روناهي/ الدرباسية –
أدانت شعوب ناحية الدرباسية، بمقاطعة الحسكة، مجزرة جندريسه، التي ارتكبتها مرتزقة دولة الاحتلال التركي، بحق مجموعة من المواطنين الكرد في ناحية جندريسه بريف مقاطعة عفرين المحتلة، وطالبوا المجتمع الدولي بالوقوف في وجه هذه الجرائم، التي لم تتوقف منذ احتلال عفرين، وضرورة التدخل السريع، وتقديم الجناة للمحاكم الدولية.
استقبل الشعب الكردي نوروزه لهذا العام بمجزرة جديدة ارتكبت بحقه على يد مرتزقة دولة الاحتلال التركي، وذلك في ناحية جندريسه التابعة لمقاطعة عفرين المحتلة.
حيث شن مرتزقة الاحتلال التركي هجوما بالأسلحة على مجموعة من المواطنين الكرد، أثناء إيقادهم شعلة النوروز مساء يوم العشرين من شهر آذار الجاري عشية الاحتفال بالنوروز هذا العام، حيث راح ضحيتها أربعة شهداء، وعدد من الجرحى، لتضاف هذه المجزرة إلى سجل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته الحافل بالمجازر ضد الكرد.
إن هذه المجزرة وما سبقها من مجازر، كلها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن دولة الاحتلال التركي تحارب الشعوب الساعية لحريتها، كالشعب الكردي، وتنفي مزاعمها بمحاربة حركة، أو حزب، أو جهة سياسية معينة، والمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، لا تستهدف الشعب الكردي فقط، بل تستهدف شعوب المنطقة كافة.
المحتل التركي يستبيح الدم الكردي
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا عدداً من مواطني الدرباسية، وبداية تحدث المواطن عبد الإله طاهر: “مجزرة جندريسه ليست المجزرة الأولى، ولن تكون الأخيرة بحق الشعب الكردي، فدولة الاحتلال التركي مستمرة في استهدافها للكرد أينما كانوا، بدءًا من باكور ومرورا بباشور وروج آفا، حيث تستبيح دولة الاحتلال التركي الدم الكردي، وترتكب بحقه أبشع المجازر، للمقاومة التي يتمتع بها هذا الشعب، الذي يناضل من أجل حقوقه المشروعة، والتي تدفعه دوما لرفض أشكال الاحتلال والاستعمار؛ ما دفعه إلى القيام بثورات عديدة بغية التخلص من الظلم الممارس بحقه”.
وأضاف طاهر: إن “ارتكاب هذه المجزرة في ليلة النوروز لم تكن صدفة، بل جاءت عن قصد وتخطيط مسبق، في محاولة لزرع الخوف، والهلع في نفوس الكرد، وبالتالي ثنيهم عن الاحتفال بالنوروز، ولكن الشعب الكردي، وفي أقسى الظروف احتفل بعيده القومي، والاحتفالات أكدت على أن النوروز سيبقى طريق الخلاص، وشعلة الحرية، وإن عيد النوروز سيكون هاديا ليوم جديد يأتي لا محالة، وبأن الشعب الكردي عازم على المضي بنضالاته حتى الانتصار على الفاشية التركية، وزعيمها الديكتاتوري أردوغان”.
واختتم المواطن عبد الإله طاهر حديثه: “سيبقى النوروز عهدنا، ونستمد قوتنا من مقاومة ونضال أجدادنا، وقادتنا بدءًا من كاوا الحداد، مرورا بكاوا العصر مظلوم دوغان، وكمال بير، وغيرهم من الشهداء، الذين ضحوا بحياتهم كي نصل إلى حياة حرة ديمقراطية، لذلك، مسيرة المقاومة والحرية ستستمر حتى تحقيق النصر المنشود”.
الخطر التركي محدق بالجميع
من جهة أخرى، تحدث لصحيفتنا، المواطن العربي سالم السالم: “باسمي وباسم كل الشعب العربي، ندين ونستنكر هذه المجزرة الوحشية، التي ارتكبت بحق إخواننا الكرد، ونؤكد على أن أبناء المنطقة وشعوبها، من كرد وعرب، وسريان، وآشور، وغيرهم من الشعوب، ستبقى يدا واحدة متكاتفة في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته، كما وقفت في السابق في وجه المجموعات المرتزقة الإرهابية، كداعش وأخواتها”.
وتابع السالم: إن “ما حصل في جندريسه لا يرتبط بالكرد وحدهم، لأنه يستهدف كافة شعوب المنطقة، فتركيا ومرتزقتها يرتكبان المجازر بحق جميع شعوب شمال وشرق سوريا، لضرب النسيج الاجتماعي الذي يحمي منطقتنا، كما أن النوروز، وبالرغم من إنه عيد الكرد بامتياز، ولكنه يوم تجديد العهد لدى كافة الشعوب التي ترزح تحت الظلم، بما فيها الشعب العربي، لذا، فإن على كل مواطن وطني شريف استنكار وشجب مثل هذه المجازر والأعمال الإجرامية بحق شعوب المنطقة”.
وأنهى المواطن العربي سالم السالم، حديثه: إن “المجتمع الدولي بأكمله يتحمل مسؤولية ما حصل في جندريسه، لأن كل ما حدث يتم على مرأى ومسمع العالم أجمع، وبالتالي كل الدول تتحمل مسؤولية هذه المجازر، والمطلوب اليوم هو التحرك بأسرع وقت لمنع دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من ارتكاب مجازر جديدة بحق الشعب الكردي وجميع شعوب المنطقة”.
