ازدياد ظاهرة الهجرة، ومطالب بإيجاد حلول لوقف نزيف الشباب!

الشدادي / حسام دخيل- ارتفع معدل الهجرة في سوريا ككل ومناطق شمال وشرق سوريا مؤخراً بشكل كبير جداً، وذلك بعد تدني مستوى المعيشة في المنطقة، والانهيار الاقتصادي، الذي تشهده البلاد؛ نتيجة تدني قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، فضلاً عن القلق من الوضع الأمني، والتهديدات التركية المستمرة، والحصار القائم منذ سنوات، وتعد موجة الهجرة الجماعية هي الأكبر منذ عام 2015.

وتبلغ تكلفة مغادرة البلاد بشكل غير شرعي عبر سماسرة في المتوسط ما يقرب من 12000 دولار أمريكي، للوصول إلى دول أوربا الغربية، بينما يحتاج الوصول إلى تركيا ما يقرب من 2000 دولار أمريكي، وإلى لبنان قرابة 500 دولار، وتزداد التكلفة كلما زاد الإقبال، وخاصة في هذه الفترة حيث الظروف الجوية /مواتية/ عالميا، وخاصة في الهجرة، التي تتم عبر البحر.

ويرى الكثير من الشباب، إن سبب الهجرة يعود لما وصلت إليه حالة البلاد الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، خاصة مع عدم وجود بوادر للحل، وإنهاء الأزمة، أو انفراج في الأوضاع الاقتصادية، التي تزداد سوءً يوماً بعد يوم.

الشاب أحمد البرغش المنحدر من بلدة مركدة جنوب الحسكة قال لصحيفتنا روناهي: “في هذا العام تضاعفت أعداد المهاجرين بشكل كبير، بحيث لا يكاد يخلو بيت من مهاجر، العديد من العوائل باعت كل ما تملك، من أجل تأمين إخراج أحد أبنائها إلى أوروبا”.

ويرى البرغش؛ إن أهم أسباب الهجرة يعدّ الانهيار الاقتصادي، وتبعاته على الظروف المعيشية التي يعانيها الأهالي في الداخل السوري، فضلاً عن ازدياد معدلات البطالة بين الشباب، وتدني الدخل الشهري سواء للموظفين أو للعمل الحر، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، والتضخم، والوضع الأمني، والتهديدات التركية المستمرة باجتياح المنطقة، هذه الأسباب مجتمعة كفيلة لدفع الشباب إلى الهجرة.

ويبلغ مستوى دخل الموظف لدى مؤسسات الإدارة الذاتية قرابة 260000 أي ما يعادل 55 دولاراً أمريكياً فقط، بينما لا يتجاوز هذا الرقم أصحاب العمل الحر.

وتمنى البرغش على الإدارة الذاتية إيجاد حول سريعة؛ لوقف نزيف الشباب من المنطقة، وذلك من خلال تحسين الواقع المعيشي للسكان، الذين يعيشون في كنفها، ورفع رواتب وأجور الموظفين، الذين يعملون بمؤسسات الإدارة الذاتية، بما يتناسب مع سعر صرف الليرة مع العملات الأجنبية، وربط الزيادة بسعر الصرف، ودعم المواد الأساسية.

وعن تأثير الهجرة على المنطقة، أشار البرغش إلى أن نزيف الشباب من المنطقة سيتسبب بكارثة على المدى القريب والبعيد، حيث إن الشباب يُعَدون القاعدة الأساسية لأي مجتمع، ومجتمعنا خلال فترة قصيرة سيتحول إلى مجتمع كهل، بعد هجرة عدد كبير ولا يستهان به من الشباب، بالإضافة إلى خسارة المنطقة لعدد كبير من العقول من الاختصاصات كافة “أطباء، ومهندسون، وصيادلة، ومحامون، واقتصاديون، وصحفيون، ومعلمون”.

وفقد الكثير من المهاجرين حياتهم في رحلات الموت، التي تختلف طرقها سواء براً أو بحراً، وكان آخرها فقدان لأكثر من 100 شخص لحياتهم بعد غرق القارب، الذي يقلهم قبالة سواحل مدينة طرطوس السورية، بعدما كان متجهاً إلى إيطاليا قادماً من لبنان، ويضم مهاجرين غالبيتهم سوريون.

وقال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، عبد حامد المهباش في حديث لصفحة الإدارة الذاتية على فيسبوك، أنَّ حادثة غرق المركب، الذي يقل عدد من السوريين والفلسطينيين، واللبنانيين في عرض البحر المتوسط بالقرب من سواحل مدينة طرطوس السورية مؤلمة حقًا، وحمّل المسؤولية كاملةً للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي؛ لعدم وضعهم حدًّا لهذه الكوارث الإنسانية، وآخرها هذه الحادثة، التي أودت بحياة 100 مهاجر قضوا غرقًا، كما تمنّى أنْ تتكلّل جهود فرق الإنقاذ بالنجاح.

وأردف المهباش: “نهيب بالمجتمع الدولي، أنْ يُفعّلوا الحل السياسي للأزمة السورية استنادًا للقرار 2254، وإنْ لم يحدث ذلك ستتكرر هذه الفاجعة، ونتوجّه لأهلنا السوريين خصوصًا الشباب بعدم ركوب قوارب الموت، والهلاك، والهجرة ليست حلًّا إنَّما الحل يكمن بالتشبّث بسوريا البلد، والانتماء والوطن”.

وعقدت الإدارة العامة للتخطيط والتنمية والإحصاء في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، يوم السبت المنصرم، اجتماعاً، ودار الاجتماع حول مناقشة تقارير أعمال مكاتب التخطيط والتنمية والإحصاء وطرح المقترحات والصعوبات، وتقييم الوضع الاقتصادي والتنموي العام وظاهرة هجرة الشباب.

وقُدّمت مقترحات مبنية على دراسات وبحوث لإيجاد الحلول الممكنة للحد من ظاهرة الهجرة، بحسب ما ذكرت صفحة الإدارة الذاتية الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.