الإدارة المدنية الديمقراطية تُعيد إنعاش الحياة في مناطق دير الزور المحرّرة

تقرير/ عبد الحميد محمد –

أشار الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني الدكتور غسان أحمد اليوسف؛ بأن الإدارة المدنية الديمقراطية تقوم بكافة الإمكانات المتوفرة لديها بإعادة تأهيل الريف المدمر وإنعاش الحياة فيها، بعد تعرض ريف دير الزور للجحيم الذي فرضه مرتزقة داعش.

تم وضعنا أمام تحديات هائلة

بعد تعرض ريف دير الزور للجحيم الذي فرضه مرتزقة داعش، وممارسته لشتى الوسائل التخريبية للبنى التحتية والمرافق العامة، وخصوصاً المدارس عندما قاموا بتحويلها لمعتقلات ومراكز أمنية لهم, وتعرّض المنطقة للقصف العنيف من قبل قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية لتحرير المنطقة من رجس المرتزقة ودحر هذا التطرف المجرم، الذي جرّع أهالي المنطقة مرارة العيش والترهيب في تلك الحقبة؛ قامت قوات سوريا الديمقراطية بتحرير المنطقة، وبسط الواقع الطبيعي للسلام والأمن على المنطقة, سارعت الإدارة المدنية بإعادة تأهيل الريف المدمر وإنعاش الحياة فيه، من خلال إنشاء المجالس المحلية، ولجان البلديات والمؤسسات التربوية والتعليمية، وبالتزامن مع قرار الإدارة بإعادة تأهيل المناطق المحررة شرق الفرات، وفق الخطط والبرامج المقررة من قبلها لتعزيز الواقع الخدمي والإنمائي في تلك المناطق.

وفي هذا السياق تحدث لصحيفتنا روناهي الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني غسان أحمد اليوسف، قائلاً: “من المعلوم بأن المنطقة الجغرافية الواسعة والتي تبلغ ستة عشر ألف كيلو مربع، أي ما يعادل مساحة لبنان مرة ونصف، والكثافة السكانية التي تبلغ حوالي مليون وستمائة ألف نسمة, وأكثر من ثلاث مئة ألف نازح من مناطق جنوب نهر الفرات؛ كل هذه العوامل وضعتنا أمام تحديات هائلة من حيث المكان والزمان والتمويل, إذ قامت الإدارة المدنية بالتعاون مع العديد من شرائح المجتمع كشيوخ العشائر والمثقفين بإنشاء وتشكيل عدد من البلديات والمراكز الخدمية، والتي بدورها تقوم بتوفير الخدمات، ومتابعة شؤون المواطنين؛ من خدمات النظافة وتعبيد الطرقات وتوفير مولدات الكهرباء وإعادة تفعيل آبار مياه الشرب، فهناك ما يقارب تسعة مراكز خدمية واثني عشر مجلس بلدية تقوم بعملها على قدم وساق، منتشرةً في شتى بقاع المناطق المحررة”.

وأضاف غسان بالقول: “الآن نحن بصدد تأمين هذه الخدمات بمناطق؛ “الشعفة والسوسة والباغوز”، المحررة مؤخراً، وهي مناطق كبيرة وبحاجة لدعم نفسي ولوجستي، لذا ندرس مع مجلس سوريا الديمقراطي كيفية البدء بإعادة تأهيل هذه المناطق بالرغم من الكثير العوائق، مثل؛ المساحة الشاسعة والكثافة السكانية”.

زمن قياسي لعودة الحياة التعليمية

وفيما يخص الواقع التربوي أشار اليوسف عن إعادة تأهيل 475 مدرسة، ومئة وثلاث وثمانين ألف تلميذ/ـة، عادوا للمدارس بعد إغلاق دام سبع سنوات، وهذا ما اعتبره زمن قياسي لعودة الحياة التعليمية، ودخول المدارس بالخدمة الفعلية.

وعند سؤالنا عن الرضا الشعبي لمواطني ريف دير الزور عن ما تقوم به الإدارة الديمقراطية من خدمات وبسط الأمن في المنطقة، قال: “من الطبيعي أن هناك رضا كبير من قبل جميع الأهالي، خصوصاً مع توفير فرص العمل، وإعادة تأهيل البنى التحتية، وفرض الأمن والسلم، ومكافحة البطالة وتوفير المواد الأساسية، فمثلاً الإدارة متعاقدة مع الكثير من المطاحن وقد أعادت ترميم وتأهيل أكثر من أربعين مخبز، ووضعت جميع آبار مياه الشرب في الخدمة، وتأمين الكثير من المستلزمات التي يحتاجها المواطنين، وهذا باختصار ما يحتاجه الإنسان، فمع المجهود الذي تقوم به الإدارة واهتمامها البالغ بجميع المجالات، لا يمكن لأي أحد اعتباره عملاً سهلاً”.

وأردف غسان بالقول: “لدينا لجنة الخدمات والبلديات العامة، والتي تقوم بمتابعة كل ما يلزم وتشكلت العديد من مجالس الكومينات في خطوة جديدة لاقت الكثير من الرضا لدى المواطنين”.

وفي نهاية الحديث أثنى غسان اليوسف على عمل الإدارة المدنية والمجهود الكبير الذي تقوم به مع الإمكانات المتوفرة لديها، متمنياً التقدم والنجاح لها.