قامشلو/ دعاء يوسف –
أدلة دامغة على جرائم الحرب، وغيرها من الانتهاكات، التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي والمرتزقة، بحق شعوب شمال وشرق سوريا هذا العام، كشفتها منظمة حقوق الإنسان في شمال وشرق سوريا، داعية المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه الإبادة الجماعية بحق الإنسانية.
يواصل الاحتلال التركي، شن هجماته في مناطق شمال وشرق سوريا، ويرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل، والأطفال، فمسلسل الانتهاكات، التي بدأته دولة الاحتلال التركي بحق المواطنين لم ينتهِ، فابتداءً من قطع مياه الفرات، إلى احتلال الأراضي، والقصف باستخدام القذائف، والطائرات المسيرة، مستمر دون توقف، بارتكاب الجرائم، والمجازر بحق أبناء المنطقة، وذلك وسط صمت المجتمع الدولي، والمنظمات، التي تدعي، أنها تدافع عن حقوق الإنسان، والأطفال.
قوانين دولية لحفظ حقوق الإنسان
لقد جاء حفظ الأمن والسلم الدوليين، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، أهم مقصدين لهيئة الأمم المتحدة في ميثاقها المؤرخ عام 1945، كما ونص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، ثلاثين مادة تشمل الحق في عدم التعرُّض للتمييز، والحق في حرية التعبير، والحق في التعليم، والحق في طلب اللجوء، كما تشمل الحقوق المدنية، والسياسية، من قبيل الحق في الحياة، والحرية، والخصوصية، والحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، من قبيل الحق في الضمان الاجتماعي، والصحة، لانبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول، والعقيدة، ويتحرر من الفزع والفاقة.
عام 1949، تم توقيع معاهدات جنيف الأربعة، لا سيما المعاهدة الرابعة منها، التي أكدت ضرورة حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، سواءً كان قد تم الاعتراف بحالة الحرب أم لم يتم من قبل أي من الأطراف المتحاربة، كما توافقت، ووقعت دول العالم على العديد من الصكوك الدولية منها، اتفاقات حظر استحداث، وإنتاج وتخزين، واستعمال الأسلحة الكيماوية وتدمير تلك الأسلحة لعام 1993.
في عام 1998، تم توقيع ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، والذي قام بتعريف جرائم (الإبادة الجماعية – الجرائم ضد الإنسانية – جرائم الحرب – جريمة العدوان) وتبيان أركانها ونظم الملاحقة القضائية لمرتكبي تلك الجرائم، لا سيما الشخصيات، التي تصدر الأوامر بتنفيذ تلك الجرائم.
شهداء مجازر الاحتلال… الأبرياء والأطفال
وبخصوص الاستهدافات، والانتهاكات والمجازر، التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي بحق شعوب شمال وشرق سوريا، وصمت المجتمع الدولي، التقت صحيفتنا “روناهي” مع الإدارية في منظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة “أفين جمعة” والتي أشارت الى وحشية الاحتلال التركي، وهمجيته باستهداف المدنيين قائلةً: “إن دولة الاحتلال التركي تشن الحرب على المدنيين أمام أعين العالم كله، وفي الآونة الأخيرة، قد ازدادت هجماتها الوحشية بحق المواطنين وخاصةً في إقليم الجزيرة، فلا يمر يوم دون أن تتعرض المدن للقصف، ويقع ضحية هذه المجازر الأبرياء، والعزل”.
وأردفت أفين، أن الاحتلال التركي، من خلال هجماته المستمرة، على مناطق شمال وشرق سوريا، يستهدف الأطفال، والمدنيين بشكل مباشر، وأكدت على ذلك: “استشهد العديد من الأطفال، والأبرياء، جراء هجمات الاحتلال الوحشية، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح بليغة”.
متابعةً، أن هجمات الاحتلال الوحشية البعيدة عن القيم الإنسانية، وصمة عار على جبين البشرية: “لقد أصدر أردوغان حكم قتل الأبرياء بدم بارد، ضارباً القوانين والأعراف الدولية كلها عرض الحائط، والأكثر مقتاً أن الاحتلال التركي، يرتكب جرائمه أمام مرأى ومسمع العالم، الذي اتخذ الصمت عنواناً له حيال ما يجري، وكأنه يعطي الضوء الأخضر للاحتلال، ليشن هجماته على المدنيين، في مناطق شمال وشرق سوريا، غير أبه بالمجازر، التي يقوم بها الاحتلال”.
