روناهي/ الدرباسية –
تستمر الثورة الشعبية في روجهلات كردستان وإيران، في وجه الظلم الذي يمارسه النظام الإيراني القمعي، والذي تجلى في أكثر صورته وحشية، مع مقتل الشهيدة جينا أميني على يد ما تُسمى بـ (شرطة الأخلاق) الإيرانية.
(شرطة الأخلاق) لا تملك من اسمها شيئاً، فالطريقة التي اُغتيلت بها جينا أميني كانت تخلو من أدنى معايير الأخلاق، كما أن الذريعة، التي استخدمت لقتل الشهيدة، كانت لا تمت للأخلاق بصلة أيضاً.
استطاعت خصلات شعر جينا أميني، أن توقد شرارة ثورة شعبية عارمة، كانت مستبعدة حتى الأمس القريب، وذلك بسبب الطبيعة القمعية الوحشية للنظام الإيراني، إلا أن الخصلات الحرة، جعلت من الغد البعيد، واقعاً ملموساً في متناول الأيدي.
Jin Jiyan Azadî” المرأة، الحرية، الحياة”، لم يعد شعاراً ضمن جغرافية محدودة، بل أن هذا الشعار أخذ يصدح في أرجاء الشرق الأوسط، والعالم أجمع، ليعيد التأكيد على أن المرأة الكردية هي شرارة لثورة الشعوب المضطهدة، مهددا عروش لأنظمة مستبدة، عاثت فساداً في بلدانها.
استكمال الثورة
لم تكن ثورة روجهلات وإيران ثورة حديثة الولادة، ولم تكن دون جذوره ثورية، بل هي استكمال لثورة، تعود جذورها لأكثر من أربعين عاماً.
وقد أكّد أهالي ناحية الدرباسية على أن ثورة المرأة، لن تكون ثورة مؤقتة أو عابرة، بل أنها ثورة ذات أهداف جذرية، لا يمكن أن تنتهي إلا بتحقيق هذه الأهداف.
وحول هذا الموضوع تحدثت لصحيفتنا “روناهي” المواطنة زينب علي، من أهالي ناحية الدرباسية، حيث أشارت إلى أن ثورة المرأة في روجهلات كردستان، ليست وليدة اليوم، بل أنها امتداد لثورة المرأة المندلعة في أجزاء كردستان الأربعة، ولا سيما في روج آفا، كما أن هذه، وتلك، هما استكمالاً لطريق الشهيدات الأوائل، أمثال ساكينة جانسيز، ورفيقاتها، اللاتي كن مشاعل نور للأجيال اللاحقة؛ لذلك، فإن المرأة الكردية، ومنذ عقود هي مدرسة في الثورة والنضال والتحرر، أي أن طريق التحرر ليس بجديد على المرأة الكردية.
وأضافت أن نضال المرأة الكردية يرتكز على أساس فكر وفلسفة ثورية حقيقية، وهي فلسفة القائد عبد الله أوجلان، الذي أولى تحرر المرأة أهمية خاصة، والذي استشرف بأن تحرر المجتمع، يمر حكما بتحرر المرأة، لذلك فقد أوصى القائد المرأة في كتبه ومجلداته، بضرورة النضال المنتظم للوصول إلى التحرر، وكي تستطيع المرأة أن تكون فعالة في عملية تحرير المجتمع كاملاً.
المواطنة زينب علي، اختتمت حديثها: “بناء على ما سبق، فإننا نؤكد نحن نساء روج آفا، بأننا ماضيات في الثورة، حتى تحقيق النصر، كما نعيد التأكيد على وقوفنا ومساندتنا لثورات النساء، وفي مقدمتها ثورة المرأة في روجهلات كردستان وإيران”.
نضال متكامل لا يتجزأ
لكن المرأة في ساحات النضال ليست وحيدة، بل أن الرجل يساندها أيضاً في نضالها في سبيل التحرر، كما أن المرأة والرجل معاً، يشكلان بناء مجتمع ثوري متكامل، قادر على رسم مستقبل أفضل للمنطقة ولشعوبها.
وعن هذا الموضوع، التقت صحيفتنا مع الإداري في مجلس بلدة سيكر، خالد يوسف، حيث قال: “إن قضية المرأة لا تُعنى بها المرأة وحدها، بل إن كل رجل ثوري تواق للتحرر، يقف أيضاً إلى جانب المرأة في قضيتها، ومن هنا جاءت الثورة العارمة، التي شملت جغرافية روجهلات كردستان كافة، إضافة إلى المدن الإيرانية، تلك الثورة التي شملت فئات المجتمع كافة، ولم تقتصر على المرأة، على الرغم من أنها ثورة المرأة”.
وتابع: “إن وقوف الرجل إلى جانب المرأة في قضية تحررها، هي سابقة تُسجل لصالح الشعب الكردي، بالدرجة الأولى لصالح حركة التحرر الكردستانية، حيث أن الثورات كلها، التي شهدها التاريخ كانت تُهمش دور المرأة، وتنظر لها على أنها غير قادرة على إحداث التغييرات المطلوبة، ولكن الشعب الكردي، بقيادة حركة التحرر الكردستانية، أكد على أن المرأة هي جزء فعال في المجتمع، ولا يمكن الاستغناء عن هذا الجزء، لأن نضالنا دون المرأة يبقى ناقصاً”.
الإداري في مجلس بلدة سيكر، خالد يوسف، أنهى حديثه قائلاً: “إننا طلاب حرية، والحرية لا تُجزأ، حيث لا يمكن أن نطالب بحريتنا دون المطالبة في الوقت نفسه بحرية المرأة”.
