نساء الحسكة: الإدارة الذاتية الديمقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه

تقرير/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة ـ في الذكرى السنوية الخامسة لتأسيس الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة أكدت عضوات الإدارة في مقاطعة الحسكة بأن نموذج الإدارة الذاتية في المنطقة المستند في الأساس على أسس الأمة الديمقراطية هو النموذج الأمثل كون الشعب هو الذي يُدير نفسه بنفسه.

من أجل إدارة المنطقة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وتسيير أمور المجتمع بعد توقف مؤسسات الدولة عن العمل ولاستمرار الحياة الطبيعية كان لابد من إيجاد البديل عن مؤسسات الدولة حيث عمد الشعب على مختلف مكوناتهم وطوائفهم بتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال سوريا وذلك ليكوّن إدارة المجتمع من قِبل الشعب نفسه وقد تمكنت هذه الإدارة على الرغم من الإمكانيات المحدودة من تحقيق إنجازات كبيرة على مدى السنوات السابقة وعلى جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتمكنت من بناء مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية ليحكم الشعب نفسه بنفسه وليدير شؤونه على مختلف الأصعدة. وقد التقت صحيفة روناهي بعدد من النساء اللواتي عبّرن عن أهمية تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية وما قدمته من خدمات للمجتمع وخاصة للمرأة في ظل السنوات الأخيرة.

إدارة تعتمد على إدارة الشعب نفسه بنفسه

حيث بيّنت  المواطنة  يسرى أحمد أنه بعد اندلاع الثورة في روج آفا شمال وشرق سوريا، كان لابد من إيجاد حل للخروج من هذه الأزمة، لذلك وجدت  شعوب مناطق شمال سوريا ضرورة الاعتماد على أنفسهم والإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تضم جميع الأطياف والأديان والقوميات والمذاهب من كرد وعرب وسريان وأشور وتركمان، بهدف الوصول إلى مجتمع سياسي أخلاقي ديمقراطي من خلال العيش المشترك وإخوّة الشعوب والتعددية السياسية، واحترام مبدأ حق تقرير الشعوب مصيرهم، وممارسة جميع الفئات حقوقهم وضمان حقوق المرأة والشبيبة والطفل، واحترام حرية الاديان وجميع المعتقدات، وممارسة جميع الأطراف السياسية والمنظمات والمؤسسات المدنية دورهم بكل حرية وديمقراطية، وتأمين الحماية الذاتية الجوهرية والدفاع المشروع الذي يؤمن للمواطن كرامته وسلامته. وتم التأكيد على أن الشعوب لا يمكن لها العيش المشترك إذا لم يتخذوا مبدأ الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية كحجر أساس لنجاح ثورتهم، لذلك مع بدايات الثورة انطلق الشعب للحفاظ على أرضهم ووطنهم من تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تضمن حقوق جميع الشعوب في الرقعة الجغرافية الواحدة.

الإدارة الذاتية هي تعبير عن الذات لكل المكونات

وأضافت المواطنة عبلة محمد قائلة: لقد عانى الشعب السوري بكل طوائفه ومذاهبه على أيدي الأنظمة البعثية الحاكمة كافة أنواع الظلم والاضطهاد من تهميش لقومياتهم وإبادة ثقافتهم وتاريخهم، وأكثر الشعوب التي عانت من هذه السياسات التعسفية هم الشعب الكردي الذي ذاق الويلات على أيدي الأنظمة الحاكمة، ومنعت عنهم ممارسة حياتهم الطبيعية من التحدث والتعلم باللغة الكردية، بالإضافة إلى تهميش دور الشعب الكردي وجعلهم مجتمعاً متخلفاً وتوسيع الفجوة بين الشعب الكردي والشعوب الأخرى بهدف إبعادهم عن الثقافات والحضارات الأخرى والاندماج معهم”.

ونوهت بأنه مع تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية ومبدأ إخوّة الشعوب قويت العلاقات بين كافة الشعوب من خلال  التبادل الثقافي والحضاري بين كل الأديان والقوميات والمذاهب، رافضة مفهوم الدولة القوموية والدينية والمركزية في الحكم، وأعلنت الديمقراطية والحرية والتعددية لتستطيع جميع فئات المجتمع السوري وجميع الثقافات والهويات والإثنيات أن تعبّر عن ذاتها، من خلال ميثاق العقد الاجتماعي التي أبرمته الإدارة الذاتية الديمقراطية لبناء مجتمع ديمقراطي حر يسوده العدالة الاجتماعية والمساواة واحترام مواثيق حقوق الإنسان، واحترام المرأة ومنحها حقوقها الطبيعية، وقد استطاعت الإدارة الذاتية الديمقراطية من الوصول إلى أهدافها المرجوة وتحقيق مبادئ ميثاق العقد الاجتماعي وإقامة مجتمع متوحد يضم جميع الفئات، على أساس التنوع في الرقعة الجغرافية الواحدة والقضاء على جميع الأنظمة والسياسات التي تمجد العلم والقومية والدين الواحد ليحل محلها نظام سياسي وإداري للمجتمع ضمن سورية ديمقراطية تعددية لا مركزية.

النضال من أجل مجتمع ديمقراطي

وأوضحت المواطنة ريجين خلف  بأن المواطن السوري لم يذق طعم الحرية والحياة، وعاش حياة صعبة منذ عقود من الحكم العثماني الذي خلق نظام الآغوات والباشوات، وجعل من الطبقات الأخرى عبيداً لهم وعندما تقلصت هذه المرحلة ظهر حزب البعث حيث كانت مبادئه شيء والواقع شيء آخر وظهر الفساد والنعرات الطائفية والشوفينية، وخاصة في المناطق الكردية حيث عانى الشعب الكردي الويلات والآلام، حتى ظهر الربيع العربي وبدأ الحراك الشعبي والمظاهرات بشكل سلمي، وبدأت الأيادي الخارجية تتوغل لتحول مسار الثورة إلى حروب أهلية وطائفية في عدة مناطق، ولكن في منطقة روج آفا شمال سوريا بدأ الشعب بحماية مناطقه من الاعتداءات الخارجية  والقوى الظلامية الإرهابية وأعلنت تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية والتفت الشعب حولها وانضم إليها جميع أبناء الشعب حيث أصبحت ملاذ الأهالي في استنشاق الحرية والعدالة والمساواة والإخاء رغم ظروف الحرب القاسية، وتمكن جميع أبناء المنطقة من كرد وعرب وسريان في الانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية، والنضال والمقاومة من أجل بناء مجتمع ديمقراطي، وقد لعبت المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية دورا قيادياً بارزاً في كافة الأصعدة والمجالات للوصول إلى مكانتها العظيمة والمرموقة.