اعتقالُ صُحُفيَّةٍ بتهمةِ إهانة أردوغان

أمرت محكمة تركية حبس الصحفية المشهورة “سيديف كاباش” على ذمة المحاكمة، بتهمة إهانة أردوغان، وهي تهمة تعرض صاحبها لسجن قد يصل إلى نحو خمسة أعوام، ما حيثيات القضية، وملابسات التهمة؟

هذا وقالت قناة “سي، إن، إن” ترك التلفزيونية إن محكمة تركية، أمرت السبت (22 كانون الثاني 2022) بحبس الصحفية المشهورة سيديف كاباش ونقلها إلى سجن باكيركوي بإسطنبول على ذمة المحاكمة بتهمة إهانة أردوغان.

“إهانةُ الرئيسِ”.. نصٌّ في القانون الألمانيّ يستغلُّه أردوغان

وتعد إهانة الرئيس في تركيا جريمة، قد تصل عقوبتها إلى السجن بين عام وحتى أربعة أعوام، وثمانية أشهر، وتم القبض على سيديف في أحد فنادق إسطنبول، ونقلها إلى محكمة كاجلايان، وقالت القناة ذاتها: إن الشرطة اعتقلت الصحفية حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل (الحادية عشرة من مساء الجمعة بتوقيت غرينتش) واقتادتها في البدء إلى مركز الشرطة الرئيسي في إسطنبول، قبل أن تنقلها إلى أكبر مجمع محاكم في المدينة، حيث أمرت المحكمة التي تنظر قضيتها بحبسها.

وتم نقل سيديف إلى سجن باكيركوي بإسطنبول، حسبما قال المحامي أوغور بورياز، مضيفاً أنه سيطعن على القرار “غير القانوني” بعد يوم الاثنين، وأضاف بورياز: “نأمل في أن تعود تركيا إلى حكم القانون قريباً”.

وكتب البرلماني المعارض محرم إركيك عبر موقع تويتر يوم السبت، أنه تم رفع أكثر من 35 ألف دعوى قضائية بين عامي 2014 و2020 على خلفية مزاعم بإهانة الرئيس، مشيراً لبيانات حكومية.

سيديف كاباش تحدثت إلى الإعلام بعد جلسة محاكمة لها في إسطنبول عام 2015، وكانت قد احتجزت لفترة قصيرة في عام 2014 بسبب منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

سببُ محاكمتِها مثلٌ شركسيٌّ

وكانت قد اُستُضِيفت سيديف كاباش قبل إلقاء القبض عليها، ببرنامج تبثه قناة “تيلي 1” المحلية، حيث انتقدت الحكومة لقمعها منتقديها، وإذكاء الاستقطاب في المجتمع، وكتبت لاحقاً على حسابها على تويتر، حيث يتابعها نحو 900 ألف مشترك: “عندما يظهر ثور في أحد القصور، لا يصبح ملكاً، بل يصبح القصر حظيرة”، مشيرة إلى “مثل شركسي” دون أن تشير لأي شخص أو مكان.

وأدان المسؤولون الحكوميون تصريحاتها، وكتب وزير العدل التركي عبد الحميد غول على تويتر: “أنا ألعن الكلمات القبيحة التي تستهدف رئيسنا”.

وعلقت نقابة الصحفيين في البلاد بالقول إن: “توقيف سديف كباش بتهمة” إهانة الرئيس “اعتداء خطير على حرية التعبير”.

وتدين المنظمات غير الحكومية بانتظام، ما تتعرض له حرية الصحافة في تركيا، وخصوصاً منذ محاولة الانقلاب عام 2016، التي أعقبها توقيف عشرات الصحافيين، وإغلاق العديد من وسائل الإعلام التي تصنّف “بالمعادية”.

وحلت تركيا في المركز 153 بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة، للعام 2021 الذي تعده منظمة “مراسلون بلا حدود”.

يذكر أن سيديف كاباش كانت قد احتجزت لفترة قصيرة في عام 2014، بسبب منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي انتقدت فيه ممثلي الادعاء العام، لوقف تحقيق في الفساد يشمل أردوغان.