الطبقة /عمر الفارس-
انتشرت الآفات ضمن المحاصيل الزراعية في الطبقة، وفي ريفها ما زاد من استياء الفلاحين في المناطق الزراعية بشكل كبير، حيث صُنفت كمعضلة تواجه الفلاحين إلى جانب الجفاف، وقلة مياه الري، في ظل غياب كلّي للحلول من قبل الجهات المعنية، ما تسبب في تدني مستوى المردود الموسمي للمحاصيل الزراعية.
على الرغم من اتساع دائرة المعلومات، والمعرفة في وقتنا الحاضر في ميدان الزراعة وتطورها، وتوفر الإمكانات الحديثة، لا زالت الآفات الزراعية تشكل مشكلة ملازمة مع الفلاحين، ومستمرة، بل وازدادت تلك المشكلة لأسباب عدة، منها: سرعة انتقالها من منطقة إلى أخرى بسرعة، وانتشار أنواع جديدة، تُكتشف بشكل دوري، تسبب الضرر في المزروعات الموسمية، ما زاد من العبء والمصاعب، التي تواجه الفلاحين، وتؤثر على مردودهم السنوي، من المحاصيل ونشوء بوادر العجز الغذائي، فما وجدت الحلول نتيجة غياب الدعم، وقلة الإمكانات المتوفرة لدى الفلاحين.
تدني المردود السنوي
ولتسليط الضوء على تلك المشكلة، التي تواجه الفلاحين في ريف الطبقة، كان لصحيفتنا “روناهي” لقاء مع الفلاح “ياسر المحمد”: “تعدّ مشكلة انتشار الآفات الزراعية معضلة كبرى لدى الفلاحين في منطقة الطبقة وريفها، حيث تتعرض المواسم بشكل سنوي في المحصولين الشتوي، والصيفي للآفات الخطرة، والسريعة في الانتشار مثل الفطريات، والحشرات، التي تسببت بأضرار كبرى، وتدني في المحصول الزراعي، نتيجة تلف مساحات واسعة بفعل تلك الآفات”.
وتابع المحمد: “تعرض محصول (القمح والقطن) للضرر في العامين الحالي، والماضي بنسبة 20 بالمائة مقارنةً مع العائدات الإنتاجية السابقة، وذلك بسبب انتشار الآفات الزراعية المضرة مثل حشرة السونة، التي تتغذى على ثمر النبات، إضافة لفقدان المبيدات الحشرية الفعالة، التي كانت متوفرة سابقاً. “
المحمد أضاف في حديثه “هناك المئات من أنواع الآفات الزراعية، التي تسبب الضرر بشكل مباشر منها ذبابة الرمل، وجراد الربيع، ودودة الذرة، والمنُّ وغيرها… حيث باتت مشكلة كبرى لدى الفلاحين، موضحاً أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة، ووضع الحلول للحفاظ على النظم البيئية، والمردود السنوي من المحاصيل، الذي يحقق الاكتفاء الذاتي”.
الحلول المناسبة للمشكلة
ووجه الفلاح، ياسر المحمد، نداءاتهِ، عبر منبرنا إلى ضرورة توفير الجهات المعنية للمبيدات الحشرية، بأنواعها، فهي تعدّ باهظة الثمن، ويصل سعر علبة المبيد إلى أكثر من ستة دولارات، ما يشكل عبئاً على عاتق الفلاحين، يضاف إلى تكاليف السقاية والري، وتكاليف الأسمدة، التي يشتريها الفلاح من السوق الحرة.”
وكسُبل، وحلول مقترحة، لحل تلك المعضلة، التي تواجه الفلاحين، أجرينا لقاء آخر مع الرئيس المشترك في اتحاد الفلاحين بمدينة الطبقة، “عبيد محمد النهار” الذي ألقى الضوء على حقيقة المشكلة، وعلى حجمها: “بشكل سنوي ترد إلينا شكاوى مستمرة من قبل الفلاحين، عن تفاقم انتشار الآفات الزراعية المضرة بالمزروعات، ولكن لا يتم تقديم مبيدات حشرية للفلاحين، ما يجبرهم على شرائها، نتيجة قلة الدعم، والإمكانات المتوفرة، ولكن كإجراء بديل، نقوم بتزويد الفلاحين بالأسمدة الزراعية، وذلك بالتنسيق مع مديرية الزراعة، وشركة تطوير المجتمع الزراعي، هذه الأسمدة تعزز مقاومة النبات ضد تلك الآفات المضرة، ولكن أيضاً تعدُّ كميات غير كافية، لسد احتياجات الفلاحين ضمن الأراضي الزراعية في الطبقة، وفي ريفها.”