افتتاح مركز الثقافة والفن في منبج… عرس ثقافي

تقرير/ آزاد كردي –

روناهي/ منبج ـ “منبج تمثل النسيج الثقافي المتكامل، فلنحافظ على وحدتنا”، هذا الشعار التي نادت به لجنة الثقافة والفن في منبج لافتتاح مركز خاص لها لتزيد بذلك عملها الفني والثقافي وتتوسع في آفاقها للنهوض بالمستوى الثقافي أكثر.

ليس بالإمكان أن نخفي ما يبدو أنه بريق الذهب لمن عاينه أول مرة، وهذا الحال شبيه بحال مركز الثقافة والفن بمدينة منبج وريفها. الذي أسهم خلال فترة وجيزة بمزيد من العطاء الجليل لميدان الثقافة بكل فنونها المتنوعة، بحيث لا يمكن إخفاؤها على المتابع في الشأن الثقافي أبداً. يقع المركز بالقرب من المجمع التربوي، وبات المركز بحلة جديدة بعد تدشين بناء خاص به، ومرافق أخرى، في حرم المركز، لكن كان للإدارة رأي آخر من خلال سعيها الدؤوب لإعادة الإصلاح والترميم التي طالت جوانب مركز الثقافة والفن. مع العلم إن مركز الثقافة والفن، قد بدأ مباشرة مهامه في وقت سابق من عام 2017 واستقبل وآنذاك عدداً من المواهب الشابة الواعدة، وعمل على تأهيلهم في مختلف الفرق الفلكلورية، فضلاً عن تقديم كثير من الإنجازات الثقافية لمدينة منبج، إلا أن المركز لم يفتتح بشكل رسمي، في ذلك الحين. لتقوم لجنة الثقافة والفن بمدينة منبج وريفها؛ بافتتاح المركز منذ أيام، تحت شعار” منبج تمثل النسيج الثقافي المتكامل، فلنحافظ على وحدتنا”.

تنويعات منبجية على مستوى الفنون الثقافية

وشهد افتتاح المركز، حضور لافت، شمل مختلف مؤسسات ولجان المجتمع المدني، إلى جانب العديد من المهتمين؛ بحقلي الثقافة والفن بالمدينة. وأيضاً ممثلين عن حزب الحداثة الديمقراطي، وأعضاء من لجنة الدفاع الذاتي، والجمعية التركمانية، والجمعية الشركسية.

وتخلل الاحتفال؛ قص شريط الافتتاح، إيذاناً بتدشين مدرج المسرح الذي يتسع لقرابة 300كرسي، وقد امتلأت وغصت بالحضور. بعد ذلك، ألقيت عدة كلمات من قبل الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي، محمد خير شيخو، والرئيس المشترك للجنة الثقافة والفن؛ محمد قبرطاي، والرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن؛ وضحة الجاسم. أعرب الجميع، عن ترحيبهم الحار بالحضور، وأشاروا: ” أن افتتاح المركز في هذا الوقت، ما هو إلا لحظة فارقة بين أمس قريب، غلب عليه، ثقافة التخريب متمثلة بداعش، وبين ثقافة اليوم التي تعني البناء والازدهار من قبل الإدارة المدنية الديمقراطية، التي سارعت بانتشال كتب المركز الثقافي القديم، حفاظاً عليها من الضياع والفقدان، ومن ثم إيداعها في مكانها الطبيعي؛ بمكتبة محمد منلا غزيل، ضمن بناء اتحاد المثقفين بالمدينة”.

 الكلمات أكدت كذلك: “إن الحركة الثقافية، ستزداد وتيرتها خلال الفترة المقبلة، إذ من المفترض، أن تشهد افتتاح مراكز ثقافية موزعة على طول الريف”. تلا ذلك وصلة غنائية لكورال مركز باقي خدو، من بعد ذلك قدمت فرقتا الشهيد بوطان تركماني التركمانية، والفرقة الشركسية للأطفال، وصلة دبك شعبي، كما شهد الاحتفال؛ إلقاء قصيدة شعرية من قبل الشاعر أحمد اليوسف، حملت عنوان” لمنبج تُنثر الكلمات”.

كذلك شهد الافتتاح معرضاً للتراث الشعبي لكافة المكونات بالمدينة، ولوحات فنية لعدد من الرسامين بمدينة منبج وريفها، وهم: عدنان شربعاوي، وشعبان عيدو، وصالح جنيد، وقصي العبد الله.

المركز ولادة لخلق إبداعي جديد

وحول افتتاح مركز الثقافة والفن، التقت صحيفتنا” روناهي” بعدد من المثقفين والمهتمين بالثقافة والفن بالمدينة. فقد أشارت المواطنة زينب حمو، إن المركز ولادة جديدة للثقافة، فقالت:” خلال سنوات عديدة لم أكاد أسمع أغاني متنوعة، تمثل الموزاييك البشري، بما يملكه من موروث جميل، يعبر في سياق الثقافة عن أخوّة الشعوب، ولاسيما أنهم يجتمعون جميعاً في مكان واحد، يمارسون نشاطاتهم بكل حرية بهذا المركز، ولذا فهو ولادة لخلق إبداعي جديد”.

