سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إرادة المرأة قادرة على بلورة واقع مثالي ومجلس المرأة بمنبج نموذجاً

روناهي/ منبج ـ كان تأسيسه من قبل الإدارة المدنية الديمقراطية سابقة غريبة من نوعها؛ ذلك أن تأسيس المجلس انقلاب فكري وثورة أيديولوجية في مدينة منبج وريفها، منذ ٨/٣/٢٠١٧م يمثل هذا التاريخ بوابة للفكر الحر، وثورة أخلاقية قوية على المستويات كافة من خلال حملات التوعية، والمحاضرات، والندوات، وعقد الاجتماعات مع نساء المدينة والريف على حد سواء.
وبهذا الخصوص؛ التقت صحيفتنا بالعضوة في مجلس المرأة أمل منبج؛ لتحدّثنا عن عمل المجلس، وواقع المرأة المنبجية بين الأمس واليوم.
هيكلة مجلس  المرأة الجديد بمنبج
ترى أمل أن هيكلة المجلس جاءت في وقت بالغ الأهمية نظراً لحساسية المرحلة الراهنة، والتي تقتضي لا محالة سرعة تنظيم المرأة خشية تدهور وضعها إلى السيء بقولها: «إن تأسيس المجلس جاء نتيجة للظروف المعقدة التي أحاطت المرأة بقيود أنهكت كاهلها، حيث جاء الافتتاح لتسهيل طلبات النساء المتقدمات للتوظيف، والتنسيق مع مؤسسات الإدارة لتأمين العمل المناسب لهنّ، ولحل معظم المشاكل والصعاب العالقة؛ التي تعترضها في المؤسسات وإيجاد الحلول المناسبة لها. وبهذا الشكل اتخذت المرأة المجلس في منبج المرجعية الأولى لمعظم القضايا المتداولة في المجتمع على شتى اختلافها وتنوعها، حيث نستطيع القول: إنَّ جميع النساء في لجان الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها، إضافة إلى المجالس والمؤسسات فإنها تتبع تنظيماً لمجلس المرأة».
وقالت أمل: «إن هيكلة المجلس بالطريقة الصحيحة، أضاف الكثير من النجاح والفاعلية، واستدرك الأخطاء، وأوجد الحلول المناسبة لذلك؛ إذ تم تفعيل الأداء الوظيفيّ بشكلٍ فعال. فالمجلس يتكوّن من أربع نساء يمثّلنه؛ بحسب المكونات الموجودة في منبج سواء عربيّ، أم كرديّ، أم تركمانيّ، أم شركسيّ. إلى جانب ذلك ست نساء يمثلّن إدارة منبج. ويتبع للمجلس دار المرأة في منبج، ويختص بأمور ومشاكل المرأة الاجتماعية والأسرية، كما يضم المجلس ممثلات بصفة ناطقات باسم المرأة عن المجلس في لجان الإدارة المدنية الديمقراطية بمدينة منبج وريفها، إذ يعقدن اجتماعهنّ الشهريّ، ويطرحن فعاليات المرأة في تلك المؤسسات».
وتضيف أمل في حديثها عن خطة عمل المجلس القادمة بالقول: «يسعى المجلس لخلق فضاء متسع، يضم جميع النساء على اختلاف توجّهاتهنّ، واللافت بالأمر أن المجلس عقد الاجتماع النصف سنوي، وكان قد ناقش فعاليات المرأة في منبج خلال ستة أشهر من العطاء. وبالنسبة لخطة عمل المجلس القادمة، فتتمثل بعقد اجتماع سنوي للمرأة في منبج على مستوى المدينة والريف، ويقوم المجلس بتحضير خطة عمل لتشكيل كومينات خاصة بالمرأة».
توظيف المرأة من قبل مرتزقة داعش خدمة لأجندتهم الخاصة
سخّر الرجل قوانين تشريع الدين، كي يوفّر له غطاء شرعيّاً صحيحاً خدمة لأهوائه ونوازعه للوصول إلى مبتغاه بالسيطرة على كينونة المرأة جمعياً، وتؤكد أمل ذلك قائلة: «لقد أفرغ الرجل المضامين الدينية في غير محلها ومكانها، توظيفاً متشدداً ومنحرفاً يوظّف سلطته، ويقوّم سلطانه حتى أن نهل العلم ذهب البعض منهم إلى حجزه عنها، وربطوا تحريمه بإيهامات دينية لا صحة لها بتاتاً؛ وهي أكثر تقييداً لحقوقها ومتطلباتها جميعاً. والكثير من النصوص الدينية تؤكد حقيقة جوهرية أن التعلم فريضة على كل مسلم، وليس حكراً على فئة بعينها».
