روناهي/ عفرين ـ على مقربة من خطوط النار في ناحية شيراوا، نصبت النسوة العفرينيات خيمتهن التي رفعن فيها شعار “عفرين أو عفرين” تنديداً بالاحتلال التركي وممارساته في عفرين المحتلة، وتحاول الفعالية التي تضم كلمات وإضراب عن الطعام، تسليط الضوء على احتلال عفرين وممارسات الجيش التركي ومرتزقته فيها ولا سيما ضد المرأة.
توجهت الوفود التي انضم إليها الرجال أيضاً نصرةً لعفرين إلى قرية أقيبة التي تبعد مسافة 7 كيلومتر فقط من جبهات القتال في ناحية شيراوا والتي تحدث فيها مناوشات كل فترة، إضافة لتحشدات عسكرية كبيرة جاءت مؤخراً إلى هذه الجبهات استعداداً لتحرير المنطقة.
وزينت خيمة الاعتصام بصور المناضلين والمناضلات، وصور القائد الكردي عبد الله أوجلان، وأعلام مؤتمر ستار، وأغصان الزيتون ولافتات كتب عليها باللغة العربية والكردية “عفرين أو عفرين، بروح الشهيدة أفيستا ستتحرر عفرين، ستتحرر عفرين من العدوان التركي بقيادة المرأة، فكر وفلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان ضمان للأمة الديمقراطية”.
وبدأت فعاليات الاعتصام بالوقوف دقيقة صمت صبيحة يوم السبت واستمرت إلى يوم الاثنين، حيث تنظم زيارات ومناوبات للإضراب عن الطعام ليوم كامل وفق برنامج محدد، وفي اليوم الأول شاركت نساء شيراوا وأمهات الشهداء في عفرين والشهباء في الاعتصام، واليوم الثاني المجالس والكومينات وفي اليوم الثالث الإدارة الذاتية وحركة الثقافة والفن وباقي المؤسسات.
أمهات عفرين قدمن الغالي والنفيس
رحبت عضوة منسقية مؤتمر ستار فاطمة لكتو، في كلمة الافتتاحية بالحضور وشددت على شجاعة ووقفة نساء عفرين الحرة، وقالت: “تفصلنا القليل من المسافات عن عفرين والاحتلال التركي، وقفتنا في ظل هذه المخططات الإرهابية وحدها انتصار أمام العدوان التركي الفاشي”.
وتطرقت فاطمة خلال حديثها إلى استهداف الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين نساء عفرين على وجه الخصوص، ونوهت بأن هذا الاستهداف هو نتيجة الخوف والضعف أمام إرادة نساء عفرين وتنظيمهن الحر ومدى قوة مقاومتهن وعدم قبولهن بممارسات الاحتلال الفاشي.
ومن جهته وجه مجلس عوائل الشهداء رسالة إلى دولة الاحتلال التركي من خلال بيان أكد فيه على استمرار سير أولاد وأسر الشهداء على نهجهم، وقطعوا وعداً على أنفسهم بتحرير عفرين في القريب العاجل. وبدورها أشارت عضوة مجلس عوائل الشهداء ثريا حبش إلى أن أمهات عفرين قدمن الغالي والنفيس في سبيل حماية عفرين ومكتسباتها، وقالت: “حتى هذه اللحظة نؤكد صمودنا ومقاومتنا ونتحمل جميع الصعوبات والمعاناة بدلاً من الاستسلام أمام مخططات العدوان التركي.”
وقالت سعاد اسماعيل وهي إحدى النساء الكرد المشاركات في الاعتصام لصحيفتنا: “إن ما حدث في عفرين من وحشية وعدم الاحترام لحقوق الإنسان والقيم الإنسانية في ظل الاحتلال التركي، لم يحدث في أي مكان آخر في العالم، لذا يتوجب علينا العمل معاً يداً بيد لفضح هذه الممارسات وعدم التساهل مع مرتكبيها”. وتابعت سعاد: “من هنا نؤكد للشعوب التواقة للحرية، إن عفرين ستتحرر مهما طال الزمن”.
وأكدت نظلية حسن من جنديرسه على أنهن لن يتخلين عن عفرين، لأنها تمثل حياتهن وحياة أولادهن، لذا دعت الأم نظلية التي أجبرت على النزوح من عفرين منذ ستة أشهر الجميع عبر صحيفتنا وقالت: “إنها ستدفع بكل أولادها للمشاركة في تحرير عفرين ولن تتوانى عن تقديم أي شيء يطلب منها في هذا السبيل ليحذو الجميع حذوها هذا”.
كما رحب مجلس مقاطعة الشهباء بالمشاركين في الاعتصام ونوه إلى أن المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان يجب أن تتحمل مسؤولياتها وتعمل على فضح ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته بعفرين، منوهاً إلى أن تلك المنظمات إن كانت تحمل المصداقية في عملها فيجب أن تسعى لفضح انتهاكات الاحتلال؛ لأن عفرين تمثل سوريا كلها.
واستنكرت نعمية حسن من المكون العربي بناحية فافين التابعة لمقاطعة الشهباء انتهاكات الاحتلال التركي وممارساته بمناطق الشهباء وعفرين، وقالت: “إن المكونين العربي والكردي أخوة، لذا سيشاركون مع أهالي عفرين في تحرير كل المناطق التي احتلتها تركيا ومرتزقتها”.
الإدارية في اتحاد المرأة الحرة بالشهباء والتي ساهمت في تنظيم الاعتصام زهرة كالو قالت: “إن عفرين ستتحرر بعزم أولادها الذين ينظمون أنفسهم هنا للانطلاق نحو التحرير”، واستنكرت زهرة احتلال تركيا لعفرين وأجزاء من مقاطعة الشهباء.
وركزت كلمة اتحاد المرأة الحرة في الشهباء على إدارة الشعب المقاومة والمرأة الحرة التي قالت: “لن نستطيع العيش بدون أرضنا ولكننا مستعدون للتضحية بأولادنا”، ونوهت الكلمة إلى أن أرض السلام وأرض المقاومة (عفرين) ستعود لأهلها قريباً بفضل المقاومة التي يبديها أهالي عفرين.
وألقيت كلمة باسم لجنة أخوة الشعوب أكدت على أهمية الوطن وجاء فيها: “لا فرق بين مكونات الشعب السوري بكافة أطيافه ودياناته، والكل يسير على نهج الأمة الديمقراطية الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، وإن هذا التكاتف كان الهدف الأساسي للعدوان التركي الذي استخدم المرتزقة في غزوه، ولكن هذه المؤامرات ستفشل نتيجة تكاتف الشعوب وتلاحمها”.
هذا وانتهى الاعتصام الذي دام ثلاثة أيام في يوم الاثنين، حيث كان يهدف المعنيون من تنظيم هذا الاعتصام إلى تسليط الضوء على انتهاكات الدولة التركية بحق المرأة في عفرين، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وحث المنظمات الدولية المعنية في هذا الإطار للعمل على توثيقها وإيقافها، وحشدت هذه الفعالية جهود النساء من المكونات كافة للعمل معاً في سبيل تحرير عفرين.
