أهالي باترزان بطقسهم السنوي تَوَشّتْ قريتهم باللون الأخضر

جل آغا/ أمل محمد –

يسعى أهالي باترزان من خلالها طقوسهم السنوية إلى زيادة الرقعة الخضراء بقريتهم، وذلك بزراعة أشجار تضفي الرونق والجمال، متأملين أن تتوسع هذه المبادرة إلى القرى المحيطة كلها.

تحت شعار” يداً بيد لجعل قريتنا خضراء” قام أهالي قرية باترزان في ريف ناحية جل آغا، بزراعة أكثر من خمسين شجرة في محيط القرية في مبادرة شعبية من قبل شبان، وشابات القرية يومي 26 – 27/2/2022 وهو طقس سنوي يُقدم عليه أهالي القرية في هذا التوقيت لجعل القرية واحة خضراء، لما يترتب على ذلك من فوائد للبيئة.

المبادرة تصحيح لما قاموا به سابقاً

فكرة إعادة تشجير القرية لم تكن وليدة اليوم، إنما كانت فكرة لتصحيح الخطأ، التي أقدم عليها أهالي القرية نتيجة الظروف، التي مروا بها منذ بداية الحرب السورية، وحدثتنا جاندا يوسف إحدى المشاركات في المبادرة: “بداية الفكرة جاءت قبل عدة سنوات حين قام البعض من أهالي القرية بقطع الأشجار، والاعتماد عليها في استخدامها للتدفئة، وللطهي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي شهدتها مناطقنا، ونتيجة لذلك تعرضت الأشجار لقطع جائر”.

وتابعت جاندا حديثها: “ونظراً لذلك اقترح أهالي القرية زرع الأشجار في كل سنة من شهر شباط، وهو الشهر المناسب للزراعة، حيث نقوم بزراعة الأشجار الحراجية كافة في الأراضي، وحول محيط المسجد والنهر”.

عمل جماعي ينجح بالتشاركية

الجميع يتشارك في المبادرة الشعبية، التي أطلقها أهل القرية سواء بشراء الشجرة، أو بزراعتها، وهكذا تسود روح المشاركة فيما بينهم، ما يضفي عليها طابع المتعة، إلى جانب أنه بالمشاركة، يسهل العمل وينجز بأسرع وقت ممكن، وعن آلية المشاركة قالت أفادت جاندا: “كل عائلة من عوائل القرية، تشتري شجرة، أو اثنتين لتكون لهم يدٌ في هذه الحملة، ونحن قمنا بدورنا بالزراعة”.

العمل المشترك

الحملة استمرت يومين السبت والأحد 26ـ 27 شباط الجاري، ليصل عدد الأشجار المزروعة إلى خمسين شجرة من نوع شجرة التوت، حتى إعداد التقرير، وتمنت جاندا من سكان القرى الأخرى، أن يبادروا إلى القيام بمثل هذه الحملات، والاستفادة من تجربتهم في زيادة الرقعة الخضراء في منطقتهم “نتمنى من باقي سكان القرى أن يُشاركوا في هذا الحملة، وزراعة الأشجار في قراهم؛ لتغدوا مناطقنا خضراء جميلة، تعود بالفائدة البيئية والجمالية علينا”.

طقس سنوي

وفي نهاية حديثها كشفت المشاركة في المبادرة جاندا يوسف: أنهم في السنة المقبلة أيضاً سيقومون بالمبادرة نفسها بزراعة الأشجار؛ لتصبح هذه الحملة، والتي بدأت قبل عدة سنوات طقساً سنويا، تزيدهم سعادة، وتنسيهم المجهود، الذي بذلوه حينما تغدو القرية بساتين جميلة يزهر بها الشجر ساحرة بلونها الأخضر الندي، يتغنى بها كل زائر.