تتطلّب زراعة الذرة الصفراء (الشامية) في الحقول المعرفة الكافية بمتطلبات زراعتها. فمحصول الذرة يعدّ من أقدم المحاصيل التي عرفها الإنسان، واستخدمها كغذاء له وللحيوانات والطيور الداجنة، وهو يأتي بالمرتبة الثالثة بعد القمح والأرز من حيث المحاصيل الاقتصادية.
مواعيد زراعة الذرة الصفراء
يعدّ محصول الذرة من الخضروات الصيفية التي تحتاج لدرجة حرارة عالية نسبياً، حيث تزرع البذور مباشرة في التربة بعد منتصف شهر شباط، بداية الربيع. كما يمكن التبكير بالزراعة داخل الأنفاق في مرحلة انخفاض درجات الحرارة، كما أن بعض المزارعين يقومون بتشتيلها في المشاتل؛ لتوفير الوقت، وتقصير مدّة المحصول في الأرض. ويعدّ أفضل درجة حرارة لإنبات بذور الذرة 32-35 درجة مئوية.
تحضير الأرض قبل الزراعة
يُعدّ محصول الذرة من النباتات المجهدة للتربة؛ لذلك يفضل زراعته بعد محصول شتويّ بقوليّ. والتربة المفضّلة هي: الطينية الخصبة جيدة الصرف. حيث يتمّ حرث التربة بشكل متاعمد، ومن ثمّ تنعيمها، ووضع السماد الأساسي بمعدل 5-7 أكواب من السماد العضوي المتخمّر و 100كغ سوبرفوسفات و50كغ سماد سلفات البوتاسيوم. ثم تخلط بالتربة وتُنعّم بشكل جيد مع التسوية. ومن بعدها يتمّ تركيب شبكة الري بالتنقيط، وتجربتها، وتشغيلها ساعات عدّة؛ لتخمير مكان الزراعة.
كمية التقاوي للذرة الصفراء
يحتاج الدونم الواحد خمسة كيلوغرام من البذور، وكمية أقل لمن يزرع بالتشتيل. حيث أن الكمية المستخدمة في الزراعة المباشرة 3 أضعاف الكمية المستخدمة في المشتل. وبشكل عام يحتاج الدونم 4000 شتلة، كما أن الأبحاث تؤكّد، أن زيادة حجم البذور تعطي نباتات أكبر وأقوي. لذلك عند شراء البذور نحرص على أخذ البذور الأكبر حجماً والمعقّمة، وأن يتمّ الشراء من مصدر موثوق، لأن أغلب البذور يتمّ إنتاجها محلياًّ.
طريقة الزراعة
تُزرع بذور الذرة الصفراء على خطوط (أثلام)، المسافة بينها 70-80 سم، و المسافة بين البذور في الخط نفسه 30-40 سم. على عمق/5سم/ ويوضع في كلّ حفرة 2-3 بذور. و تتمّ الزراعة يدويّاً في المساحات الصغيرة، وبالجرّار للمساحات الكبيرة. و بعد وضع البذور في الجور، ودفنها تروى الأرض بالماء لدرجة الارتواء، ومن ثمّ تترك حتى الإنبات، أمّا في حال زراعة الأشتال، تُزرع بوجود الماء حتى الارتواء، ثم يُعاد ريُّها كل 4-7 أيام، حسب نوع التربة، ودرجات الحرارة، مع الحرص على بقاء التربة رطبة حول النباتات.
خدمة محصول الذرة الصفراء بعد الزراعة
1ـ الخفّ والترقيع: بعد أسبوع من زراعة بذور الذرة تتمّ عمليّتا الخفّ والترقيع. حيث يتمّ خف الجور التي نمت بذورها، ويترك نبات واحد في كلّ جورة. أما الجور التي لم يحدث نمو لأيّ بذورها، يتمّ تعويض ذلك ببذور منقوعة مدة 12 ساعة؛ حتى لا يحدث تفاوت كبير في نمو النباتات، أما الحقول المزروعة بالأشتال، فتتمّ لها عملية ترقيع فقط للجور الغائبة التي ماتت أشتالها بعد أسبوع من الزراعة، بأشتال من العمر نفسه، تُركت بالصواني عند الزراعة لهذا الغرض.
2ـ الرّيُّ والتسميد: يحتاج نبات الذرة كمية وافرة من الماء خلال موسم الزراعة، حيث يتمّ الري كل 7-10 أيام، حسب نوع التربة، ودرجات الحرارة. و الكميّات تبدأ بالتدريج حتى الوصول لفترة تكوين الأكواز، ثمّ تتناقص تدرجياً حتى يتوقّف قبل الحصاد بأسبوعين، حتّى لا يحدث رقاد للمحصول، وتجفّ الأكواز، ولا يحدث لها تعفّن، مع مراعاة أن النبات حسّاس للعطش في بداية حياته، وأثناء تكون (الشرابة – الخيوط الحريرية)، أما التسميد: فيستجيب النبات للتسميد النيتروجيني بشكل كبير؛ لذلك تسمد بالأسمدة المركبة العالية النيتروجين حتّى مرحلة بداية تكون الأكواز، ثم يُستخدَم السماد المركّب المتعادل العناصر الغذائية، والكميات حسب المحصول السابق و التربة وعمر النبات.
3ـ العزق والتعشيب: تهدف عملية العزق لتحريك التربة حول النباتات، وتهويتها، وتكسير الأنابيب الشعرية، وتقليل نسبة الأملاح، والتخلّص من الأعشاب، وتحضين، وردم التراب حول السيقان، ممّا يقللّ من عملية الرقاد مستقبلاً؛ نتيجة تكوين النباتات للجذور العرضية والدعامية، وتتمّ هذه العملية يدويّاً أو بالمكننة الزراعية.
4ـ التوريق والتطويش: وهي عملية يقوم بها المزارعون، لتوفير العلف الأخضر للماشية، خلال فترة الصيف، حيث يقومون بتطويش القمّة النامية (الأزهار المذكّرة، وبعض الأوراق) وتوريق، وإزالة الأوراق السفلية، وهي مازالت خضراء، ولكن هذا يعود بالضرر السلبي على قدرة النبات على الإنتاج بشكل كبير.
الوقاية والمكافحة
تُصاب الذرة الصفراء بالكثير من الأمراض الفطرية، من أصداء وتفحّمات وبالحشرات. لذلك تبدأ عملية المكافحة من قبل الزراعة، بتعقيم الأرض، وتنظيفها؛ لمنع نقل الأمراض والحشرات من المحاصيل السابقة، أو الساكنة بالتربة، كما تُستمرّ المراقبة من بداية ظهور البادرات، حتى لا نقع في الحدّ الاقتصادي الحرج للأمراض والحشرات.
النضج والحصاد
تبدأ علامات ظهور نضج المحصول بعد 90-100 يوم من الزراعة، وتحصد بعدها مباشرة. والعلامات هي: جفاف الأوراق والسيقان، وتصلّب الأكواز، وجفاف الحبوب، وظهور ندبة سوداء في قاعدة الحبوب. وتتمّ عملية الحصاد يدويّاً أو بالمكننة الزراعية. وبعدها يتمّ نزع الأكواز من النبات، وتقشيرها، وتعريضها للشمس؛ لتجفّ تماماً، أو تبقى في اغلفتها، حسب الغرض من استعمالها.