محمد فهمي: “الدلائل تؤكد أن تركيا لعبت دور الممول والداعم للإرهاب”

كشف رئيس تحرير صحيفة “ذا انفستيجيتيف جورنال – تي آي جيه” البريطانية محمد فهمي عن إطلاق النسخة العربية من تي أي جيه لتستكمل رحلتها في الكشف عن جرائم تركيا وأفعال أردوغان، وفي أول تقاريرها يرصد الصحفي كريس راي تفاصيل عملية تهريب الأسلحة في سوريا. 

من مهامه الأساسية تهريب الأسلحة إلى سوريا

فداء مجذوب اسم غير شائع ولم يحدد تقرير الشرطة ولا “نورديك مونيتور” جنسيته أو أدواره خارج شبكة الأسلحة المزعومة، وأمكن لصحيفة “ذا انفيستجيتيف جورنال (تي آي جيه)” أن تكشف أن فداء مجذوب إمام أسترالي بارز عمل كمحاضر جامعي في سيدني قبل أن يصبح المتحدث الرسمي باسم “المجلس الوطني السوري”، وهي جبهة سياسية مقرها تركيا.

وتحدث رئيس تحرير صحيفة ذا انفستيجيتيف جورنال البريطانية محمد فهمي عن فداء المجذوب بالقول: “في عام 2011، عندما سقطت سوريا في حالة من الفوضى والحرب؛ انتقل الدكتور مجذوب إلى تركيا التي كانت في سبيلها للتحول إلى قاعدة دعم للتمرد ضد الرئيس بشار الأسد. وسرعان ما برز الدكتور مجذوب كمتحدث باسم “المجلس الوطني السوري” الذي ضم مؤيدوه الأجانب الأقوياء في البداية وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وأمير قطر”.

 ويتابع فهمي حديثه: “ثبت أنه مورد للأسلحة، وأدرج رقم هاتفه المحمول التركي، وهو رقم الهاتف نفسه الذي استخدمه الدكتور مجذوب للإجابة، عبر تطبيق “واتساب”، على أسئلة كاتب هذا المقال، وكان على اتصال أيضاً مع علي موسى عبد الله الجبوري الذي كان يستعد لإرسال أسلحة إلى المعارضة في سوريا. كما تضمنت قائمة اتصال الدكتور مجذوب كلا من إبراهيم كالين، وسيفر توران، وهما كبار مستشاري رئيس الوزراء آنذاك أردوغان، قبل أن يصبح رئيساً لتركيا منذ أواخر عام 2014 وهذا ما يدل على العلاقة الوثيقة بينه وبين القادة الأتراك”.

وأضاف: “بالإضافة لعضويته في “المجلس الوطني السوري”، كان الدكتور مجذوب المتحدث باسم “المجلس الإسلامي السوري” عند تشكيله عام 2014، وكان الهدف أن يصبح (المجلس الإسلامي) المرجع الديني السني للمعارضة المنقسمة في مواجهة الأسد. وبعد أربع سنوات، في آذار 2018، أصدر “المجلس الإسلامي السوري” فتوى أو مرسوماً دينياً يبرر قتل المقاتلين الكرد على يد المرتزقة المدعومة من تركيا، فقد ارتكبوا فظائع عندما غزوا عفرين في آذار 2018″.

 أياديه ملطخة بدماء الكثير من السوريين الأبرياء

وتابع فهمي قائلاً: “في كانون الثاني 2013، اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، الدكتور مجذوب بالتورط في اختطاف نساء وأطفال خلال مذبحة قام بها المتمردون ضد المدنيين في اللاذقية قبل أربعة أشهر، وتوصلت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن المتمردين قتلوا ما لا يقل عن 190 مدنياً واحتجزوا أكثر من 200 – معظمهم من النساء والأطفال.. لم يقدم الزعبي أي دليل على تورط الدكتور مجذوب باستثناء الإشارة إلى استخدامه المزعوم لشبكات الهاتف الأسترالية خلال هجوم اللاذقية، ونفى مجذوب أن يكون متورطاً في ذلك. وذكر عنوان لإحدى الصحف أنه كان “الإمام الاسترالي المحترم الذي لطخه نظام الأسد، ومع ذلك، بعد 17 شهراً من المجزرة، ظهر الدكتور مجذوب كمفاوض بين الحكومة السورية والمرتزقة الذين ما زالوا يحتجزون معظم النساء والأطفال المختطفين، وقال موقع “زمان الوصل” الإخباري المؤيد للمعارضة إن الدكتور مجذوب قد “قبله المتمردون لإنهاء المأساة الإنسانية” عن طريق التفاوض على تبادل الأسرى”.

وأردف فهمي بالقول: “ظهر الدكتور مجذوب في وسائل الإعلام إثر هجوم على بلدة “كساب” ذات الأغلبية الأرمنية في شمال سوريا في آذار 2014، وكان فرع لتنظيم “القاعدة” من بين الجماعات المتمردة التي هاجمت البلدة وأحرقت كنائسها، ووفقا لصحيفة “ديلي صباح” التركية التي تسيطر عليها الحكومة والتي تعاطفت مع المعارضة السورية، فقد نظم الدكتور مجذوب عملية “إخلاء” (أطلقت عليها مجموعة أرمنية اسم اختطاف) لمجموعة من كبار السن من الأرمن من قباب إلى تركيا، حيث ظهروا في دعاية الحكومة التركية”.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور مجذوب قوله: “لقد استولينا على المدينة كجزء من استراتيجيتنا الحربية، لقد ساعدنا كبار السن وأرسلناهم إلى تركيا”، وكل الدلائل تدل على تورط المجذوب في قصة تهريب الأسلحة من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا، إن ذلك يوسع مزاعم التورط خارج نطاق المتطرفين المرتبطين بالقاعدة ليشمل الجناح “المعتدل” للمجاميع السورية التي توالي تركيا.

وتابع فهمي: “المجذوب أكد لصحيفة “تي آي جيه” أنه سافر إلى ليبيا وأنه متورط بعدة قضايا تهريب سلاح، لكنه لم يُجب على أسئلة حول أنشطته هناك، ونفى تورطه في تهريب الأسلحة أو في التعاون مع جماعة بن علي، وكان مجذوب الشخص الوحيد الذي ورد اسمه في تقرير الشرطة باعتباره يلعب دوراً في مجموعة “بن علي”، بينما كان على اتصال أيضاً بالأعضاء المؤثرين في إدارة أردوغان بشكل متواصل، يبدو أن الشرطة كانت تراقب مكالماته الهاتفية مع مساعدي أردوغان. إذا لم يكن نقل أسلحة، فماذا ناقشوا إذن؟”.

وختم رئيس تحرير صحيفة “ذا انفستيجيتيف جورنال – تي آي جيه” البريطانية محمد فهمي حديثه بالقول: “تعيد هذه التطورات إحياء الأسئلة السابقة حول الدكتور مجذوب وعلاقته بالمجلس الوطني السوري وبالمجموعات التي تدعمها تركيا الذين ارتكبوا فظائع ضد المدنيين العلويين والأرمن والكرد، وغيرها من الجرائم بدعم واضح من تركيا عبر الحدود، ونظرا لتورط السلطات التركية في كل هذه الأحداث، فمن غير المحتمل أن يُطلب من الدكتور مجذوب تفسير دوره، على الأقل في الفترة القادمة”.