حينها صرخت صرخة بدون وعي تعبر عما بداخلي”.
واسترسلت بالحديث: “استغرقت رحلتنا أياماً، حتى أننا فقدنا بعضنا البعض، ولكن على حاجز قرية الزيارة التقينا من جديد وكنا مع العوائل التسعة، التي خرجنا من منزلنا مع بعضنا، هنا بدأنا نفكر إلى أين الاتجاه؟!”.
“عسى العيش قرب مدينتا يخفف لوعة الألم”
وأوضحت: “حينها قرر والدي أن نتجه لإحدى قرى ريف عفرين، التي لم يدخلها المحتل، عسى العيش على مشارف مدينتنا، يخفف وقع الحدث ولوعة الألم.. عسى أن نشم نسائم عفرين، ورغم خطورة الموقع اتجهنا إلى قرية “بينيه”، دخلنا المنزل الذي مازلنا نعيش فيه، شعرت بالغربة، بالبرد، بالحيرة، بتناقض بين الشعور والرغبة والهدف والواقع، ولكن لم ننتظر طويلاً، فلملمنا الجراح لنكمل مسيرتنا في المقاومة نحو العودة… وتركنا لجبل الأحلام أن يحكي قصة الهجرة والألم والمعاناة، في يومٍ ما حين نعود لأرضنا، سيحكي للتاريخ عن مجازر بمشاهد تاريخية، يندى لها جبين الطغاة، ومن يدعون أنهم ينادون بحقوق الإنسان”.
تقول زينب أن المناظر المؤلمة التي مروا بها هي وحشية، لم ولن يمر على الإنسانية مثلها، وتؤكد: “فكلها استهدفت البراءة والكرامة والوجود والإرادة، ولن نستطع أن ننسى أي مشهد في يوم من الأيام ارتكبها العدو بحق شعبنا”.

الوحشيةُ نفسُها فقط بأيدٍ مختلفةٍ 
ولأن زينب عاشت في زمن شهدت على وحشية داعش، مرتزقة تركيا، فقد رأت أن الطرفين لا ينفصلان عن بعضهما، فتوضح زينب: “جرائم المرتزقة بمنبج وعفرين سواءً باسم داعش في الأول، وباسم الجيش الوطني بعفرين تمر أمام عيني كشريط، حيث شاهدت نتيجة دمويتهما كل أنواع العنف والخوف من إرهاب داعش في منبج، حيث مسقط رأسي، والمدينة التي عشت فيها واضطررت للخروج منها عندما استهدفونا على الهوية، والجرائم التي رأيناها في عفرين فأشكال وطريقة من هاجمنا وثقافتهم في عفرين وما تعرضنا له على يد المرتزقة لم تختلف، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما مجرم، قاتل، سفاح، يحارب العقول ويحتل الأرض، ويقتل الإنسان بثقافة التطرف الديني المتأسلمة وليست المسلمة، وكلاهما أُسّس على يد المحتل التركي صاحب تاريخ حافل من الدموية والإبادة بحق الشعوب”.
وحيال مكان إقامتهم الآن، وكيفية أوضاعهم بمرور أربع سنوات على الهجمات على احتلال عفرين، تقول زينب: “في الشهباء أعدنا من جديد تنظيم أنفسنا، لنبدأ مقاومة العصر بمرحلتها الثانية، ورسم خيوط العودة رغم عناد المحتل، الذي لم يتركنا لحظة أن نعيش بدون أصوات قذائفه وتهديداته ومجازره في الشهباء، وهي رسائل واضحة الهدف منها كسر إرادة الشعب، وتطبيق ميثاقه، وتوسيع مناطق نفوذه، لأن الشعب منذ اليوم الأول لإعادة تنظيمه في الشهباء يرسم لوحة عفرين المستقبلة، ولا يرى بديلاً من التحرير والعودة إلى عفرين، الشعب الذي بمقاومته أثبت للعالم أن من هم حالياً في عفرين هم محتلون، وأننا نحن أصحاب الحق والأرض والتاريخ الذي يسعون لتغيير معالمه، بالتغيير الديموغرافي لتغيير معالمها الكردية”.
الديمقراطيةُ يجبُ أن تقترنَ بالإنسانيةِ
مشدةً بالقول: “بمرور أربع سنوات على الذكرى الأليمة على التغريبة العفرينية، نرد على المحتل التركي بالاستمرار على المقاومة والتحدي والإصرار، لأنها طريق العودة ودحر الاحتلال، وفي هذه الذكرى الأليمة التي اعتبرها خذلان للدول التي تدعي الإنسانية والديمقراطية، وأناشدها بأن تستيقظ ضمائرها، ولا تبقى في سباتها، فالديمقراطية يجب أن تقترن بالإنسانية، وعليهم أن يبرمجوا هذه المواقف بمواقفهم الإنسانية، وإلا ما الفائدة من هذه الديمقراطية؟ ونناشدهم للقيام بمسؤوليتهم التاريخية تجاه الإنسان، والإنسانية ولفت الأنظار إلى عفرين ومعاناة شعبها، والانتهاكات بحقها من المحتل التركي ومرتزقته، نحو عودة أهالي عفرين إلى مدينتهم، فعفرين بداية الحل لتحرير كل شبر من الأراضي السورية، نحو الحل للأزمة والوصول لسوريا ديمقراطية تعددية لامركزية”.
واختتمت زينب قنبر حديثها قائلةً: “وفي النهاية لا أستطيع إلا القول إن الكلام كثير بقدر آلامي وإصراري، وأن من يحاول الحد من إرادة الشعوب الحرة وخاصةً بريادة المرأة الحرة، سيزول وإرادتنا باقية ومقاومتنا مستمرة وعفرين شامخة وإنّا عائدون”.
هذا وقد كشف التقرير الصادر عن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، حتى شهر كانون الأول 2021 تزايد معدلات العنف والجريمة، وحوادث الاقتتال بين المرتزقة، وحدوث المزيد من الانفجارات ضمن مناطق احتلتها تركيا ومرتزقتها، وما نتج عنه من مآسي إنسانية بتهجير 375 ألف من سكانها، إضافة لانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم التعذيب والاعتقالات والإعدامات الميدانية والاستيلاء على العقارات والملكيات والقصف العشوائي واستخدام أسلحة المحرمة دولياً، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات إعدام ميدانية، واستهداف الطواقم الطبية والصحفيين، كل ذلك ساهم في تفاقم الأوضاع ودخول المنطقة برمتها في فوضى، وتوجه الأمور نحو الفلتان الأمني، وعودة التفجيرات، وحوادث الاغتيال، وارتكاب المزيد من الجرائم، حيث رصد إصابة 8520 شخصاً واستشهاد 2567 شخصاً،  فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8179 شخصاً منذ بداية الاحتلال في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 5430 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولاً.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle