أكرم حسو: “اللجنة الدستورية لم تتجاوز الاتفاق على القواعد الإجرائية”

قال عضو المؤتمر الوطني الكردستاني أكرم حسو: “في الحقيقة إن المصالح الإقليمية على مفترق طرقها في الاجتماعات القادمة في ظل التصعيد العسكري الذي يجتاح الشمال السوري. المباحثات التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون مع حكومة دمشق والائتلاف المعارض بخصوص اللجنة الدستورية هي جرعة أخرى من وهم الحل السياسي”. وأضاف: “إن الهالة الإعلامية والإقليمية لحدث تشكيل اللجنة الدستورية لم تتخطَ على أرض الواقع حدود الاتفاق على القواعد الإجرائية لعمل اللجنة الدستورية، ونحن في الإدارة الذاتية وفي مجلس سوريا الديمقراطية دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه، ويجب أن نعتز بقوتنا تلك القوة التي قضت على مرتزقة داعش عسكرياً وجغرافياً وحررت كامل مساحة شمال وشرق سوريا”.

حديث أكرم حسو جاءَ ذلك في حوارٍ أجرته وكالة آدار برس معه. وهذا هو نص الحوار:

ـ شهدت الأيام القادمة جولات عدة من المباحثات السياسية والدبلوماسية بين أطراف دولية وإقليمية، ومنها جولة آستانا، ما قراءتكم لذلك؟

في الحقيقة إن المصالح الإقليمية على مفترق طرق في الاجتماعات القادمة في ظل التصعيد العسكري الذي يجتاح الشمال السوري منذ انتهاء أستانا 12 تحتضن دولة الاحتلال التركي ثلاث قمم هامة ومفصلية، الأولى محادثات آستانا 13 الذي عُقد في الأيام القليلة الماضية، بالإضافة لعقد القمة الرئاسية لضامني آستانا بين بوتين وأردوغان وروحاني في أواخر آب الجاري، وتعقبها مباشرة القمة الرباعية بين بوتين وأردوغان وماكرون وميركل، وذلك حسبما صرّح به الرئيس التركي في كلمته التي ألقاها خلال استقباله رؤساء تحرير مؤسسات إعلامية تركية الأحد 14 من تموز الحالي، لذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذه الاجتماعات هي لتشكيل اللجنة الدستورية، أم ستكون لأجل تحديد ملامح وطرق مصالح تلك الأطراف، وبالطبع ستصب نتيجة هذه الاجتماعات في الخانتين التي ذكرتهما آنفاً.

ـ كيف ترون نتيجة المباحثات التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون مع حكومة دمشق من جهة، والائتلاف المعارض من جهة أخرى، بخصوص اللجنة الدستورية؟

باعتقادي هي جرعة أخرى من وهم الحل السياسي في ممارسة العصا العسكرية والجزرة السياسية الروسية في أستانا إدلب، والتي إن دلت على شيء، فهي تدل على حجم الضغوطات على طرفي الصراع، دولة الاحتلال التركي التي أبدت مرونة عالية توضحت بقبول الائتلاف لشروط بيدرسون، والنظام السوري الذي وإن ساير الموقف الروسي مكرهاً، إلا أنه لن يتخلى عن الحل العسكري الذي يؤمن به لصالح الحل السياسي مهما تضاربت المصالح، فكل الهالة الإعلامية والإقليمية لحدث تشكيل اللجنة الدستورية لم تتخطَ على أرض الواقع حدود الاتفاق على القواعد الإجرائية لعمل اللجنة الدستورية ليس أكثر، في الوقت الذي رُبط موعد انطلاقة عمل اللجنة ليتقرر بناءً على مخرجات عمل اللجان المشتركة فيما بين الأطراف الثلاث الضامنة في أستانا 13 الذي عقد بتاريخ الأول والثاني من آب.

ـ أشار ممثلو مجلس سوريا الديمقراطية إلى مساعي لانعقاد مؤتمر جامع لقوى المعارضة السورية ليشمل العديد من الأطراف لحل الأزمة السورية، ما تعليقكم على ذلك؟

أولاً، إن التحاور مع الذات شيء جيد، ومن الجيد تكرار المحاولات لٌلم شمل المعارضة الديمقراطية الداخلية والخارجية، بهدف الوصول لسوريا لكل السوريين خاصةً في هذه المرحلة الجديدة ما بعد الباغوز، ولكن أي معارضة نتحاور معها لأجل حقوقنا وحقوق الآخرين. الحركة الإخوانية المداره تركياً وقطرياً أم الائتلاف الشوفيني المحتل لعفرين، ومرتكب مجازر تل عران وتل حاصل أم هيئة التنسيق الوطنية المشاركة مع الائتلاف بالبيان الذي يدين وحدات حماية الشعب بالإرهاب والتغيير الديمغرافي، بباريس عام 2015 أم منصة القاهرة ذات الوجه المصري الروسي، أم تيار قمح برئاسة هيثم مناع المحتج على فيدرالية شمال سوريا، أم الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بقيادة قدري جميل الناكر لأصله وحقه الكردي، أم تيار بناء الدولة الذي يعد جزءاً من معارضة الداخل المقبولة من النظام، أم حزب سورية الوطن وحزب الشباب وهيئة العمل الوطني الديمقراطي المعتبرون الظل السياسي للنظام السوري، أم منبر النداء الديمقراطي المعتبر معارضة باريس الفندقية، أم تجمّع بيان قرطبة برئاسة رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب، أم مع معارضون مستقلون أمثال ميشيل كيلو غليون وخالد المحاميد وأحمد الجربا وغيرهم الكثير. أما نحن كإدارة ذاتية وكمجلس سوريا الديمقراطية مشروعنا واضح للجميع، وعملنا هو ما أدخلنا التاريخ من أوسع أبوابه، لأننا مؤمنون بالتعايش المشترك وأخوّة الشعوب والتاريخ المشترك، لذلك يجب أن نعتز بقوتنا التي حققنا من خلالها الكثير، وهذا ما يشهد به الجميع، يجب أن نتحاور ونتفاوض مع محركات فواعل تلك المعارضات الظلية لكي نحافظ على قوتنا وشموخنا وانتصاراتنا التاريخية، التي باتت حديث العالم أجمع. نعم هذه المحاولات جيدة وجديرة بالاهتمام والمتابعة لأجل سوريا، ولكن المهم والأهم وقبل تلك الورشات هو التحاور والتفاهم مع الذات التي شاركتنا هموم ومأسي الأجيال السابقة، بغية تشكيل جبهة قوية ومتينة غير قابلة للاختراق والتصدع، وقادرة على القيام بمسؤولياتها في الدفاع عن المنطقة والحفاظ على الأمن والمكتسبات التي تحققت، وما نعانيه حالياً هو بسبب احتواء الآخرين الرافض لوجودنا القومي والإنساني معاً.