تقرير/ هايستان أحمد –
روناهي/ قامشلوـ لتقوية الثقافة والفكر والوعي في روج آفا، ولدفع المجتمع ليسلك درباً مختلفاً حافلاً بالنجاح والرقي الفكري، وفي خطوة لإعطاء القصة القصيرة التقدم أكثر، نظم مركز شوبدارين روجيه مهرجان “جلاله خانم لورستاني” للقصة القصيرة باللغتين الكردية والعربية.
«ثورة الفكر» مفهوم كثيراً ما نتعرض له عند تناولنا لمسيرة المجتمعات عبر التاريخ، فالثورة الفكرية أهم الثورات في العالم لأنها تغير المنظومة المؤسسية الحاكمة في دولة ما، وتغير البعض من ثوابت المنظومة الثقافية والفكرية أما من خلال تجديد المفاهيم أو إدخال مفاهيم جديدة في المجتمع، لترفع من فكره وتزيد من وعيه، ونحن في روج آفا كنا نتعرض للكثير من الظلم وطمس الثقافة الكردية بشكل خاص، والرأي والفكر الحر بشكل عام، ولكن الآن نعيش في ازدهار فكري كبير وملحوظ.
مهرجان القصة القصيرة آفاق جديدة للثقافة الحرة
وفي هذا السياق نظم مركز “شوبدارين روجيه”، للثقافة في مدينة قامشلو في مركز محمد شيخو للثقافة والفن، مهرجان القصة القصيرة باسم (جلاله خانم لورستاني)، تحت شعار “الثورة القادمة هي ثورة الفكر”، وذلك في الخامس والعشرين من شهر نيسان لدورته الأولى، واستمر يومين على التوالي، واقتصر محتوى القصص على تلك التي تخص الثورة، وتناولت أغلب القصص المشاركة شخصيات مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية وما مروا به من صعوبات وظروف أثناء مقاتلتهم لمرتزقة داعش في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، وتمحورت بعض القصص عن الإيزيديات اللواتي تم اختطافهن وتعذبيهن بطرق وحشية من قبل داعش وسرد ما حصل لهن عند تحريرهن من سجون المرتزقة على يد قوات السورية الديمقراطية، وتجسيدها لجميع الكتّاب.
غياب الحضور عن المهرجان دون الإدلاء بتصريح يوضح السبب
ولهذا المهرجان أهمية كبيرة وكان سيكون له صدىً أكبر لو إن مركز شوبدارين روجيه قام بتنظيم المهرجان بشكل أفضل ولو قام بحملات إعلانية واسعة لكان هناك دراية الشعب بالمهرجان وبرنامجه وتوقيته، ولكن وللأسف بسبب نقص هذه التقنيات لم يحضر المهرجان أهالي قامشلو أو أي مؤسسة ثقافية، ولم يقدم المركز أي تصريحات بهذا الخصوص وامتنعوا عن الإجابة حول أسباب الغياب الكبير والواضح، وكما أشارت لجنة التقييم في كلمة لها ضمن المهرجان إن القصص المشاركة لم تكن بالمستوى المطلوب، ولربما كان هذا النقص بسبب كتابة القصص باللغة العربية التي ليست لغة الكتّاب الأم، وعزوف الناس عن القراءة، وغياب الخيال عن القصص المطروحة، وإن القصة ليست نص سردي يطرح الحقيقة كما هي، وأوضحت اللجنة أنهم اختاروا ثلاث قصص مشاركة نالت الدرجة الأولى والثانية والثالثة على مستوى المهرجان، وقاموا باختيار هذه القصص الثلاث لكمالها إلى حدٍ ما، من جهة صحة اللسان والقواعد.
الثقافة في مجتمعنا إلى أين وصلت؟؟!!
وقيَم الكاتب والعضو في لجنة تقييم المهرجان “إبراهيم خليل” القصص المشاركة قائلاً: “أن القصص المقدمة جميعها كانت باللغة العربية، وقمنا بدراسة القصص ومواضيعها بكل شفافية وعلى الأسس المطلوبة اكتمالها في القصة الناجحة، وأغلب القصص المشاركة كانت كتقارير صحفية توّثق الأحداث فقط، ولربما السبب هو أن هذا المهرجان هو التجربة الأولى للقصص القصيرة في روج آفا”.
وعن المستوى الثقافي في المنطقة أردف إبراهيم: “الثقافة في روج آفا تأخذ طريقها في النجاح وأنا متفائل كثيراً، وفي حال خفّت أصوات الرصاص سيرتفع صوت القلم الحر، وفي الختام أتمنى أن تنتشر ثقافة الوعي في مجتمعاتنا أكثر وهدفنا من مهرجانات كهذه هو فتح الطريق للمفكرين من أن يظهروا أدبهم وثقافتهم عن طريق قصص قصيرة أو أغنية فلكلورية أو زيٍ تقليدي، وأيضاً إعطاء الأعمال الأدبية الأهمية التي تستحقها”.
وانتهى المهرجان بتوزيع جوائز تقديرية لكل المشاركين، والثلاث الذين نالوا المرتبة الأولى والثانية والثالثة، ولم يُقدم أي حفل كما طُرح في برنامج المهرجان، لذا نتمنى من الجهات المعنية والمراكز الثقافية الاهتمام بكل تفصيل صغير عند تنظيم هذه الفعاليات التي تحتاج جهداً وعملاً أكثر من الذي قُدم.
