استطلاع/ غاندي إسكندر
روناهي/ كركي لكي- أجمع أهالي كركي لكي من سياسيين ومثقفين بأن تكاتف الشعوب، وتضامنهم مع بعضهم البعض كفيل بإفشال المخططات التركية الرامية إلى احتلال المنطقة، وأنهم سيسعون بكل إمكاناتهم لإنجاح مبادرة “لا للاحتلال”.
الذهنية التركية قائمة على سياسات الاستعمار، والإبادة الجماعية، ومحو هويات الشعوب، فلم يسلم شعب من الشعوب المحيطة بتركيا من جرائم العقلية العثمانية، وما يزال حكام أنقرة يعدون العدة لغزو المنطقة للعودة بمصير شعوبها إلى ما يسموه بـ “الباب العالي”، وفي الوقت ذاته يتعاظم حجم النضال الذي يقوده الشعب الكردي ضد هذه الذهنية الاستبدادية منذ أربعة عقود، ولسد الطريق أمام مساعي الاحتلال التركي للمنطقة، على كافة الشعوب أن تنادي بأعلى صوتها، وتقول: لا للاحتلال والفاشية.
ولتنظيم وتوحيد الجهود بين الشعب الكردي والقوى الديمقراطية وشعوب المنطقة والعالم للوقوف في وجه السياسات السافرة والهدامة للسلطات التركية، وكذلك لتحقيق حرية القائد عبد الله أوجلان؛ أطلقت مؤخراً منظومة المجتمع الكردستاني مبادرة “كفى للعزلة للاحتلال وللفاشية، حان وقت الحرية”، وبهذا الصدد استطلعت صحيفتنا “روناهي” آراء أهالي كركي لكي من سياسيين ومثقفين وشخصيات مجتمعية.
تكاتف الشعوب كفيل بإفشال مخططات المحتل
“إن نضال الشعب الكردي ضد النظام التركي الفاشي هو نضال الوجود، واللاوجود، وهو نضال الحفاظ على الهوية، وعلى الإرث التاريخي، والثقافي لشعوب ميزوبوتاميا، الشعوب التي تستهدفهم آلة القمع التركية منذ قرون”، بهذه الكلمات بدأ الممثل المسرحي عبدالله مصطفى حديثه معنا.
مشيراً إلى أن مبادرة “كفى للعزلة للاحتلال وللفاشية، حان وقت الحرية” التي أطلقتها منظومة المجتمع الكردستاني، التي تقود نضالاً مريراً ضد الاحتلال التركي منذ سنوات، وأنه يجب على جميع شعوب المنطقة وليس فقط الشعب الكردي أن يسعوا إلى تطوير آليات الحراك الثوري ودفعها إلى الأمام من أجل إنجاحها.
وبيَّن مصطفى قائلاً: “نحن أمام مفترق طرق للوصول إلى الديمقراطية المنشودة، وتحقيق آمال الشعوب في العيش بكرامة”.
منوهاً بأن النظام التركي وضع مخططاته للعودة بكامل جغرافية كردستان، والمحيط العربي إلى حضنها المقيت، والعودة إلى حقبة السلطنة العثمانية الإجرامية، تلك الحقبة التي لا تخلو صفحاتها من حكايات الدم، والتهجير، والمجازر، وأكد بقوله: “لكي نمنع احتلال مناطقنا من قبل زبانية أردوغان علينا أن نواجه الذهنية التركية الاحتلالية، ونفشل مساعيها، وطريق الإفشال يكون بتكاتف الشعوب وتضامنها ضد رغبات المحتل التركي”.
“دماء آلاف الشهداء تقول: لا للاحتلال”
ومن جهتها نددت عضوة اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الكردستاني شيرين محمد بالاحتلال التركي لمناطق شمال وشرق سوريا، وقالت: “كي نحافظ على مكتسبات ثورة روج آفا والشمال السوري نقول لا، وألف لا للاحتلال، ولن نقبل إلا أن ترسو سفينة الحرية على شواطئ الديمقراطية”.
وأكملت شيرين بأنه بعد أن رأووا بأم أعينهم زغاريد الأمهات، وهنّ يدفنّ بأيديهنّ فلذات أكبادهنّ تحت ثَرى روج آفا وشمال وشرق سوريا تعلموا حينذاك عظمة الفداء بالدم من أجل الوطن، وفهموا المعنى الحقيقي للتضحية.
وتابعت شيرين بأن دماء أكثر من أحد عشر ألف شهيد، والأشلاء المفقودة لعشرات آلاف الجرحى تطلب منهم القول “لا للاحتلال لا للفاشية لا للعزلة على القائد عبد الله أوجلان”.
مؤكدةً بأن النظام التركي المتمثل بحزب العدالة والتنمية، ومن يساندهم من الشوفينيين، والمرتزقة السوريين مما يسمى بالجيش الوطني السوري يستهدفون الوجود التاريخي لشعوب المنطقة، ووضحت: “إن كل إنسان يظن أن تركيا تستهدف الشعب الكردي هو إنسان واهم، وغافل، وعليه أن يسأل أعواد المشانق في سوريا، ولبنان، ويسأل الأمهات الأرمنيات الثكالى، وعليه أن يستفسر كيف قتل عشرات الآلاف من أبناء قبيلة الجوازي الليبية؟ ويستنطق الجثث المحروقة في عسير علها تعيده إلى رشده، ويعي المؤامرة التي تستهدف شعوب المنطقة”.
وذكرت عضوة اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الكردستاني شيرين محمد بأن تركيا لا تخفي مطامعها في المنطقة فساستها كل يوم يعبرون عن جشعهم ببناء الإمبراطورية العثمانية، وتشييد الهلال العثماني، والوطن الأزرق وما إلى هنالك من مصطلحات استعمارية؛ ولفتت: “لذلك واجب على كل شعوب المنطقة أن تحمي المنجزات الديمقراطية وتشكل درعاً لمقاومة أطماعهم”.
من عايش ثورة روج آفا لن يقبل بالاحتلال
وفي السياق ذاته أوضحت الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة عرعور همرين جانكير حول هذا الموضوع بأن شعوب شمال وشرق سوريا تحدت وقاومت، وهزمت الإرهاب المدعوم من تركيا، وقد بنى الكرد والعرب والسريان وكافة الشعوب؛ إدارة ذاتية ومدنية تعبر عن طموحاتهم في العيش بكرامة، وقد ترسخت خلال السنوات الماضية مفاهيم الحرية، وتآخي الشعوب وتنوع الثقافات في مناطق شمال وشرق سوريا.
وزادت بأن من عايش ثورة روج آفا والشمال السوري ومنجزاتها لا يمكن له أن يرضى بالاحتلال من جديد، أو أن يقبل بقيود الذل والاستعباد، وسيقف أمام همجية أردوغان وأتباعه.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة عرعور همرين جانكير حديثها بالقول: “سنسعى إلى تثبيت أسس الحياة الحرة بالوقوف والصمود والمقاومة أمام المطامع التركية، فالحياة الحرة تتطلب وضع جميع الإمكانات المتاحة في سبيل الوصول إليها، فطريق الحرية تتشكل من تلاحم الشعوب مع بعضها البعض، فالاحتلال التركي لا يخيفه شيء سوى وحدة الشعوب وتلاحمها، لذلك علينا أن ننجح مبادرة “لا للاحتلال” كي نحافظ على ما تم بناؤه من منجزات ديمقراطية”.
