سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أسرار “إيطاليا الخفية” في رحلة الجغرافيا والتاريخ… قبل كورونا

وكـــالات –

لعلها واحدة من الصدف الغريبة، أن يصدر كتاب “إيطاليا الخفية” للكاتبة اللبنانية المقيمة في إيطاليا هدى سويد، غداة انتشار وباء كورونا في أرجاء البلاد وإحداثه كارثة مأساوية نادراً ما شهد تاريخها ما يماثلها في فظاعتها ورهبتها. ولئن صدر الكتاب بعد شيوع هذا الوباء في بلاد دانتي ودافنشي ورافايلو (دار بيسان 2020)، فالكاتبة أكبّت على تأليفه منذ سنوات بعدما جابت أنحاء البلاد، مدناً وسواحل وأريافاً وقرى، مدوّنةً ملاحظاتها وانطباعاتها، ساعيةً إلى أن يكون كتابها بمثابة رحلة شاملة، في الجغرافيا والتاريخ والعمران والفن والأدب. والعنوان الذي اختارته يبدو جاذباً فعلاً وحقيقياً، فهي تقدم للقارئ مشهداً، بل مشاهد مختلفة وغير مألوفة لإيطاليا المعروفة والمجهولة في آن واحد، معتمدة مرجعين، الأول هو شخصي في ما يعني من سفر وتنقل ومعاينة بصرية واحتكاك مباشر مع ما تكتب عنه، والثاني معرفي قائم على البحث في التاريخ والفنون وسائر العناصر المعرفية. وهكذا، تمكّنت الكاتبة كما تقول في مقدمتها من “تسليط الضوء على جوانب غير معروفة في إيطاليا، وتناول مواضيع بعيدة إلى حدٍّ ما عن مواضيع المدن الكبرى، والتركيز على إيطاليا الخفيّة أو المستترة بما فيها من مدن صغيرة، بلدات وقرى، عادات وتقاليد بعيدة من الدعايات السياحية”. وفعلاً من يقرأ الكتاب يدرك فوراً أنه ليس إزاء كتاب سياحي أو تحقيق صحافي يساعده في اكتشاف إيطاليا جغرافياً وتاريخياً، بل يجد نفسه أمام كتاب إبداعي يقوده في ما يشبه رحلة جمالية وأدبية وفكرية إلى إيطاليا في مختلف وجوهها الحضارية والفنية.
وما تجدر الإشارة إليه أيضاً هو أن هدى سويد تبدو كأنها حفيدة الأمير اللبناني فخر الدين في رحلته الشهيرة إلى إيطاليا والتي دوّن خلالها ملاحظات وانطباعات صدرت لاحقاً في كتاب عنوانه “رحلة الأمير فخر الدين إلى إيطاليا 1613- 1618″، وقد أعادت دار السويدي والمؤسسة العربية نشره في تحقيق أنجزه قاسم وهب.
كان الأمير حينذاك في ما يشبه المنفى الاختياري الذي دام خمسة أعوام، وقد توقف فخر الدين عند العادات وطرائق العيش وطقوس الأعياد والمواسم والملابس والأطعمة وحتى عند اللغة ومصطلحاتها بالإضافة إلى العمارة والفنون والثقافة.
قد تكون رحلة هدى سويد واحدة من إحدى الرحلات الطويلة والشاملة إلى إيطاليا المعروفة والمجهولة، التي قرأنا عنها ولم نقرأ، خصوصاً في اللغة العربية. وتبدو في ما كتبت أنها لم تقصد الترحال بين المدن والقرى بهدف السياحة، بل وضعت نصب عينيها منذ اللحظة الأولى، أن الرحلة ستكون مادة لكتاب، في مسار جغرافي وثقافي وفني. وممّا ساعدها هو أنها تعيش في إيطاليا منذ أكثر من عقد، وتُلمّ بروحية الأمكنة، وتقول هدى في هذا الصدد إنها لم تعوّل كثيراً على مصاعب البدايات: “كانت عبارةً عن انطلاق من نقطة صفر في بلد حمل الكثير من المفاجآت، من دون أن تستنزف أو تستوقف الأحلام”. وقد صادفها منذ مجيئها إلى إيطاليا ما تسمّيه “انقلاب” المكان من كونه حيّزاً جغرافياً ساحراً كما رسمته في مخيلتها، إلى فضاء قلق وغير مستقرّ اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. وتقصد الصعوبات، بل التحدّيات التي واجهتها إيطاليا سواء بمفردها أو داخل المجموعة الأوروبية، وفي مقدمها صدور العملة الموحّدة (اليورو) في الأول من كانون الثاني 1999 وما أعقبه من  مشاكل على الصعيدين السياسي والمالي، إضافةً إلى أن إيطاليا لم تكن مهيّأة للانفتاح على الأجنبي، وهي الدولة السابعة صناعياً على المستوى العالمي والثالثة أوروبياً بعد ألمانيا وفرنسا، إلى كونها البلد الأكثر غنى في المتاحف والكنوز الفنية.

البلاد المتميزة
وبعد تطرّق سويد إلى التحديات الكثيرة التي عاشتها وتعيشها إيطاليا، مرحلة تلو أخرى، تخلص إلى أن إيطاليا “بقيت فريدة  بتمايزها وتنوّعها اللّذين من الصعب أن يتكررا بين إقليم وآخر، فلكلّ مقاطعة تباينها المجتمعي وخصوصيتها التاريخية، الاقتصادية والحضارية” وما تختزن من تنوع لغوي وسلوك وعادات وقيم، إضافةً إلى نتاج فكري وثقافي وإبداعي. وتقول سويد إن إيطاليا لم تصنعها روما والمدن الكبرى فقط، وإنما كل أقاليمها وقراها.
زارت هدى سويد معظم الأقاليم بدءًا من ليغوريا، حيث تقيم وقد جعلت بيتها هناك بمثابة “استراحة المقاتل”، تعود إليه قليلاً بعد غياب. أما المدن المعروفة والمستترة، القريبة أو النائية، التي زارتها وحطّت رحالها في ربوعها، فهي بدءًا من أقاليم شمال ـ ناهيك عن  جمهوريتي “سان مارينو” و”الفاتيكان” المستقلتين بحكم ذاتي.
 ومثلما أن رحلة سويد هي سفر في المكان أو الجغرافيا، فهي شملت في الوقت ذاته تاريخ إيطاليا عبر عددٍ كبيرٍ من آثارها التي تركتها الحضارات القديمة من إغريقية، فينيقية، أتروسكية، رومانية، بيزنطية، إسلامية، والحديثة من إسبانية وفرنسية… اطّلعت سويد كما تقول، على جذور إنسانها القديم وحضاراته كـ “النوراغية” في سردينيا، و”السيكولي” في صقلية و”الليغوري” في ليغوريا… زارت المدن الكبرى مثل روما، ميلانو، جنوى، فلورنسا، سيينا، صقلية، نابولي، وزارت أيضاً بقايا مدن  تاريخية مثل بومباي. وفي هذا المسار، أُتيح لها أن تشاهد الآثار بل الروائع الفنية الثقافية من نحت وتشكيل، فإيطاليا تختزن 30 في المئة من الإرث الثقافي عالمياً، وقد أُدرج نحو 45 موقعاً فيها، على قائمة الإرث الثقافي والإنساني لليونسكو.
تسرد سويد زيارتها إلى المتاحف البارزة، كمتحف الفاتيكان الذي يُعدُّ ينبوع الفن الديني، ومشاهدتها لفنون عصر النهضة في غاليري “أوفيزي” و”الأكاديميا” في فلورنسا، وغاليري “بورغيزي” في روما.
مدن وأسرار
وتروي كيف عرّجت على مناطق صُوّرت فيها أجمل الأفلام الإيطالية والعالمية، ومن مخرجيها: فيتوريو دي سيكا، لوكينو فيسكونتي، روبرتو روسوليني، فديريكو فلليني، بيار باولو بازوليني وسيرجيو ليوني… شاهدت أيضاً بركان الـ”فيزوفيو” وما نثر من رماد في مدينة بومباي، وسارت فوق فوهة بركان الـ”أتنا” الهامد في صقلية وفي وادي معابدها، زارت ضريح أركميدي، منحوتة الـ”ساتيرو” والمسارح الإغريقية والرومانية، ومتّعت عينها في فن زجاج  المورانو في فينيسيا وفن السيراميك في أبرز مدنه. وشاهدت أعياداً ومهرجانات دينية وشعبية.
يصعب فعلاً اختصار هذا الكتاب الذي ينتمي في وقت واحد إلى أدب الرحلة وأدب اليوميات والانطباعات، فهو حافل بالوقائع والمشاهدات، خصوصاً أن كاتبته جابت رقعة جغرافية هائلة تضم ما تضم من مدن وقرى وشواطئ ومتاحف ومعارض وقصور ومنازل فنانين وادباء. وقد اعتمدت سويد أسلوبا يجمع بين السرد والوصف والتوثيق والتحليل، ما جعل القارئ يقبل عليه بمتعتين: متعة الاكتشاف ومتعة السرد. وقد نشرت في ختام الكتاب ألبوما من الصور الجميلة التقطتها بكاميرتها بعينٍ مرهفة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle