دور المرأة في الكومين

تقرير/ وفاء الشيخ –

الكومين هو نقطة انطلاق المجتمع الحر والحجر الأساسي للفيدرالية وبناء المجتمع المنظم، والمكان الذي يعبر عن ساحة الحرية التي يحقق فيها الإنسان أهدافه ويتمكن من خلاله من الحصول على متطلباته, ويضم جميع المكونات على اختلاف الأديان ,اللهجات, الانتماءات العرقية، ويمثل للشعب العدالة والمساوة والحرية.
الكومين هو جوهر الأمة الديمقراطية التي ستنظم الحياة المشتركة الحرة، ولأن الكومين يعني المحافظة على حرية الشعوب ومساهمة الأفراد في خدمة الجماعة، فقد كانت المرأة عنصراً هاماً وفعالاً فيه وبوجودها تزدهر الأعمال، وينمو دور الكومينات في المجتمع بنمو دور المرأة فيها، فالمرأة في ظل الإدارة الذاتية كان لها الدور الأبرز في جميع المؤسسات الديمقراطية، وقد وصل نشاط المرأة إلى العمل في الكومينات، وهو عمل تطوعيٌ تهدف المرأة من خلاله إلى خدمة مجتمعها وأبناء شعبها، وقد تمكنت خلال تنظيم نفسها في الكومينات من إثبات نفسها والحصول على عدد كبير من حقوقها، ويقوم فيه عدد من أفراد الجماعة الواحدة بالعمل على خدمة بقية أفراد المنطقة, وتأمين الاحتياجات الضرورية لهم، كما هو أحد الأماكن التي تتحقق فيه المساواة بين الرجل والمرأة.
مضى على تأسيس الكومينات خمس سنواتٍ حقق خلالها نتائج عظيمة، وقدم الكثير من الخدمات الاجتماعية بشكل عام وعلى صعيد المرأة، وتؤكد لنا ذلك مسؤولة الشؤون الاجتماعية فلك محمد ابراهيم من كومين الشهيد دليل، والتي تحدثت عن دور المرأة الفعال في الكومين قائلةً: «نقوم على خدمة المجتمع، ونهتم بالشؤون المتعلقة بالمرأة خاصة، وتقديم الخدمات التي تحتاجها، وحل المشاكل التي تتعرض لها، فنحن نقوم بجولات إلى المنازل بشكل متكرر للتعرف على احتياجات المرأة على أرض الواقع ومساعدتها قدر الإمكان، حيث شهدنا مشاكل بين الزوجة والزوج، والتمييز بين الأولاد الذكور والإناث، والمشاكل المادية ومنع الإناث من ممارسة حقوقهن، وبعد الاطلاع على المشاكل يتم مناقشتها بين أعضاء الكومين وإيجاد حلول مناسبة بوجهة نظرٍ سليمة، من خلال لجنة الصلح».
وأضافت فلك: «تم فتح مشاريع عمل عديدة للمرأة ضمن الكومين؛ منها دورات التمريض لتعليم المرأة كيفية القيام بالإسعافات الأولية عند الحالات الطارئة، وورشات الخياطة بالإضافة إلى دورات الكوافير وما يخص بجمال وإشراقة المرأة، وبأسعار رمزية طبعاً، وكان هنالك إقبال كبير من قبل النساء، وكانت غايتنا من ذلك تنمية المواهب والخروج من قوقعة العادات والتقاليد التي تحد من تطور المرأة، وتقديم فرص العمل للنساء داخل المنازل».
واستطردت فلك: «نقوم بعقد اجتماع شهري نطلع خلاله على الآراء والمقترحات من قبل الأعضاء، ونعمل على تقديم مساعدات مادية للعائلات الفقيرة والسلال الغذائية للمحتاجين، كما عملنا على مساعدة أهلنا المهجرين من عفرين، وقمنا بتأمين المنازل لهم وتقديم المساعدات المادية والمعنوية، كما أننا على تواصل معهم لتأمين ما يحتاجونه، ونعمل على رفع معنويات المرأة في عفرين من خلال زياراتنا المتواصلة لها، والوقوف بجانبها للتخفيف من معاناتها، وتقديم الأدوية الطبية للمرضى، وقمنا بحل العديد من المشكلات على مستوى المجتمع، بخاصةٍ ضمن محور المرأة التي هي النواة الأولى التي ينطلق منها المجتمع الصحيح والسليم، وأتمنى متابعة النهوض بعمل المرأة وتوفير كل الخدمات والاحتياجات لها، لأنها قادرة بثقتها القوية بنفسها وتصميمها على إثبات دورها الفعال في كل مجالات المجتمع».
بالتالي هدف المرأة في الكومين هو هدف إنساني بحت وليس مادي، وكل ما يهمها مساعدة شعبها والمرأة، وتأمين متطلباتهم ليكون الشعب راضياً فتتطور الأعمال وتزدهر روج آفا بفكر المرأة، فالمرأة ضمن الكومينات هي منبع الفكر والتفوق في العمل وتضع كل ذلك في خدمة مجتمعها.