وتطرقت أفين إلى ما يجري اليوم من تمادي لجيش الاحتلال، وانتشار طائراته في سماء المنطقة، دليل واضح، أن تركيا لم تعد تخشى القوانين الدولية، وتعدها حبراً على ورق: “يستهدف جيش الاحتلال التركي بشكل يومي المدنيين، ومساكنهم، والمنشآت المدنية في شمال وشرق سوريا، باستخدام الهاون، والقذائف المدفعية، والقذائف الصاروخية، من خلال طائراته المسيرة، وقد وصل عدد الشهداء المدنيين، منذ بداية هذا العام 2022 إلى 122 شخصاً وبلغ عدد الجرحى 173 شخصاً”.
جرائم حرب ضد الإنسانية
فيما لفتت أفين، إلى أن الاحتلال بأفعاله اللاإنسانية قد خرق القوانين الدولية للإنسان، واتفاقيات حقوق الطفل: “إنّ دولة الاحتلال التركي، ترتكب جرائم حرب وفق القوانين واللوائح الدولية، التي من واجبها أن توقف هذه الاعتداءات، وتوفر الأمن والرعاية للمدنيين في النزاعات المسلحة”.
وناشدت الإدارية في منظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة، “أفين جمعة” في ختام حديثها، مجلس الأمن الدولي المهتم بحفظ الأمن والسلم الدوليين، ليتحرك تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي ينص على الحق باستخدام القوة العسكرية، ضد أي دولة أو مجموعة من الدول، التي تهدد السلم والأمن العالمي، مبينةً أن تركيا قامت بجميع المجازر، التي لا يمكن للعقل تصورها تحت اسم السلام: “نطالب بحفظ الأمن والسلام لمناطق شمال وشرق سوريا، وأن تخرج تركيا من الأراضي المحتلة؛ ليعود المهجرون إليها، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم حرب في شمال وشرق سوريا”.
إحصائيات انتهاكات العام الجاري
قد وثقت منظمة حقوق الإنسان في شمال وشرق سوريا، الانتهاكات، المرتكبة من قبل جيش الاحتلال التركي، ومرتزقة الجيش الوطني السوري، في مناطق شمال وشرق سوريا من (قصف – طائرات مسيرة- تفجيرات-حوادث جنائية- انتهاكات الحدود) منذ تاريخ 1/1/2022ولغاية20/8/2022. وجاءت الإحصائية كالتالي:
“1-إحصائيات القصف التركي بالأسلحة الثقيلة، من مدافع، وقذائف، وصواريخ، على مناطق شمال وشرق سوريا:
في إقليم الجزيرة، تم توثيق 16 حالة لمواطنين فقدوا حياتهم، أربع أناث، وطفل، وتسعة رجال، وأربعة عساكر، ووقوع 53 جريحاً، تسع إناث، و16 طفلاً، وعشرة من العساكر.
في إقليم الفرات، تم توثيق 33حالة لمن فقدوا حياتهم، منهم أربعة أطفال، وإصابة 73 شخصاً منهم ثمانية أطفال، و27 رجلاً، وامرأة واحدة.
وفي مدينة منبج كان عدد الضحايا ثمانية، بينهم أربعة أطفال، وخمسة جرحى بينهم طفل، ورجل، وثلاث نساء.
2-إحصائيات القصف التركي بالطائرات المسيرة على مناطق شمال وشرق سوريا:
ارتقاء 48 شهيدا في إقليم الجزيرة، بينهم سبعة أطفال، و26 رجلاً، وامرأة واحدة، و14 عسكرياً منهم أربع أناث، وأصيب خمسون جريحاً، منهم 12 طفلاً، وأربع نساء، و30 رجلاً، وأربعة عساكر.
وفي إقليم الفرات عدد الضحايا، الذين فقدوا حياتهم أحد عشر شهيداً، وأصيب14 جريحاً، بينهم أربع نساء، وثمانية ذكور، وعسكريين.
3-وقد بلغت الانتهاكات على الحدود السورية التركية في إقليم الجزيرة أربع حالات قتل وتعذيب، وخمس حالات ضرب واعتداء، وفي إقليم الفرات ثلاث حالات.
4-إحصائيات الانتهاكات التركية بحق المدنيين من تفجيرات، وحوادث جنائية في المناطق المحتلة، سري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض: حالتا قتل، وجرح طفل، وست جرحى، جراء التفجيرات بينهم أطفال.
5-إحصائيات الانتهاكات التركية بحق المدنيين، من قتل، واختطاف، وحرق، وقطع للأشجار، في منطقة عفرين: أربع وعشرين حالة قتل، و380 حالة خطف، وقطع الاحتلال 100 شجرة، وحرق 300 شجرة، وبالنسبة للتغير الديمغرافي في عفرين، فقد تم تجهيز وبناء أكثر من ثماني مستوطنات”.
