القائد فكر وأسر وثورة وحكاية وطن

مثنى عبد الكريم-

 يُحكى أيها السيدات والسادة القُرّاء أنه في ذات يوم من الأيام في مكان عبر غابر الأزمان والأيام اسمه ميزوبوتاميا بلد بين نهرين عظيمين كعظمة من كان يقطنها من عِرقين عاشا معاً وفرِحا معاً وحزِنا معاً وشرِبا من تلك المياه المحبة والسلام.

عاش الآريون والساميون هناك بتآخٍ ومحبة حتى بدأت أطماع غيرهم بتلك المنطقة وبدأ الصراع عليهم فتفرقوا في أصقاع الأرض بعد المقاومة التي أبدوها في وجه الطامع والمحتل، لم ينسوا أبداً ومع مرور الأيام وتبدل الأزمان والأماكن وتعاقب الحضارات أصالتهم لم ينسوا أبداً تاريخهم وتعايشهم الذي بقي محفوظاً في ذاكرة الروح.

تعاقب عليهم سلطات كثيرة ليمارسوا عليهم الاضطهاد والظلم والتهجير وليحاولوا أن يزرعوا بذور الكراهية بينهم، نسي الكثيرون حقيقتهم الأزلية بسبب الممارسات القمعية والتعسفية بحق الآريين وليزرعوا بين الساميين الفرقة والتعصب والقومية على حساب الأخوّة والتعايش ولكن …. انظروا ها هو ينهض من بين رماد الاضطهاد ومحاولات الصهر والإبادة رجل ليس كأي الرجال عنقاءٌ يحمل القوة والنور موحد كنبي ومخاطباً كفيلسوف حنوناً كأب يرعى أطفاله الذين جهلوا الحياة ليربي صقوراً تعشق الحرية وترفض الذل والظلم والهوان كصحابة وحواريين وقديسين ينقض أسس الظلم والكراهية وينقد التشرذم ويطالب بحقوق الجميع، يسعى لبناء الإنسان الكامل والواعي بقضايا الشعب، إنه القائد والمفكر عبد الله أوجلان الذي هز أركان الطغاة بفكره وجمع حوله المناضلين، الثوريين، صناع الإرادة والمستقبل عشّاق الحياة الحرة الذين ناضلوا لتحرير الشعب وتخليصه وتحقيق حرية المرأة بكل معاني الحرية الحقيقية الأخلاقية وليكون للشباب دورهم.

هز الصقر الحر بفكره الظُلاَّم وزلزل عروش الطغاة ليقوموا وفي مثل هذا اليوم الأسود بمؤامرة دولية قميعة دنيئة تمخضت عن اعتقاله وسجنه في إيمرلي الجزيرة النائية وبسجن منفرد ظن أولئك أنهم إن سجنوه فقد سجنوا فكره وقضوا على نهجه ولكن حدث العكس تماماً فها هو ينتشر في أصقاع الأرض موحداً الشعوب داعياً للعدل والعدالة لينمو ما بذره ذلك العظيم في حقول العقول ويزهر قديسين ومناضلين كثر من كل أصقاع الأرض ومختلف العرقيات والإثنيات

في مثل هذا اليوم الأسود ١٥/٢ اعتقل البطل ليقبع الأسد أسيراً بجسده فقط ولكنه حر بفكره العظيم الذي لا زال ينتشر وسيستمر عبر من رباهم القائد من المناضلين الذين لم يفتئوا أبداً أن يستمروا بالنضال بدون كلل ولا ملل. عبد الله أوجلان … هو اليوم يا سادة حكاية الوطن التي سنستمر بحكايتها حتى يتحرر الأسد من سجنه وتنتصر القضية ونراه ذات يوماً بيننا وسيفرح العالم عندها لأنه يقيناً مُخلّص الشعوب من ظلمها وموحّد إثنيتها والمناضل في سبيل حريتها وليسمع العالم ويعلم الجميع أننا لن نستسلم أبداً وأن القائد كشجرة الزيتون أثمرت ثماراً كثيرة وأنبتت أشجاراً وصقوراً وأحرار سيسعون دائماً ليبنوا الوطن وليحكي أجيال تعقب أجيالاً .. حكايات الوطن