وبدورها أكدت المواطنة هند داغستاني، على أهمية افتتاح المركز، وعزت ذلك بالقول: “تمرُّ مجتمعاتنا حالياً بكثير من الثقافة الاستهلاكية المباشرة، وحملت معها تأثيرات سلبية على ثقافة أبناءنا، وجاء افتتاح مركز الثقافة والفن، من أجل استقطاب الجيل الناشئ، والعودة بهم إلى أحضانهم الطبيعية، في بيئتهم وتراثهم التليد، وتمسكهم به بشكل قوي”.

ومن جانبه، بيّن المواطن فايز حيدر، إن افتتاح مركز الثقافة والفن، يمثل صورة لتطور المجتمعات، فقال:” ما من مجتمع متحضر، إلا وقد ارتبط بثقافته، لأنه خرج منها المبدعين والملهمين والشعراء والأدباء، وانطلقوا من هذا المكان. فمثلوا من خلال ما عاشوه من تجارب حية، نماذج حقيقية، وصورة طبق الأصل عن تطور مجتمعاتهم عبر هؤلاء النخب. وافتتاح المركز يحمل بشائر سعيدة؛ لأهالي المدينة والريف على حد سواء”.

 ضرورة حتمية؛ لإحياء المستوى الثقافي إلى سابق عهده

ولمعرفة واسعة عن الظروف التي صاحبت نشأة مركز الثقافة والفن، التقينا بالرئيس المشترك لمركز الثقافة والفن؛ عمر محمود الذي حدثنا عن ذلك:” إن افتتاح مركز الثقافة والفن مهم جداً؛ كضرورة حتمية؛ لإعادة المستوى الثقافي إلى سابق عهده، خاصة بعد مرورها بشيء من الفتور، جرّاء انتشار الفكر الوحشي لداعش، في منطقة شمال وشرق سوريا الذي فرض ثقافة أحادية الجانب. الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تثبيط دور الثقافة، وابتعاد المثقفين عن ميادين العلم والفكر”.

 وأضاف قائلاً:” شهدت الفترة التي تلت نشوء المركز؛ حركة ثقافية كبيرة، تميزت بالغنى والتنوع. وساهم هذا الأمر إلى حد بعيد، بانتشال ثقافة التطرف والتشدد، وتجاوز المرحلة الظلامية، بأخرى أكثر انفتاحاً وتماشياً مع ثقافة العصر، والمركز الجديد؛ سيكون لكافة الأنشطة الثقافية في المدينة “

التنظيم والتنسيق من أولويات عمل المركز

وحول هيكلة المركز، وأبرز نشاطاته، التقينا أيضاً بالرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن؛ وضحة جاسم التي حدثتنا عن هذا الأمر بالقول:” بعمل دؤوب، ثبت المركز أقدامه لتأدية كافة واجباته على أكمل وجه. فبدأ أولاً بهيكلة نفسه بشكل تنظيمي؛ أكثر قوة ومتانة، حيت تم تشكيل رئاسة مشتركة، يُلقى على عاتقها إدارة مهامه بروح جماعية، كما وضم مكتب منسق ثقافي بين الجمعية الشركسية والمركز، يعزو إليه تنسيق الفعاليات بين المركز والفرقة الشركسية، إلى جانب مكتب للأرشيف، كما اعتمد مركز الثقافة والفن على رسم خطة، من شأنها النهوض بالمستوى الثقافي اعتماداً على استقبال مواهب الهواة الشابة والواعدة، إضافة لاستقبال مواهب المحترفين من جميع الفنون. وتوفير كافة مستلزمات التسجيل والتدريب للفرق الفنية وتقديمهم لجميع المناسبات على اختلافها الرسمية منها، والشعبية، إذ تتنوع العروض بين الدبك الشعبي الفلكلوري، والموسيقا، والمسرح، والرسم وغيرها. وتأتي هذه العروض؛ لإتاحة الفرصة لإسهام المركز، في بلورة الثقافة الحية بشكلها الصحيح. وكان لفرق المركز مشاركات وعروض في الفعاليات المقامة في شمال وشرق سوريا”.

 فعاليات ثقافية مُنتظرة لمركز الثقافة والفن

 وحول أبرز الفعاليات المنتظرة في الأيام القادمة، أوضحت وضحة الجاسم:” نسعى إلى متابعة الإعداد لتجهيز بعض النواقص في الحالة البنيوية العمرانية، لوضع المركز ضمن الخدمة الثقافية، كما نقوم على قدم وساق لتأهيل الحديقة الخضراء؛ الواقعة في حرم المركز من الجهة الجنوبية، وهي من ضمن الخطط الواعدة التي ستترك أثراً جميلاً لدى الشعب بمدينة منبج وريفها، ومن المفترض أن تستقبل كل العروض، وإقامتها في مسرح الهواء الطلق”.