أعمالٌ تلفزيونيًّة رديئة وشاشاتِ رمضان هذا العام

حسام اسماعيل  –

تشهد البرامج والمسلسلات والأعمال المعروضة في رمضان هذا العام، على شاشات التلفزة العربية والمواقع الإلكترونية المرتبطة بها، تدني ملحوظ وفاضح في الإداء سواء من ناحية النوعية والطريقة الفاحشة والمتدنية التي يتم فيها عرض البرامج والمسلسلات، والسيناريوهات التي بدأت تدرج الألفاظ البذيئة والنابية علناً ومن دون تشفير، إلى جانب التصرفات المسيئة للمشاهد، كعرض المشاهد التي تخل بالآداب العامة وبخاصة في رمضان، والغير أخلاقية وتعاطي المخدرات وشرب الكحول والتدخين بشكل علني، والتي كانت محظورة لسنوات عدة.

فموسم شهر رمضان بالنسبة للمنتجين يُشكل أكبر موعد لعرض الإنتاجات الضخمة التي يصرف منتجوها ملايين الدولارات بغية تحقيق الربح، والتسابق لإنتاج أعظم البرامج والإنتاجات الدرامية وغيرها من البرامج الأخرى، من دون مراعاة المعايير التي يجب التي تتوخى في إنتاجات الأعمال والبرامج التلفزيونية، فعلى سبيل المثال في برنامج (رامز جلال) الذي تعرض للكثير من النقد يصور البرنامج تعرض الضيوف الذين هم على معرفة مسبقة على ما يبدو بخدعة البرنامج المبنية على تعرضهم للخطر حتى مع المستويات العالية من الأمان في التصوير، إلى جانب الكلمات النابية والبذيئة التي تعرض على ملايين المشاهدين في العالم، وتصوير ظروف التعذيب المفترضة، والطلب تحت التهديد وغيرها من الوسائل التي تم استخدامها لرفع مستوى الإثارة في البرنامج، بغرض حصد المزيد من الأرباح التي تعود إلى جيوب الضيوف ومنتجي البرنامج، وهناك الكثير من هذه النوعية الرديئة من برامج ومسلسلات.

ولنفرض جدلاً بأن هذه البرامج والمسلسلات للترفيه فقط وتضييع الوقت، وأننا لا نستطيع التحكم في كل ما يعرض علي الشاشة مع تقديم الأمثلة طبعاً، ولكن  الطامة الكبرى هي خطرها على الأطفال والمراهقين من معجبي بعض هذه البرامج، وبخاصة أن الكثيرون منهم لا يميزون بين المفيد والضار منها، ومما لا شك فيه أننا سنجد العديد من الأطفال يقلدون هذا الفكر أو الأساليب التي تظهر، ويستخدمون أسلوب الإذلال والترهيب والتخويف فيما بينهم، وللأسف بدلاً من أن تكون البرامج والمسلسلات هادفة، وتحتوي فكراً راقياً للمجتمع أصبحت خطراً عليه، وأصبحت مشاهدتها ضرورة وواجب علينا ليس للترفيه، ولكن لأخذ الحذر من محتواها، ولتحذير، وتوعية أطفالنا منها.

الكثير من هذه البرنامج وللأسف تعرض على شاشات التلفزة بكثرة من دون رقيب ولا حسيب، والهدف الأساسي منها لم يبنَ على أي معيار من المعايير المتبعة في الإنتاج التلفزيوني والإعلامي على العموم، بل تحقيق الربح فقط والإثارة من دون النظر الى العواقب على الشرائح المجتمعية التي تشاهد مثل هذه البرامج والمسلسلات.

لذلك يجب على كافة الجهات المعنية بالإنتاج التلفزيوني والإعلامي على العموم التشدد بالمعايير الأخلاقية والمهنية والآداب العامة، واحترام عقول المشاهدين والتقيد بتقاليد المجتمع وقيمه، واستبدال هذه الأعمال الرخيصة بأخرى تحتوي على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة، وترتقي بالذوق والجمال في المجتمع، فيما يعرض من أعمال سواء مسلسلات أو إعلانات، وعدم اللجوء الى الألفاظ البذيئة وفاحش القول، والحوارات المتدنية والسوقية واحترام عقول المشاهدين والمتابعين والتذرع بأن هذا هو واقع الحال هو تملص من المسؤولية المهنية الملقية على عاتق هؤلاء، فالوسائل الإعلامية لها دورٌ كبيرٌ في توجيه الرأي العام، وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات، بدل نشر المبادئ الأخلاقية السيئة، والمساهمة في إفساد الأجيال الناشئة التي تتخذ من مقدمي وممثلي هذه الأعمال قدوةً لهم.