قامشلو/دعاء يوسف –
استنكرت أمهات الشهداء العزلة المفروضة على القائد أوجلان، وأكدن أن شعوب المنطقة ستبقى منتفضةً ضد سياسة الاحتلال التركي التعسفية على المنطقة، وبينّ دعمهنّ للمقاومة البطولية، التي يبديها مقاتلو الكريلا في جبال كردستان.
“كنتُ حجر عثرة، لا يستهان به على درب حسابات الهيمنة المعمرة قرنين من الزمن بشأن الشرق الأوسط، وكردستان خاصة”، بهذه العبارة اختصر القائد عبد الله أوجلان أسباب المؤامرة الدولية، التي أدت إلى اختطافه وأسره؛ والتي لا تزال مستمرة على شعوب المنطقة متخذة منحنيات، وتجاوزات جديدة.
تعرض القائد عبد الله أوجلان لمؤامرة دولية، شاركت فيها أنظمة رأسمالية وأعوانها من الدول القومية، التي تطبق سياسات القوى العظمى المهيمنة على العالم، لأنها وجدت في مشروع القائد عقبة أمام تحقيق أطماعها الاحتلالية التوسعية، ومفتاحاً لإخراج الشرق الأوسط من أزماته العالقة. إلا أن القائد أوجلان استطاع إفشال هذه المؤامرة من سجنه في إمرالي عبر أطروحاته، التي باتت تشكل الشعلة، التي تقتدي بها شعوب المنطقة؛ لنيل حريتها.
استهداف الشعب في شخص القائد
فكر القائد أوجلان، وتطلعاته بينا لشعوب المنطقة أساس تاريخها، وجوهر حياتها المبني على العدالة والمساواة والديمقراطية، وقد مهد القائد لبناء نظام يمثل الشعب، ولكن القوى المهيمنة، التي كانت تسعى لمد نفوذها في المنطقة تعارضت مع مشروع أوجلان الديمقراطي؛ لتحرير كافة شعوب الشرق الأوسط من دول الاستعمار، ما أعاق سير خطتهم لحكم المنطقة بالحديد والنار، ولذلك تم استهداف القائد أوجلان.
وعلى الرغم من المؤامرة الدولية بحق القائد، تنامى فكر النضال التحرري، وتأثير حزب العمال الكردستاني على الشعوب المضطهدة عامةً، والشعب الكردي خاصةً، وهذا ما يبين فشل الاحتلال التركي بعزل القائد عن شعبه، فبالرغم من سجن جسده خلف القضبان، بقيت روحه وحبه للحرية طليقة تجوب؛ لتبعث القوة في نفوس الشعوب، التي عانت من بطش الاستعمار.
إذ تؤكد فاطمة حسن الجاسم، والدة الشهيد فيصل: أن المؤامرة الدولية استهدفت الشعب بشخصية القائد أوجلان: “لقد كانت حركة التحرر الكردستانية بقيادة القائد أوجلان، تمهد لإحداث تغيرات هامة وجذرية في منطقة الشرق الأوسط، وكان للحركة تأثير كبير على شعوب المنطقة لا الكرد فقط، ما هدد خطط الاستعمار، ولاسيما الاحتلال التركي”.
وعدت فاطمة، أن حرية المرأة والشعوب المضطهدة، تكمن بالحرية الجسدية للقائد، وزادت: “سعى القائد أوجلان من أجل حرية المرأة، ووحدت الشعب، فعلينا أن نصاعد وتيرة نضالنا؛ حتى ينال القائد عبد الله أوجلان حريته الجسدية”.
ودعت فاطمة الجاسم في ختام حديثها التنظيمات النسائية، للانتفاض من أجل تحقيق الحرية للقائد، ولسجناء جزيرة إمرالي: “إن ما يجري في سجن إمرالي ينتهك القوانين، والأعراف الدولية، فعلينا كنساء شمال وشرق سوريا، أن نوحد صفوفنا؛ لوضع حد لهذه الانتهاكات”.