وتستشهد أمل بالحديث عن استغلال المرأة قائلة: «لقد أوصى النبيّ (صلى الله عليه وسلَّم ) بالنساء خيراً، في حين أثار الحديث عن النساء حفيظة البعض. وهذا من الفهم الخاطئ من قبل منفذيه، وليس الأمر متروكاً للسياق النقليّ، فلربما كنا حينها بألف خير. وعلى الرغم من كل ما مرت به المرأة على مر السنين من حكم الدولة، إلّا أن فترة مخاض الثورة لم يأتِ بجديد فقد تم تهميشهنّ مطلقاً، وتشويه كينونة قدراتها وطاقاتها الخلاقة للإبداع، فكان تركيز مرتزقة فصائل المعارضة المسلحة في بادئ الأمر على استغلالهنّ مضموناً وشكلاً، حيث استفادت تلك الفصائل كسب النساء في معاركهم مع النظام، واستدراجهنّ لاستغلالهنّ جنسياً على الرغم من معاناتهنّ اجتماعياً بسبب الفوضى العارمة التي ضربت البلاد كاملةً، بخاصةٍ في موضوع تسليمهنّ السلال الغذائية، والقيام بابتزازهنّ بذلك في صورة قذرة من أقذع صور الإنسانية على الإطلاق».
إن داعش قد سحق المرأة ليعيد المجتمع إلى نقطة الصفر التي انطلقت منها المرأة للبحث عن وجودها الأصيل، وتضيف أمل بالقول: «لما جاء الدواعش فكفّنوا المرأة بالسلفان وغلّفوها سواء من خلال لغة الجسد أو من خلال لغة الروح، وقاموا بقمعهنّ شر قمع بالضرب، والجلد، والرجم، والذبح، ومنعهنّ من طلب العلم على اعتبارها أنها تمثّل عورة كاملة، وليس لها سوى الوقر في البيوت، حيث تم استهلاكهنّ بشرياً وروحياّ، واستنزافهنّ كطاقة متجددّة وحيويّة، إلى جانب تجريمهنّ بقضايا دينية وإجبارهنّ على الزواج المبكر؛ في صورة تخالف مبادئ الدين الحنيف والإنسانية جمعاء».
المرأة بين مطرقة الأسرة وسندان الدولة
تعثّر المرأة في المجتمع إنما كان من وجودها الضائع بين خليتيّ المجتمع؛ الأسرة، والدولة؛ ذلك أن الأنظمة فرضت حيزاً من التعقيد على ممارستها الوظيفية بشكل خاص، وهذا ما ترويه أمل بهدوء وروية قائلة: «إن أي تهميش لمشاعر المرأة يبدأ بالأسرة، وهذا مما لاشك فيه، ويفترض أن يكون ربيع عمرها مليئاً بالطاقات والحيوية والعطاء والإبداع، لكن في ظل عزوف الأهل عن تعليمها بحكم أن عادات وتقاليد المجتمع تفرض حرمانها من التعليم نظراً إلى أن هذه العادات تكيّف وتصنّف المرأة تبعاً لمزاجية الرجل؛ فلا غرابة بأن تغدو التقاليد والأعراف الاجتماعية من كتابة الرجل وأحكامه الجائرة. وبهذا غدت المرأة مهمّشة ورهينة لطبقية المجتمع التي أحالها الرجل محظيّة من ضمن بلاط مملكته، والمرأة مطيّة لشهواته، وعبدة لقراراته. هذه الازدواجية لا زال معمولاً بها في وقتنا الراهن فغالب الفتيات في القرى، يخضعن ضمن قولبة المظاهر الاجتماعية التي طوّعها الرجل لنفسه بحيث لا يستطعن أن يكملنَ تحصيلهنّ العلمي؛ وفي حال تم ذلك من السماح بنهله، فهو لا يعدو من كونه لفترة وجيزة ومعينة. ذلك أن الأعمال المنزلية والاهتمام بزراعة الأرض على طول الموسم الزراعيّ الطويل بغضّ النظر عن نوعه، ومن حين لآخر، يجعل من الصعب على الفتاة في مقتبل عمرها من متابعة دراستها في الجامعات، إذ أن وظيفتها في متابعة أعمال المنزل أجدى، ومساعدة الأب أكثر لها نفعاً من أي شيء آخر، كما قامت الدولة بالفعل نفسه من حيث تقييد المرأة بقواعد ذكورية خالصة بالأصل ليست من وظائفه بحيث يتوجب على الرجل أن يقوم بمقام المرأة في وظائفها بما في ذلك ترأسه للاتحاد النسائيّ، وكأن ليس بمقدور امرأة القيام بما يفعل، واستخفافاً بقدراتها الكامنة والمتجددة في حين أن ذلك ليس بمقدور طاقات الرجل بما في ذلك قدرته على الإنجاب، وإنما كان ذلك للمرأة بما تملكه من جلد وحيوية كبيرتين».
