سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ارتفاع الأسعار في العيد

 محمد سعيد_

كلما اقترب العيد، ازدادت أسعار المواد الاستهلاكية، ولا سيما المواد ذات الخصوصية في الأعياد، كالألبسة والسكاكر، والمعجنات وغيرها من اللوازم المتعلقة بهذه المناسبات، وهذا الارتفاع في اضطراد مستمر من قبل بداية الشهر الفضيل بفترة، وذلك يعود إلى توالي الأعياد والمناسبات الدينية الشعبية، وهذا كله يعود على المواطن زيادة في المصاريف، وقلة في الدخل، بسبب توقف حركة العمل خلال هذه الفترة وندرتها، وبشكل خاص للعمال المياومة، وأصحاب الدخل المحدود، والذين يعانون من ضغوط الحياة المستمرة دون معين.
 فكما لاحظنا خلال هذه الفترة، فإن متوسط سعر الكيلو غرام الواحد من السكاكر، يقارب الأربعة دولارات أمريكية، وهذا السعر يفوق ضعف أجر عامل لدى الجهات العامة على سبيل المثال، فما بالك فيما يتعلق بالعمال الذين يعتمدون في معيشتهم على أجور يومية، ترتهن بوجود العمل، والذي يندر في هذه الأيام، بسبب الحركة الضعيفة للبناء والأعمال الإنشائية، ما يجبر المواطن إلى اختصار القائمة، ومحاولة الاستدانة لتأمين الاحتياجات الأساسية في هذه المناسبة، والتي من المفروض أن تكون مناسبة سعيدة يستقبلها المواطن بالفرح والسرور، وليس بالضيق والحيرة.
إن ارتفاع الأسعار يرده كل طرف إلى طرف آخر في حلقة خانقة للمواطن، فتاجر المفرق يرده إلى تاجر الجملة، وهذا الأخير يرده إلى المستورد………. إلخ، وكله يدفع ضريبته المواطن العادي، وما يترتب عليه من نتائج تزيد نسبة الفقر في المجتمع ازدياد الهوة بين الطبقات وتلاشي طبقات، لتصبح في النهاية لدينا طبقتان فقط في المجتمع، طبقة المعدمين، وطبقة الأغنياء، وما يترتب على هذا من مشاكل اقتصادية واجتماعية جمة.
وبالرغم من جميع المحاولات لضبط الأسواق، وتحسين الواقع المعيشي، إلا أن الوضع على ما هو عليه، وذلك مرده لأسباب عديدة، ومنها الجفاف، الذي ضرب المنطقة في السنوات الأخيرة، وما ترتب عليه من نتائج اقتصادية أضرت بالواقع المعيشي للسكان، وصعوبة إيجاد الحلول الجذرية، لتحسين الوضع الاقتصادي في ظل الظروف الراهنة.