أدب الثورة بقلم المرأة

بيريفان خليل –

ما عُرِف عن ثورة روج آفا هو قيادة المرأة لهذه الثورة والنضال من أجل نيل حقوقها وحقوق شعبها فكانت صوتاً للحق لجنسها ولشعبها معاً، حيث تولت ريادة المجالات كافة لتسطر بذلك تاريخ طويل لمسيرتها النضالية ضمن ثورة فريدة من نوعها رفعت شأنها كامرأة. وكان المجال الثقافي إحدى تلك المجالات التي سعت لتقدمها.

والمرأة عُرفت منذ القِدم بحمايتها لثقافتها وفلكلورها من الاندثار من خلال القصص القصيرة التي كانت تحكيها لأبنائها وأحفادها لتحافظ عليها بهذه الطريقة من الانحراف والضياع، وكذلك عن طريق الأغاني الشعبية التي كانت ترددها وهي تهز سرير أبنائها.

اليوم عندما يُنظم مهرجان باسم “جلاله خانم لورستاني” تحت شعار “الثورة القادمة هي ثورة الفكر” وتشارك فيها المرأة بنسبة تتجاوز 50% وتفوز بالمستوى الأول باستطاعتنا القول بأن ثورة روج آفا كانت حقاً ثورة المرأة، ثورة الفكر الحر.

فقد شاركت المرأة بالمهرجان الثقافية والفنية كلها التي أقيمت ضمن الثورة وكان لها حضور ودور مميز سواء كعضوة ضمن لجنة التحضير والتحكيم أو كمشاركة وهذا الدور مد لها طريق النجاح لتشارك بمزيد من التألق ولتظهر اليوم تألقها وأدبيتها ضمن مهرجان “جلاله خانم لورستاني” وسلطت بذلك الضوء على أدب الثورة.

مركز شوبدارين روجيه أعلن عن هذا المهرجان وفتح باب الترشيح للدورة الأولى للمشاركة بقصص أدبية ثورية لذا كانت للمرأة دفع قوي نحو المشاركة في هذا المهرجان لتبرز بذلك قلمها لكتابة فنها وأدبها بقلم حر عن ثورة لا مثيل لها، ثورة تقودها بنفسها وتحاول تغيير القوالب الدوغمائية من الجذور، لتعبّر عن مفهوم الحرية بكل شفافية، ومصداقية.

فسردت الأديبة في المهرجان قصص المقاتلين والمقاتلات ضمن صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة لتعبّر بذلك عن التضحيات التي قدموها في سبيل حماية أرضهم من المرتزقة فكان لهم ذلك. هؤلاء الذين وثقوا التاريخ ببطولاتهم كُتِب عنهم أقلام حرة بشكل أدبي.

رغم كل هذا التقدم لدى المرأة في المجال الثقافي إلا إن المرأة بحاجة إلى دفع وتيرة التقدم والتطور في هذا المجال لكي تسد النواقص والثغرات التي مازالت موجودة في عملها الثقافي، فتفادي الأخطاء والنواقص يودي بإنتاجها نحو الكمالية.

فلنسعى معاً أيتها النساء نحو التقدم في كل مجال ولعل الفكري والثقافي في بدايتها ولتتوحد موقفنا وإنتاجاتنا لنمضي معاً نحو دروب النصر والنجاح ولنتقدم بثورتنا الحرة لنصل إلى غايتنا التي تشكل المساواة والديمقراطية والأخلاق أساسها.