واقع المرأة في الحاضر
إن سلب الرجل لشخصية المرأة بفكرها وإرادتها وقراراتها ويرى نفسه مخولاً لذلك، ويستطيع التكهّن والحديث بأحاسيسها ومشاعرها بلسانه، قد أطال عمر أزمة المرأة، وقالت أمل في الحديث عن الواقع الحالي: «إن المتمعن في المرأة واقعاً بما يحيط عليه من هالة ضبابية، لا تتضح رؤيتها بشكل أدق. ذلك أنها تؤطّر بالأنظمة والقواعد الذكورية التي رسخت مفاهيم السيطرة والتملك وهذا ما يراه الرجل فيها وجوداً يحظى بملكيته. وهو لا يقلّ شأناً عن بقيّة تلك الموجودات التي تحيط به؛ في حين كانت هذه النظرة دونيّة. بالمقابل فإن هذه النظرة، لم ترتق أبداً، بل ظلت تشي بقوالب جامدة من سلطة الرجل وصناعته. إذ اختزن داخله فكر المرأة بحيث إذا أمكن القول أن تلك القوالب أخذت شيئاً من قدسيتها، فهي لا تتجاوز إصبع اليد، ولا يمكن أبداً مقارنته بدور الرجل حتى إذا ذهبنا إلى أبعد تقدير، فإنه لا يتعدى منافستها للخلاص من براثن الهيمنة والسلطة ومحاربة الوهن والإذعان. فيمكننا رؤية حال المرأة من هذا المنظور بوصفها صماء، لا تنطق إلا بما يراه الرجل، أو تفكر بما يمليه عليها».
إن حجب المرأة كليّاً وانصهارها في بوتقة سيسيولوجيا ذكورية؛ تلتفّ على الحياة الاجتماعية البائسة، وتخيّم على يومها بشكل كامل هو ما تحاول أمل عرضه من خلال الواقع التحليليّ لهذه القصة: «حدثت أن لي جارة، حين كنت أسكن في قرية جنوبي مدينة منبج. وهي بالمناسبة ليست ببعيدة عن المدينة، ومن عادتها اليومية أن تستيقظ باكراً، وهذا ليس بغريب عن أهالي القرى الذين يتميزون بتلك الناحية عن غيرهم في مناطق المدينة، وهم في عادتهم هذه لا يجدون في ذلك من غضض. لكن الغريب من أن تستيقظ تبدأ فوراً باصطحاب المواشي لرعيها في المناطق المجاورة، وزوجها مازال يغطّ في نومه، وما أن يفيق، يقوم هو الآخر بجمع بعض الخضار من بستانهم، ليذهب بها إلى المدينة ليبيعها. مع العلم أن الشمس في هذا الوقت تلتهب بحرارتها المرتفعة، بينما تكون جارتي قد عادت عند الظهيرة وهي تلتقط أنفاسها بحشرجة ذات جرس دقيق ووجهها يتصبب عرقاً كحبات رذاذ المطر الذي يشي الزجاج في فصل الربيع. وما هي إلا دقائق صغيرة متطايرة تحبس أنفاسها، وتشمّر ساعديها لإعداد وجبة الغداء؛ في محاولة منها لمسابقة الزمن، لتعد وجبة الغداء في موعده؛ وذلك قبل عودة زوجها؛ فلربما كان لزوجها حديث آخر معها، قد لا ينتهي إلا بالضرب أو الشتيمة، ويبلغ من غضبه كل مبلغ. فلذا هي تحرص على عدم إثارة مشاعر غضبه كل الحرص، وغالب هذا الطبق الذي كانت تعدّه من خضار البستان، وحينها لا بد لها من أن تجنيها أولاً، ثم تعد وجبة الغداء. وبعد الانتهاء من وجبة الغداء طبعاً بحضور الزوج الذي قد غط في نوم عميق، وفي قيلولة دائمة كثيراً ما تعوّد على فعلها بشكلٍ يوميٍّ. بينما لا تجد المرأة ضيراً في جلي الأواني على عجل، وسرعان ما يتوجب عليها؛ اصطحاب المواشي مرة أخرى لرعيها إلى غروب الشمس. ومن ثم تبدأ بحلب المواشي، وغليّ الحليب، وتحضيره لبناً، وترسله للبقال، ليبيعه لها في القرية. وفي هذه الأثناء تزامناً مع محاولة غياب الشمس كلياً، تبدأ بالشروع لإعداد وجبة العشاء بسرعة، حينها يجنّ الليل ويبهم السواد، لتنام المرأة بعد يوم شاقٍ مضنيٍّ».
وتردف أمل في متابعة سرد كلماتها بتنهدٍّ: «ما أريد قوله في سردي للقصة، كيف لهذه المرأة أن تجد لنفسها متنفساً لفكرها، وبيئة لطرح أحاسيسها؟. إنها مكبلة بقيود السلطة وخاضعة بشكل أو بآخر لسلطة الأب أو الأخ أو الابن، وليس هناك من قانون يؤطّر علاقتها بين نفسها والمجتمع سوى بيت الزوجية. بحكم هذا البيت تنصهر المرأة في كيان الزوج، وهي لا يسمح لها إلا أن تنغمس كليّاً في ظل أهوائه، وهشاشة أفكاره، وسطحيّة رغباته، لتغدو المرأة فيما بعد باستمرار تلك الحال إلى عبدة مسيّرة لا طموح لها ولا أهواء، بحيث أقصى ما تستطيع فعله باعتقادها أن تلتزم الصمت كسباً في راحتها بهدف عدم إثارة مشاعره، وخشية من ثورانه أو من طوفانه العنيف الهائج».
واقع المرأة في الماضي
في مقاربة بسيطة بين قصتين حقيقيتين مختلفتين؛ لنميز بين المرأة المنبجية في الأمس، واليوم تسرد قصة الملكة المنبجية ثيودورا باعتبارها أنها تمثّل ثقافة وفكر وطاقة متجددة، توضح أمل بالحديث عنها قائلة: «لقد استطاعت بفضل قوة شخصيتها أن تثبّت دعائم حكم روما من خلال سلطة الكنيسة، وعلى نطاق أوسع في العالم، وذلك على خلاف الأقاويل التي قد ذكرتها بعض المصادر بحق علمها وثقافتها. فقد أورد المؤرخ متى الرهاوي بكتابه «تاريخ متى الرهاوي» إن الملكة ثيودورا تمتّعت بحسنٍ فائقِ الصيتِ. إذ أنها نشأت في بيئة متواضعة ومتديّنة، وكانت تكدح لتكسب لنفسها العيش».
وتروي أمل بحسب رأي مؤرّخين: «إن زواج ثيودورا بجوستنيان كان من كونه مرّ بمدينة منبج، وهو بطريقه لمحاربة الفرس فبهره حسنها وثقافتها وأدبها وخلقها وفضائلها وذكائها. فقرر الزواج منها، وقد تزوجها بالفعل مخالفاً بذلك قواعد القصر التي تمنع زواج العائلة المالكة بعامة الشعب، وذلك بتاريخ 522 ق. م. وحين تمّ تعيينه إمبراطوراً في عام 527م كانت ثيودورا قد شقّت لنفسها نفوذاً وقوة. وإنما جاء ذلك كون الدستور البيزنطيِّ يخوّل القيصرة جميع حقوق القيصر نفسه».
إن التسلسل التاريخيِّ لرواية قصة ثيودورا جاء مقتضباّ، ذا تدرّج ملحوظ في القصص، لإثبات قدرة المرأة على صنع مجدها بطاقاتها وإبداعها الكبير، وتتابع أمل القول: «بحسب ما ذكر المؤرّخ عامر المبيّض، فإنه لثيودورا فضل واضح في إعانة زوجها على الحكم، حيث كانت تمثّل ساعده الأيمن وذلك عبر إرشادها له في أمور الحكم والسياسة. ومن أهم ما قامت به أنها بثّت العيون في كل أنحاء الامبراطورية على حد قول المؤرخ عبد الستار البدري الذي يذكر أن لها دوراً مباشراً في تثبيت إدارة حكم الإمبراطورية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، بحيث استطاعت التصدي لتمرد النيكا 532م. مع العلم أن جوستنيان قد قرّر الفرار وجنرالاته إلى البحر ليلاً مع اتساع نطاق التمرد. ولكن ثيودورا يرجع لها الفضل في إقناعهم بالبقاء وتعديل الخطة، وذلك بعدم التخلي عن الحكم، وإنما بتحسين إدارة البلاد، ولولا تدخّلها لعاش جوستنيان طريداً باقي حياته. كما كان لها دوراً في جمع القوانين الرومانية في ما عرف بقانون جوستنيان. ويقال إنه بعد موتها استمر جوستنيان بتطبيق كل الإصلاحات التي دعت إليها ثيودورا. وحين توفّيت عام 548م. بكى جوستنيان عليها بكاءً مريراً في جنازتها، ودفن جثمانها في كنيسة الرسل المقدسيّة في القسطنطينية».
