سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استمرار الجفاف ينذر بشبح المجاعة.. والحلول الممكنة!

محمد سعيد_

إن آثار الجفاف لم تمحوها الهطولات الأخيرة، ولا نزال تحت خطر المجاعة، وقلة المواد الأساسية، والأولية الغذائية، ولا سيما النقص الحاد في محاصيل الحبوب من قمح وشعير، والتي تعد محاصيل أساسية في التغذية البشرية، وكذلك كأعلاف للحيوانات من الشعير، ومخلفات هذه المحاصيل بشكل عام، إذ إن هذه المحاصيل لا تزال تعاني من نقص في النمو، ومساحات كثيرة زرعت في وقت متأخر جداً، ما يؤثر على الإنتاج بشكل كبير ـ هذا إن رزقنا الله بهطولات مطرية أخرى في أوقات مناسبة، وبكميات كافية لكل مرحلة من مراحل نمو النباتات – وهذا ينذر باحتمالية وقوع أزمة /مجاعة/ بنسبة احتمال كبيرة، وما يترتب على لفظ مجاعة من كوارث وأحداث أخرى ـ سلبية ـ مرتبطة بها، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار، هذا الاحتمال، بل الأصح أن نقول: هذا الأمر المحتوم، فنحن أمام أزمة اقتصادية غذائية اجتماعية أمنية عاصفة، فيحتم على الجهات المسؤولة، وضع الخطط الحكيمة للتخفيف من آثار هذه الأزمة على المجتمع، وإيجاد حلول مناسبة تصل بالمنطقة لبر الأمان، لأن “الجوع كافر” كما يقولون، ومن وجهة نظر العديد من المختصين، فالحلول تكمن في تأمين مادة القمح اللازمة من مصادر أخرى، واستيراد كميات كافية لسد النقص الحاصل، والذي سيزداد في المستقبل، وتأمين الأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية، والتي باتت مهددة بالانقراض، بسبب النقص الحاد في الأعلاف، وارتفاع أسعارها وصعوبة تأمينها، وعدم إيجاد البدائل العلفية المناسبة، وتقصير الجهات المختصة عن اتخاذ تدابير ناجعة تجاه ما يعانيه مربو المواشي من مصاعب، ومتاعب، ونفوق الكثير من الماشية، وكأنهم ينتظرون الحلول من مسؤولين من بلد آخر، أو حدوث معجزة من السماء!
يجب التركيز على الزراعة المروية كأحد الحلول الإسعافية، ودعم المزارعين، وتأمين مستلزمات الزراعة، وخصوصاً المحروقات (المازوت) بالكميات الكافية، والأسعار المناسبة (المدعومة)، وذلك لتشجيع المزارعين على الاستثمار في الزراعة المروية، ما يساهم في تحقيق استقرار نسبي في كمية الحبوب المنتجة، وإلزام المزارعين المشمولين بالدعم بزراعة محصولي القمح والشعير، بنسبة لا تقل عن (75%)  من مساحة الأرض، ما يساعد في دخول مساحات أكبر في إنتاج المحاصيل الأساسية، وهذا يخفف من النقص، ويساهم في سد جزء من الفجوة المتزايدة بين الكميات اللازمة للاستهلاك، وكميات الإنتاج… وإلا فنحن أمام أزمة غذائية تؤثر بشكل كبير على الوضع الاجتماعي، وما يرتبط به من أزمات أخرى نحن بغنى عنها.