أهم انواع السمك الفراتي

تقرير/ مصطفى السعيد ـ ماهر أحمد –

يعرف «نهر الفرات» وبحيرته المتشكلة خلف سدِّه في منطقة الطبقة كبحيرة اصطناعية وتختزن حوالي14.5مليار متر مكعب من الماء موطناً لأنواع عديدة من الأسماك الشهية واللذيذة ومن المعروف أنَّ السمكَ معروفٌ بقيمته الغذائية كونه يحتوي على البروتين.
ولكل نوع من أنواع «السمك الفراتي» صفاته وطعمه الخاص، إلا أنَّ الأسماك الفراتية في النهاية تشترك جميعها بأنها ذات مذاق رائع، فهناك الأسماك ذات الأحجام الكبيرة كسمك «الكرسين»، والرومي، وسمك «الكارب»، و»الجري»، وغيرها الكثير من أنواع الأسماك وتختلف طريقة تناولها إما مشوية على الفحم أو بالفرن أو مقلية بالزيت.
وهناك أنواع أخرى تتميز بحجمها الصغير، وهذه لا يناسبها إلا طريقة واحدة في الطهو وهي القلي بالزيت، ويأتي في مقدمة هذه الأنواع سمك «البوري»، الذي يتميز بحجم صغير وطعم رائع، ويكاد لا يخلو مطعم من مطاعم «الرقة» التي تقدِّم وجبات السمك من هذا النوع.
وسمك «البوري» من الأسماك الفرات الأصيلة، له نوع واحد، وله لونان الأبيض والأسود، ويعود سبب الاختلاف في اللون، إلى طبيعة المناطق التي يعيش فيها، فالبوري الذي يعيش في نهر «البليخ»، يكون لونه مائلاً للبياض، أما الذي يعيش في مجرى نهر الفرات، فيميل لونه في الغالب للسواد، و»البوري» من أنواع السمك الصغيرة، حيث لا يتجاوز وزنه الـ100غرام، ويلعب المكان الذي تعيش فيه أسماك «البوري» دوراً هاماً في تحديد وزنه، ففي المياه المالحة نسبياً يكون حجم سمك «البوري» أكبر من حجم الأسماك من نفس النوع التي تعيش في المياه العذبة، حيث أنَّ الأخيرة لا يتجاوز وزنها في أحسن الأحوال الـ/50/ أو /60/ غراماً.
ويعيش سمك «البوري» في «نهر الفرات» في المقام الأول، حيث أنَّ مجرى النهر هو الموطن المثالي له، ثم يأتي ثانياً مجرى «نهر البليخ».
وفيما يخصُّ الموسم الذي يبدأ فيه سمك «البوري» في التزاوج ووضع البيوض، فهو تقريباً يتزامن مع موسم تكاثر باقي أنواع الأسماك الأخرى، وهذا الموسم يمتد من تاريخ /15/ آذار حتى /1/ حزيران، ويطلق الصيادون على هذه الفترة اسم «موسم الحرم»، حيث يمنع صيد السمك في هذه الفترة من قبل مديرية الزراعة.

سمك الكرسين

الكرسين من «الأسماك الفراتية»، ذات طعم مميز، مرغوب فيها جداً من قبل أهالي المنطقة، لكون الحسك لا يعيق تناولها بسبب كبر حجم الحسك وسهولة نزعه، وهي مفضلة على أنواع «السمك الفراتي» عموماً وموجودة بعدة أنواع وأحجام ويفضل المستهلك الأحجام الكبيرة.

للكرسين عدة أنواع، هي:
ـ الكرسين المرقط الصخري: ينضج جنسياً بعمر /3-4/ سنوات «0.5كغ و35سم»، يفرخ على الصخور والأجسام القاعية الخشنة في مواضع معينة في نيسان وأيار، لم يشاهده الصيادون منذ سنوات عديدة.
ـ الكرسين أبو بلاجم» (والبلاجم كلمة عامية تعني الشفاه الكبيرة): الفم سفلي والشفة السفلى عريضة جداً، لون الظهر بني يميل إلى الصفرة في النصف الأدنى من الجسم والبطن أبيض، وهذا النوع أساساً من الأسماك النهرية، ويتغذى بالأحياء القاعية والفتات.
يفرخ في آذار ونيسان في جماعات كبيرة على مهود حصوية في المياه الضحلة السريعة الجريان، يسود في بحيرة الفرات، ويشيع وجوده في الفرات والبليخ والخابور ويندر في مصارف حوض الفرات.
ـ الكرسين الأزرق: يعيش في نهري دجلة والفرات، وبحيرتي قطّينة وطبرية.
ـ الكرسين الأصفر: ينضج جنسياً بعمر /4-5/ سنوات (0.3-0.6 كغ و30-40 سم)، حيث تضع الأم بيضها بين الحصا في المناطق الضحلة ذات الجريان الغزير في آذار ونيسان. ويشيع وجوده في دجلة والفرات ومصارف حوضه ويندر في البليخ والخابور، صيدياته مستقرة في نهر الفرات.

سمك البني

يعتبر الفرات الموطن الأم بالنسبة للسمك البني، ولعلّ َسمك «البني» هو أحد أهم هذه الأسماك الفراتية الصريحة النسب وهو من حيث الشكل الخارجي من الأسماك المسطحة، كما ويتميز بلونه المائل للبني، وقد أخذ اسمه من هذا اللون، ولكن هناك سمك «بني» يميل لونه للأصفر الذهبي، وهو الذي يعيش في مجرى نهر «البليخ»، وأعتقد أن سبب ذلك يعود لاختلاف طبيعة المياه بين «الفرات» و»البليخ»، حيث تتميز مياه الأخير بشيء من الملوحة، ويتشابه هذا النوع كثيراً مع سمك «الكارب» الذهبي، وهو من فصيلة الأسماك الصغيرة الحجم نسبياً، إذا ما قيس بغيره من الأنواع النهرية الأخرى، حيث أن أعلى وزن يمكن أن يحققه هو /2/ كيلوغرام، وهذا الوزن نادرٌ جداً، أما سقف وزنه المتعارف عليه بين الصيادين، يتراوح ما بين الـ/500/غرام و/1000/غرام، وكلما كان حجم السمكة أكبر كان «الحسك» الذي تحتويه أقل وأكثر وضوحاً.
وعن كيفية صيده، من الصعوبة بمكان اصطياد سمك «البني» بواسطة «السنَّارات» ذات القصبات، أو ذات البكرات، وذلك لسبب رئيس وهو أن جميع الصيادين يعتمدون في صيدهم على مواد حية كالدود ولحوم بعض الحيوانات أو الطيور كطعم، بينما هذا النوع من السمك لا يعتمد في غذائه على اللحم، بل هو من الأسماك العاشبة، وعادة ما يتم اصطياده بواسطة الشباك، وذلك من خلال استخدام شبك قياسه يتراوح بين /26/ و/47/ مم.
و»البني» من الأنواع التي لا يتم تربيتها عادة ضمن أحواض، وذلك لأن الغذاء الذي يستخدمه مربي الأسماك، غالباً ما يكون ذا منشأ حيواني، كاللحوم والأسماك الصغيرة، وهي مواد تناسب أنواع أخرى من الأسماك كـ»الجري» و»السلور» و»الكارب» وغيرها من الأنواع، بينما «البني» كما أسلفنا هو من الأسماك العاشبة وليست اللاحمة أو المفترسة.