المرأة لا يمكن أن تأخذ دوراً رياديّاً إلّا بالعودة إلى المجتمع الطبيعي
إن إصلاح مشاكل المرأة التي خلّفها تراكمات المجتمع تباعاً، يكمن بالعودة إلى (المجتمع الطبيعي)، إذ أنه يعتبر العصر الذهبي للمرأة، وذلك ما تشير إليه أمل بالقول: «ظهرت المرأة أكثر قوة وعلماً ومعرفة فاستطاعت أن تجد لها مكاناً، يليق بها كقدّيسة لما أحيط بها من تداخل علوم وثقافات تتغلغل في بنيتها العضوية الروحية لا من منظور الغريزية. وقد ارتبطت أبرز العلوم بكينونة المرأة في ذاك المجتمع وبشكل وثيق أركوجياً، وسيسيولوجياً، والميثولوجيا، والجينولوجيا «علم معرفة المرأة». ولعلّه من أكثر العلوم التي يقف عليها القائد (أوجلان) ليرى فيها الحياة والوضوح، لكن في القرنين المنصرمين، لم نجد من يخرج المرأة من القوقعة؛ التي كبّلتها بها الرأسمالية والقومية بقواعد جعلت منها صنماً وحجراً بهدف إلغاءها وإسقاطها كطاقة متجددة وحيوية». وتستشهد بقول أوجلان قائلة: «إن طاقة المرأة دائماً متدفّقة ومستمرة وبناءة لا يمكن أن تقولب». بناء ما تضمّنه كتابه سيسيولوجيا الحرية إذ إنه نال حظاً من الاهتمام والدراسة والطرح في الشمال السوري على الرغم من أن تلك الطاقة أوّل من طرحها ميري دالي1970م».
وتتابع أمل في معرض الحديث عن المجتمع الطبيعي واستكمالاً لحديثها: «إن نجاح المرأة بقيادتها لذلك المجتمع، إنما جاء من كونه قد اتصف بأنه مجتمع أمومي بحسب ما أورده الباحث فراس السواح في كتابه «لغز عشتار». فالمرأة لعبت دوراً طليعياً في المجتمع الطبيعي بنسبة وصلت إلى 98% ذلك أن الرجل، كان يرى فيها الملهمة والواهبة للحياة ومصدراً للطاقة والتجدد والخصوبة. وهو يرى أن روح المرأة كانت تتواجد في كل شيء واصطلح تسمية ذلك بالطوطم، على اعتباره أنه يمثل القداسة لكينونة المرأة شاملاً؛ بخلاف مما دعا إليه الرجل من أن المرأة رمز للخطيئة على حد قول الراهب الروسي بوشكين. وهذا يتعارض على ما تمّ طرحه من قبل الديانة الزردشتية؛ التي رأت في المرأة الجوهر والأساس من كونها مصدر للحياة وقوتها وطاقاتها».
وأخيراً كل هذه المراحل التي مرت بها المرأة في مدينة منبج وريفها تثبت قوتها وجسارتها وإرادتها التي لم تنكسر من ذي قبل، رغم كل المحن والمآسي إذ عاشتها بكل لحظاتها بمشاركتها في صنع التحرير ببذل النفيس من الدم والمهج؛ للخلاص من الظلم والقمع والإبادة الثقافية والجسدية في إبان حقبة سيطرة داعش على المدينة. حيث استطاعت المرأة أن تخطو خطوات واسعة لإثبات وجودها، في حين كانت تملك قدرات لا يستهان بها أبداً؛ لأن دماء الشهيدات والشهداء، لن تذهب هدراً وسوف تكمل مشروعها وطريقها نحو الحرية.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle