مهرجان روج آفا للعزف المنفرد…الموسيقا ثورة

تقرير/ هايستان أحمد، عبدالرحمن محمد –

شهد الأسبوع  المنصرم انطلاق فعاليات المهرجان الأول للعزف المنفرد في روج آفا، في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو، وبرعاية هيئة الثقافة والفن واتحاد الفنانين في الجزيرة، ولمدة أربعة أيام من 17إلى 20-1-2019. وشارك فيه مجموعة من الفنانين والعازفين لمقطوعات موسيقية وإلقاء كلمات ترحيبية بالحضور.

  وتحت شعار “في خضم الثورة الموسيقا ثورة” وبحضور ممثلين عن الإدارة الذاتية، وجهاء عشائر عربية من  منطقة الرقة بالإضافة إلى أعضاء من  المؤسسات المدنية والمجالس المحلية وشخصيات سياسية، أعضاء من نقابة الفنانين في سوريا فرع زور آفا للثقافة والفن، بالإضافة إلى مشاركة فنانين متميزين من دمشق. وشارك في الفعالية ما يقارب 40 فناناً وفنانة من مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى فنانين سوريين من مدينة دمشق.

وتضمنت فعاليات الافتتاح إلقاء عدة كلمات لهيئة الثقافة والفن واتحاد المثقفين، تلاها عرض لكلمة الفنان المعروف سعيد يوسف والذي كان مدعواً لحضور المهرجان إلا أنه اعتذر عن القدوم لسوء وضعه الصحي وجاء في كلمته التي أرسلها “أعتذر عن عدم قدومي للمهرجان، أقدم فرحي  ودعمي للجيل الشاب وأشد على أياديهم على هذا الحس الجميل والدافع الفني لديهم، وأتمنى لهم التوفيق في مسيرتهم الفنية”.  وشاركت فرقة أوركسترا روج آفا بمقطوعات موسيقية، وقدم ضيفا الشرف  محمد الصافي، محمد كرداهولي مقطوعات غنائية تراثية عربية وكردية، تلاها تقديم  مجموعة من  العازفين مقطوعات من العزف على عدد من الآلات الموسيقية.

دعمنا الفنانين لإظهار مواهبهم

وفي اليوم الأول من المهرجان حدثتنا عضوة اللجنة التحضيرية نعيمة محمد عن الغاية من المهرجان بالقول: أن الهدف من هذا المهرجان هو إعطاء فرصة للفنانين الذين لم يأخذوا حقهم في الشهرة رغم مواهبهم الرائعة، ومساعدتهم من خلال هذا المهرجان بإظهار مواهبهم، ليستمر المهرجان أربعة أيام على التوالي، علماً أن هذا المهرجان سيتكرر إقامته سنوياً في نفس الموعد، والغاية منه أيضاً تقديم بعض الراحة والدعم للجمهور من خلال الموسيقا التي ترتقي بها الروح وتصفو النفوس، فالثقافة والموسيقا ثورة الشعوب وعطاؤها”.

تنوع في المشاركة

في بداية اليوم الثاني قدم الفنان والضيف العضو في نقابة فناني سوريا نور العسلي عدة مقطوعات موسيقية، على العود، من تراث الشعب العربي وخصوصاً دمشق، وسط تفاعل من قبل المشاركين. كما وقدم الفنان والضيف شكري سوباري وهو الرئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في زور آفا بدمشق عدة مقطوعات موسيقية من التراث الكردي بالعزف على البزق. وقدم خمسة عشر متسابقاً مشاركاتهم على آلات متنوعة.

كما تضمن اليوم الثالث مشاركة باقي المشاركين بأعمالهم المميزة والتي لاقت التشجيع والاهتمام ودلت على المستوى الراقي للموسيقا والمشاركات التي قُدمت.

