جل آغا/ أمل محمد – طالب أهالي ناحية جل آغا الجهات المعنية توخّي الحذر، وأخذ الحيطة للقيام بخطوات تزيل العراقيل، وتحد من المشاكل تزامناً مع التوقعات بتساقط الثلوج مرة أخرى، فالجهود لم تفِ بالغرض لدى أول تساقط.
لا يسعنا إلا أن نستبشر بقدوم ذلك الزائر الأبيض، الذي يرسم الفرح والسرور على وجوه الكبار قبل الصغار، فهو يحمل في طياته الكثير من الخير، ويلون بريشته البيضاء لوحات ربانية ساحرة على سائر البيوت والأشجار، فضحكات الأطفال تتعالى مع كل حبة ثلج متساقطة، تكتظ الشوارع بالناس، الذين كانوا في انتظاره مع بداية الشتاء.
ولكن على عكس المتوقع جاء الثلج هذه المرة مع الكثير من خيبات الأمل، فمع ساعات الأولى لتساقطه شهدت العديد من المناطق انقطاع تام للتيار الكهربائي، والذي بدوره أدى إلى انقطاع المياه عن المنازل، بالإضافة إلى توقف طرق السير بسبب تراكم الثلوج، وخشية حدوث حوادث بسبب الانزلاق؛ الكثير من الطرق الفرعية كشفت عن رداءتها، وتحولت إلى برك من الطين ومياهٍ متراكمة، وما لبث الثلج بالنزول حتى توقفت حركة الأفران عن العمل، فقضى الأهالي يومهم الأول دون الخبز، لا كهرباء، ولا مياه، فماذا لو استمر الثلج بالتساقط على أيام عدة؟ هل كنا سنشهد توقفاً كاملاً للحياة؟
واقعُنا ليس كالخيالِ الذي نعيشُه
ألقت صحيفتنا الضوء على الوجه الآخر لفرحة الثلج على الأهالي في ناحية جل آغا، والذين عبروا عن استيائهم عن الواقع الخدمي السيء في بعض مناطق الناحية، “فيروشا عباس” من سكان الناحية حدثنا قائلاً: “كنا في انتظار الثلج مع بداية الشتاء، فهو من الأمور المستحبة، ولكن واقعنا الذي نعيشه ليس كالذي نتخيله، نحن الآن بعد ثلاثة أيام من تساقط الثلوج، ولا نزال في ظلام بسبب انهيار الأبراج، التي تُغذي المناطق بالكهرباء”.
وأضاف عباس: “المعنيون بالأمر يعملون على قدمٍ وساق، ولكن هذا يُبين مدى ضعف إمكاناتنا المتاحة، لا مياه من دون كهرباء ولا حياة من دون مياه، أصبح هذا الثلج أصبح كابوساً للكثيرين الذين لن يتمنوا أن تتساقط الثلوج مرةً أخرى”.
القليلُ من الثلوجِ والكثيرُ من المشاكلِ
“لم أتمكن من الذهاب للعمل” بهذه الجملة ابتدأ يوسف قاسو حديثه، وهو سائق سيارة عمومي، والذي منعته الثلوج المتراكمة، والصقيع من اللحاق بعمله خوفاً من حدوث الحوادث، مؤكداً على ضرورة إيجاد حلول سريعة من قبل القائمين، وفتح الطرق لعودة حركة السير إلى بعض الطرق المتوقفة نتيجة الثلوج.
وتابع: “حتى الخضار من المحلات قد نُفدت، وازداد الطلب على شراء الشموع، نتمنى أن تعود الأمور لسابق عهدها، والتخلص من هذه العوائق بشكل جذري، لتفاديها في المرات القادمة، فلا يزال الشتاء طويلاً، وقد تهطل الثلوج مرات أخرى، ولا نرغب أن يتكرر ما حدث هذه المرة”.
ومع شروع الثلوج بالتساقط، بدأ القائمون والمعنيون في البلدية، بفتح الطرق العامة بمساعدة الأهالي، والذين بدورهم لا يزالون يعملون على فتح الطرق الفرعية، آملين بعودة روح الحياة مجدداً بقدوم التيار الكهربائي والمياه، وشبكة الاتصالات، التي توقفت هي الأخرى أيضاً، وتوقف العديد من أصحاب المهن من مزاولة أعمالهم المرتبطة بالأحوال الجوية.
فعلى الرغم من استنفار طاقم الطوارئ، واللجان التابعة ببلديات الشعب، وهيئة الاتصالات، والطاقة، وقوى الأمن الداخلي، إلأ أن تلك الخدمات بقيت نسبية، ولم يتمكنوا من تجاوز العراقيل، والمشاكل، التي خلفها تساقط الثلج في الأيام الأخيرة بمقاطعة قامشلو، الأمر الذي يزيد من مسؤوليتهم باتخاذ تدابير أكثر درءاً لخطورة الوضع العام لدى المرور بهذه الحالات.
