تل كوجر/ مثنى المحمود ـ
تشهد أسواق تل كوجر نقصاً في جل المواد الغذائية، إضافة إلى المواد الأساسية الخدمية، التي تعيق تيسير حياة العديد من العاملين، فالمواطن لا حيلة له سوى انتظار فتح المعابر من جديد، لتنتعش الحياة الاقتصادية من جديد.
في ظل استمرار إغلاق المعابر الحدودية مثل معبر سيمالكا، ومعبر الوليد، من قبل حكومة إقليم كردستان، يشهد سوق تل كوجر مثله، مثل باقي أسواق المناطق كافة، في شمال وشرق سوريا، شحّاً في معظم المواد الغذائية، ويأتي على رأسها السكر ومواد أخرى كثيرة، وهذه المرحلة تلقي بظلالها على حياة المواطن، داخل مناطق الإدارة الذاتية، حيث يعيش المواطن حالة قلق، تبدو مشتركة لدى المواطنين جميعهم في شمال وشرق سوريا.
وقف حال
يتحدث المواطن علي السراج، أحد مواطني بلدة تل كوجر، وهو يعمل في مهنة تركيب البلاط والسيراميك، ويصف الحالة، التي تمر بها المنطقة بكلمتين، “وقف حال”، حيث يضيف أنه منذ إغلاق المعابر، لم يعد أصحاب المنازل، الذين كان يعمل لديهم يجدون مادة “الإسمنت” التي تشكل العمود الفقري، لعمله الذي لا يتقن غيره، لذا يجد نفسه اليوم عاطلاً عن العمل، حاله يشبه حال الكثيرين من أصحاب المهن المعتمدة على مادة الإسمنت، التي بالكاد نجدها في الأسواق، وأولها سوق تل كوجر التجاري، الذي تجوبه منذ الصباح وحتى المساء، لعلك تحظى بالعثور على كيس إسمنت واحد، لكن عبثاً تحاول، فلا جدوى للبحث، والجواب الموحد للتجار “لا يوجد ولو حتى كيس واحد”، والمستهلك يطرح استفساراً واحداً “هل التجار شركاء في أزمة إغلاق المعابر؟ ويحاولون استغلالها لصالحهم”؟، هذا السؤال يضعه المواطن في على طاولة المسؤولين عن محاسبة بعض التجار، إذا ما ثبت تورطهم في استغلال الأزمة لمصلحته الشخصية.
متهم وضحية
أثناء التجول في سوق تل كوجر، يتبين جليا أن المواطنين، ورغم النقص الواضح لمعظم المواد الغذائية، التي تهم المواطن، إلا انهم يجتمعون حول تساؤل واحد: هل التاجر ضحية، أم شريك في هذه الأزمة؟
يقول المواطن مصطفى الدخيل: إنه يرى من وجهة نظره الخاصة، أن التجار بشكل عام هم من منح إغلاق المعابر صدى أكبر من حجمه، كما يضيف، إنه لا يمكن إنكار مدى كبر جريمة حكومة إقليم كردستان، التي تقف بجانب المحتل التركي، وتسانده في محاولاته كلها، في النيل من كرامة مواطني شمال وشرق سوريا، غير أنه يرى أن بعض التجار أيضا، لهم دور فعال في زيادة الأزمة على المواطن؛ بغية الكسب غير المشروع، لذا يرى الدخيل: أنه من الضروري على القائمين على الإدارة الذاتية، الضرب بيد من حديد على كل من يحاول استغلال إغلاق المعابر لمصالحه الشخصية، من الطرف الآخر يرى التجار داخل سوق تل كوجر أنفسهم في موضع الاتهام، رغم أنهم يؤكدون، أنهم متضررون، حالهم كحال المواطن العادي، حيث انه ومنذ إغلاق المعابر، لم تعد تدخل البضائع، وهذا هو السبب الرئيسي في فقدان بعضها، وارتفاع سعر بعضها الآخر، لذا يناشد التجار المواطنين، قائلين نحن لسنا سوى ضحايا لهذا الواقع مثلنا مثل أي مواطن آخر.
الإغلاق… مؤامرة تنتهي
يتشارك أبناء بلدة تل كوجر كلهم، برأي واحد موحد، وهو، إن ما تمر به مناطق شمال وشرق سوريا، من أزمة في نقص بعض المواد الغذائية والخدمية، ما هو إلا جزء من المؤامرة التي تحيكها تركيا وحلفاؤها، ضد نهضة الشعب الحر في مناطق الإدارة الذاتية، حيث يقول علي الشيحان الإداري في بلدة تل كوجر: “إن الشعب في بلدة تل كوجر يقظ جدا لما تحيكه تركيا من مؤامرات ضده، وضد إرادته الصامدة، لذا يتعامل أبناء بلدة تل كوجر مع الواقع، الذي تمر به سوق البلدة من نقص في المواد بشكل هادئ، ينم عن وعي حقيقي للمخاطر، التي قد تتعرض لها المنطقة في حال حصلت تركيا على ما تريده، المتمثل بتصدير أزماتها الداخلية إلى خارج تركيا”.
من جانب آخر أبدى المواطنون عن دعمهم الكامل للقائمين على الإدارة الذين يبحثون دائما عن الحلول لمثل هذه الأوضاع، حيث تقول المواطنة أسماء المخيبر: “إن الإدارة الذاتية تتعرض لمحاولات عديدة؛ لزعزعة استقرارها، وإن إغلاق المعابر، ومحاولة تجويع الناس هي جزء من مخططات تركيا، لكن نحن كمواطنين نعلم عين اليقين، أن مؤامرة إغلاق المعابر سوف تنتهي قريبا، وسوف يعود الوضع كما كان عليه، بل وإلى أفضل ممّا كان عليه”.
