أوجلان .. فكر وثورة … وحكاية وطن

مثنى عبد الكريم –

لقد أتم الـ ٧١ عاماً هو شخص تميز منذ صغره فلم يكن عادياً كان شغوفاً بالبحث وأراد أن يفهم كل شيء لماذا؟! كيف!! ماذا يريدون؟!! أسئلة كثيرة كانت تدور في ذهنه بحث وبدأ البحث وانطلق نحو المعرفة بنهم قرأ وقرأ كثيراً ولكنه بحث ومحص ودرس في جامعات تركيا وأطلق صرخته المدوية نحن شعب لنا كياننا ووجودنا واعتبارنا ولسنا دخلاء على التاريخ لتزلزل تلك الصرخة أركان عروش الطغاة الذين ملؤوا رعباً كيف هذا من هذا الذي أيقظ الشعوب من رقادها الطويل ونفخ فيهم روح الحرية وعلمهم معنى المقاومة. كان مقاوماً شرساً وقاد المقاومة الحرة، كان القائد والمعلم والمربي والفيلسوف ولكن صرخات الحرية دائماً ما تواجه بالدم والحديد والنار، وضع أسس الحل لكل قضايا وأزمات الشرق الأوسط ولكن طغاة العصور لم يقبلوا وكيف يقبل عبيد الرأسمالية أن تنال شعوبهم حريتها ويحظوا بحقوقهم المشروعة من أجل ذلك استنفر أولئك كل طاقاتهم الظلامية وحاولوا بكل الوسائل إيقاف هذا المشروع والفكر الذي انطلق من كاوا العصر الجديد.

أجل إنه الفيلسوف والقائد والمفكر عبد الله أوجلان الذي يقبع اليوم تحت نير ظلام السجن ظلماً بعد أن تعاونت وتآمرت عليه دول كبرى مضى أكثر من ٢٢ سنة وهو في سجنه المنعزل لا يزوره أحد إلا نادراً ولا يخرج من غرفته التي يغير حراسها كل أشهر حتى لا يتأثرون بفكره  بل وصل بهم الأمر إلى إشعال النيران في تلك الجزيرة المنعزلة عن العالم ولكنه استمر بالكتابة والتحليل والتقييم والنقد وإصلاح الكثير وتوجيه الدعوات إلى السلام ولكن الفاشية التركية تأبى إلا أن يستمر السجن والحرب الخاصة التي يمارسونها عليه.

رغم كل ذلك انطلق ذلك الضياء عابراً كل الحدود متجاوزاً كل العوائق من أجل أن يصل إلى شعوب العالم وها هو قد وصل ولم ولن يقف أبداً بل سيستمر كنار نوروز وسيثمر كأشجار الزيتون ربيعاً دائماً، اليوم حكايتنا أنت أيها المفكر الكبير فأنت الوطن بذاتك وأنت الحرية التي نسعى لها، وأننا نعاهدك على أن نتابع دربك نسعى لنيلك لحريتك والحفاظ على القيم التي سجنت من أجلها من أن لا يستغلها أحد، الحرية لك والخزي للطورانيين، وستبقى حكاية وطن.