المهرجان فرصة للتعارف وتبادل الآراء

في اليوم الرابع والأخير وبحضور جماهيري لافت من جميع مكونات روج آفا وبحضور وفود رسمية وشعبية، وضيوف شرف من دمشق تم تقديم سينفزيون عن المهرجان، وسينفزيون آخر عن حياة الفنان الراحل صلاح أوسي، كما قُدمت بعض المقاطع الموسيقية من التراث الكردي والعربي، كما قدمت فرقة برمايا للتراث السرياني وفرقة بوطان الكردية وأيضاً الفنان دانيش بوطان لوحات راقصة غنائية ثورية.

كما كانت مشاركة الفنانين المغني “محمد الصافي” وعازف العود “نور العسلي” لافتة ومميزة في اليوم الأخير، وقدما وصلة غنائية جميلة.

بعدها تم تقديم الجوائز للفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى حيث فاز بالمركز الأول مناصفة كل من ريباز جولي، وشيار كيكي، والمركز الثاني للفنان عامر رمو والمركز الثالث مناصفة لكل من ممو إبراهيم وشيخموس مصطفى.

 وتحدث الفنان “محمد الصافي” القادم من دمشق عن مشاركته وقال: “أتينا من دمشق لتلبية دعوة الحضور والمشاركة في المهرجان في قامشلو، وأشكر القائمين على هذا العمل وكل المساهمين، وإن اللجنة أنصفت في اختيار الفائزين، ففعاليات المهرجان كانت فرصة للتعارف والإغناء وتبادل الآراء والمعرفة والعلوم الموسيقية، ونأمل أن نتمكن في الأعوام القادمة من المشاركة في النسخ القادمة من المهرجان”.

تجربة أولية فاقت توقعاتنا

الرئيسة المشتركة لاتحاد فناني الجزيرة وعضوة لجنة التحكيم نسرين بوطان تحدثت عن المهرجان بشكل عام ورأيها فيه:” رغبة منا في التعرف على من يعملون في مجال العزف وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء والتنافس الشريف، اقمنا هذا المهرجان للعزف على الآلات الوترية، وانضم إليه أربعين مشاركاً من مناطق سوريا، ومن جميع الشعوب السورية، وهي تجربة أولى فاقت توقعاتنا من حيث الحضور والمتابعة في الخارج عبر البث الالكتروني، وسنقوم في العام المقبل بضم الآلات النفخية والفرق الموسيقية أيضاً، بالنسبة للجنة التحكيم كانت لجنة مختصة من العارفين بالموسيقا، وضمت كل من “رشيد صوفي، محمد علي شاكر، نوبار ملكون، جمال فؤاد، نسرين بوطان” وكانت هناك مشاركة نسائية أيضاً وهذا أمر لافت في الموسيقا المحلية، وكان هناك تكريم لخمسة فائزين بالمراكز الثلاثة الأولى”.

فرحة الفوز والتميز بالمراكز الأولى

الفائز بالمركز الأول مناصفة ريباز جولي تحدث عن مشاركته وفوزه بالقول: “أنا عازف على القانون وحصلت على المركز الأول في العزف وسعادتي لا توصف بهذا الفوز وبهذا التنظيم الجيد للمهرجان من قبل اللجنة التحضيرية، والمشاركين كانوا من المميزين ومستويات عالية من الثقافة الموسيقية، ولجنة التحكيم منحتني هذا الشرف الكبير بالفوز وأشكرهم”.

كما تحدث الفائز بالمركز الأول مناصفة شيار كيكي من سري كانية عن شعوره: “من الجميل أن يفوز المرء ويكون متميزاً، انا اعزف على ثماني آلات موسيقية ومن بينها الباغلما التي فزت فيها بالمركز الأول، والفوز الأكبر هو المشاركة مع كل هؤلاء العازفين والتعرف عليهم ومن ثم التعريف بي كفائز بالمستوى الأول وهذا وسام شرف لي وأشكر جميع القائمين على المهرجان والمساهمين في إنجاحه”.

إبداع وفن وموسيقا ولقاء بين عازفين وفنانين في قامشلو في قلب إقليم الجزيرة جمعهم حب الفن وعشق الوطن، فأبدعوا ورسموا بألحانهم لوحات للسلام والحب والنقاء والألفة، وجسدوا حقيقة إخوّة الشعوب على أرض سوريا، لتسير شعوبها نحو غد مشرق جديد.