أمريكا وروسيا لا تُمانِعان الهجوم التركي بشرط أن يكون على نطاقٍ محدود

مركز الأخبار –

تحدثت تقارير إعلامية وصحفية عن آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بالهجوم التركي المحتمل ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وسلطت الضوء على موقف واشنطن وموسكو حيال التهديدات والهجوم المحتمل التركي.

وضمن هذا السياق، نشر موقع “العربي الجديد” تقريراً خبرياً مطوّلاً سلط من خلاله الضوء على موقف روسيا والولايات المتحدة الأمريكية من التطورات الميدانية المحتملة في شمال وشرق سوريا، وإمكانية أن تكون تركيا قد حصلت على الضوء الأخضر من قبل الروس والأمريكيين لشن هجوم جديد على شمال وشرق سوريا.

وأفاد الموقع في تقريره الخبري بأن القيادة الروسية والإدارة الأمريكية لن تعترضا على الهجوم المحتمل في حال نفذت أنقرة الشرط الذي بإمكانها تحقيقه.

وأوضح التقرير الخبري نقلاً عن مصادر مطلعة أن الشرط الروسي والأمريكي يتمثل بأن يكون الهجوم محدوداً وفي منطقة معينة، يتم التفاهم على كيفيته بين دولة الاحتلال التركي وكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، على غرار عملية ما سُميت بنبع السلام، التي تم بموجبها تم السيطرة على منطقتي سري كانيه وكري سبي المحتلتين.

وأوضح الموقع أن خلو التصريحات التي أدلى بها المسؤولين الأمريكيين حول التهديدات والهجوم من لهجة الوعيد والتهـديد بالعواقب، وإتباع الإدارة الأمريكية لهجة دبلوماسية لمخاطبة الجانب التركي يدل على عدم اعتراضهم على الهجوم بشكلٍ نهائي، لكن تؤكد أمريكا أنه يجب أن يكون الهجوم على نطاق ضيق وضمن شروط معينة، من أهمها أن تكون عملية محدودة.

ووفقاً للتقرير فإن ما يجري على الأراضي الأوكرانية قلل من فرص الولايات المتحدة الأمريكية للاعتراض بشكلٍ قوي على الهجوم التركي في شمال وشرق سوريا، حيث أن تركيا تتمسك بورقة انضمام “فنلندا” و”السويد” إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ولا تزال أنقرة ترفض انضمامهما بشكلٍ قاطع.

ونوه التقرير إلى إمكانية أن تسمح أمريكا لتركيا بشن هجوم بري محدود شمال وشرق سوريا، فيما تسميه بملء الفراغ الذي تركته روسيا في بعض تلك المناطق، لأنها لا تريد أن تحل محل الروس والإيرانيين.

وبيّن التقرير بأن القيادة الروسية كذلك الأمر أبدت موقفاً مشابهاً إلى حدٍ ما من الموقف الأمريكي، حيث لم تعترض على الهجوم التركي بشكلٍ واضح وصريح، وهي أيضاً تطالب تركيا بتحديد منطقة وجغرافية صغيرة للقيام بالهجوم عليها.

وأوضح الموقع أن روسيا تعتقد بأن تقدم وسيطرة تركيا في بعض المناطق التي يسيطر عليها حلفاء واشنطن شمال وشرق سوريا من شأنه أن يُضعف أولئك الحلفاء وهذه سياسة روسيّة مزدوجة، الأمر الذي قد يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تُعجل باتخاذ قرار الانسحاب من سوريا حسب الاعتقاد الروسي.

وحول ذلك يقول الخبير في الشؤون الروسية “د. نصر اليوسف: “بأن روسيا قد لا تعترض على الهجوم التركي إن حدث، نظراً للعلاقات الجيدة بين موسكو وأنقرة في الوقت الحالي على كافة الأصعدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً”.

واختتم الدكتور نصر اليوسف حديثه بقوله: “امتناع الجانب التركي عن الانضمام إلى العقـوبات الغربية التي تم فرضها مؤخراً على روسيا بعد الحرب على أوكرانيا، يعتبر ورقة رابحة بيد تركيا”، مشيراً أن أنقرة من الممكن أن تحصل مقابل هذه الورقة على تنازلات روسيّة تتعلق بالوضع الميداني في شمال وشرق سوريا، ولكن على أن يكون الهجوم على نطاق محدود”.