تقرير/ إيفا ابراهيم-
روناهي/ قامشلو- المُخيم الّذي تُعَدّ دولة مرتزقة داعش المُصغَرة نهايته مَجهولة حتى الآن، كونه يضمُ عوائِل المتطرفين من عشرات الدّول حول العالم غالبيتهن نساء يتميزنَّ بوحشيّة المتطرفين.
القنبلة الموقوتة التي تكاد أن تنفجر في أي لحظة هي خلف أسوار مخيم الهول الذي يقع على بعد 45 كم شرق مدينة الحسكة ويعتبر أكبر مخيم في شمال وشرقي سوريا والأكثر خطورة، كونه يحتضن عوائل مرتزقة داعش الذين تم إجلائهم من المناطق التي كانت تسيطر عليها مرتزقة داعش مؤخراً، وذلك في آذار من العام الفائت.
يحتضن مخيم الهول اللاجئين العراقيين النازحين من مناطقهم نتيجة ممارسات المرتزقة في الموصل، إضافةً إلى استقباله للنازحين السوريين من مناطق سورية أخرى، وفي الآونة الأخيرة ومع توصل قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور بتحرير المدنيين تم نقلهم إلى المخيم، وكذلك تم نقل عوائل مرتزقة داعش معهم إلى المخيم، لهذا السبب هناك أعداد ضخمة من اللاجئين المقيمين في المخيم.![]()
توزيع اللاجئين ضمن المخيم بشكلٍ مُنظم
أن الأعداد النهائية للاجئين ضمن المخيم الهول هي ما يقارب (73) ألف شخص، موزعين ضمن المخيم في القطاعات على الشكل التالي: اللاجئين العراقيين في القطاعات “الأول والثاني والثالث والسابع”، أما القطاعات التي تضم اللاجئين السورين هم؛ “الرابع والخامس والسادس والثامن”، وقطاع خاص لنساء داعش أجنبيات من 48 جنسية مختلفة.
وبقرار من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإعادة العوائل السوريّة ممن لم تكن لهم صلة بمرتزقة داعش إلى مناطقهم، لذا سيّرت إدارة مخيم الهول ست عشر رحلة موزعة بين مناطق دير الزور والرقة والطبقة ومنبج والحسكة حتى إعدادنا التقرير التالي، بكفالة من عشائر المنطقة، إضافةً إلى إعادة عوائل المرتزقة من جنسيات أجنبية (كوسوفو، البانيا، كازخستان، أوزبكستان) والعديد من الأطفال اليتامى عن طريق مكتب العلاقات الخّارجيّة التّابِع للإدارة الذّاتيّة لشمال وشرق سوريا لبلدانهم.
أما الآن عدد القاطنين في المخيم بحسب الإحصائيات هي كالتالي:
الفئة الأشخاص العوائل
السوريين 26844 7260
العراقيين 30957 8408
المهاجرات 10085 2944
وحسب ما أفادتنا به الإدارية في مخيم الهول همرين الحسن بأنه يوجد (14) مدرسة وأربع روضات داخل المخيم تقوم بتعليم الأطفال، ولكن هذه المدارس غير كافية، حيث هنالك سبعة آلاف طفل بحاجة إلى تعليم حسب قولها.
كما أن هناك (34) منظمة وجمعية تعمل داخل المخيم، ومنها المنظمات التي تعمل في مجال التوعية مثل؛ “السلام، المودة، irc ، إنقاذ الطفل، مارافرام، ولكن أغلبها لا تقدم ما يكفي لحاجة المخيم وهي موجودة بالاسم فقط.
يسعينَ لإعادة الفكر المتطرف..
بالرغم من هزيمة مرتزقة داعش جغرافياً، لكن النساء الداعشيات في مخيم الهول لم يغيرن فكرهن، وتزامناً مع الغزو التركي على مناطق شمال وشرقي سوريا مُنذ التاسع من تشرين الأول عام 2019, ولا سيما بعد محاولات نساء مرتزقة داعش من تنظيم أنفسهن ومحاسبة كافة قاطني المخيم الرافضين للفكر الداعشي. تزايدت حالات القتل المتعمد التي تنفذها المتطرفات بالمخيم، وهذا الأمر يشكل تهديداً على حياة الآلاف من النازحين السوريين والعراقيين الذين يقطنون في المخيم، وليس على المخيم بل على العالم أجمع كونهن متمسكات بفكرهن ويسعين لنشره.
تشكيل “حسبة” داخل المخيم
وقد صرحت لصحيفتنا روناهي الإدارية في مخيم الهول “همرين الحسن” بهذا الخصوص قائلةً: “نعاني
بشكل كبير من التعامل مع النساء الداعشيات كونهن متشددات كثيراً للفكر المتطرف، فالمنظمات العاملة في مجال التوعية لا تقوم بدورها على أكمل وجه، بل الكثير منهن يؤثرنَ على المنظمات ويحاولن كسب التعاطف، كما أن النساء النازحات داخل المخيم يتم محاربتهن من قبل المتطرفات، إضافةً إلى أن الكثير منهن يعملن في لجان الحسبة بشكل سري”.
وأكدت همرين بأن النساء الداعشيات ارتكبن العديد من الجرائم داخل المخيم، وللحد منها قامت الجهات الأمنية باتخاذ العديد من التدابير الأمنية، وذلك بزيادة عناصر الجهات الأمنية وتكثيف الدوريات ليلاً، ورفع طلب لزيادة المراقبة الليلية، حيث يتم وضع النساء داخل السجن ممن ارتكبن جرائم داخل المخيم.
حديث رسمي حول المخيم
بطبيعة العمل ضمن الإدارة الذّاتيّة فإنَّ قوى الأمن الدَّاخلي “قوات الآسايش” يقع على عاتقها حفظ الأمن والاستقرار داخل المُخِيّم والمُدن بشكلٍ عام، مما دفع قوى الأمن الدّاخليّ لتشديد الحِراسة الأمنيَّة للمُخيّم ومحيطه بشكلٍ عام خشيَةَ فرار نساء مرتزقة داعش خارجه وتنفيذ عمليات تخريب وفوضى في بعض المُدن، هذا ما قاله المتحدث الرسمي باسم قوى الأمن الداخلي “علي الحسن” في بداية حديثه.
وأكد الحسن بأن المُخيَّم شهد أكثر من حالة اعتداء طالت قواتهم الأمنيّة الّتي تقف على حماية المُخيّم من خلال الطّعِن بسكاكين أو آلات حادّة أُخرى، وكذلك عثرت قواتهم على جثة لاجئ عراقي داخل المُخيّم قُتل طعناً بسكين في الثامن من شهر شباط الحاليّ بتهمة الرِّدة، ولاسيما حالات حرق الخيم، إضافةً إلى ترديد شعارات مواليّة للمتطرفين وتوعُّد بالانتقام بسبب المؤامرة المُحاكة ضدّ المرتزقة على حدِّ زعمهنَّ.
