قامشلو/ إيفا إبراهيم –
انطلق مهرجان الشهيد يكتا هركول الخامس للعروض المسرحية في ٢٧ من شهر آذار الفائت، حيث كان من المقرّر أن ينتهي المهرجان في السادس من شهر نيسان الجاري، ولكن بسبب قرار حظر التجوال في عدة مناطق، قرّرت اللّجنة التحضيرية للمهرجان إنهاء فعاليات المهرجان في الخامس من نيسان.
يصادف 27 آذار اليوم العالمي للمسرح، وهو اليوم الذي أضرم فيه الفنان المسرحي “يكتا هركول” النار في جسده عام 2004، وذلك في ساحة “سعد الله الجابري” بمدينة حلب، مستنكراً العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان وتهميش الثقافة الكردية.
هذا وسمي المهرجان “صرخة واشو كاني” للتذكير بالانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي في سري كانيه مُنذ احتلالها، وكان المهرجان في موسمه الرابع عام 2019 قد حمل شعار “صدى الزيتون”.
تسع فرق مشاركة في المهرجان
شارك في المهرجان هذا العام تسعة فرق مسرحية تم اختيارها من أصل 27 فرقةً من قبل اللجنة التحضيرية للمهرجان، ويتضمن العديد من المسرحيات المتنوعة والهادفة، ومنها “مسرحية وردة حمراء تليق بالجنرال” قدمتها فرقة الرقة المسرحية، “مسرحية المادة الثالثة” المقدمة من فرقة تل كوجر، “مسرحية القائم مقام الجديد” قدمتها فرقة الشهيدة هيفي، “السلام في أجنحة العصافير” قدمتها حركة الهلال الذهبي، “الأرواح المحترقة” لفرقة ليلون، مسرحية “القرد والمهرج” فرقة آفا مازن من ناحية ديرك، وقدمت فرقة جيان مسرحية بعنوان “الباب”، ومسرحية بعنوان “التشخيص” قدمتها فرقة سردم مسرحية، و”الصرخة” قدمتها فرقة تولهدان.
تقييم حول مضامين العروض
حول المضامين المسرحية للعروض الداخلة في المسابقة تحدث لصحيفتنا الصحفي السوري وعضو لجنة التحكيم في مهرجان الشهيد يكتا هركول “بسام سفر” قائلاً: “يمكن تقسيم موضوعات العروض التي اختارتها اللجنة إلى موضوعات نسوية، وفي أدوات نسوية من خلال عرضين مسرحيين “السلام في أجنحة الطيور”، يتناول موضوع الحرب والسلام في المنطقة من خلال إحلال السلام في مكان الحرب وسط الظروف التي تعيشها المنطقة، والعرض النسوي الآخر “الصرخة” عن الممثلات اللواتي يعملن في مشغل الخياطة ويتعرضن للاضطهاد على يد صاحب المعمل الغائب في الحج، أما مسرح الحرب شاهدناه خلال عرضين “أبواب من قامشلو” تناول المجازر والموت والحقوق من بوابة مفاهيم الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، ومنها “حق الحرية والطفل، حقوق المرأة.. إلخ، والحداء وما حدث معه حتى يموت دون تحقيق أهدافه في الدخول إلى الجنة”.
وأضاف: “هناك عرض “المهرج والساخر” الذي يقدمه شخصيتان هامشيتان لا تنفعان في التهريج ولا في الحرب والخروج إلى الجبل، ولعفرين ومهجرها حصة في المهرجان ويظهر ذلك في عرض “أرواح محترقة”، وقدمت فرقة الرقة عرض ورود حمراء تليق بالجنرال عبر شخصية الجنرال الذي قتل كل من حوله لأجل اختراع لا يفيد البشرية ألبتة، وعندما تواجهه أخته بهذه الحقيقة يقتلها ويقتل الخادم وزوج الأخت من أجل الاختراع”.
وتابع سفر: “وعرض آخر يتناول مفهوم الاعتراف لخمس شخصيات نمطية في المجتمع، وفرقة الشهيدة هيفي التي قدمت عرض القائم مقام الجديد، إذ تقدم شخصية مجنون يحل مكان قائم المقام ويسعى إلى العدل ويحققه طيلة فترة حكمه، أعتقد هذه أهم المضامين بتكثيف شديد”.
حول الصعوبات التي تواجه العاملين في المسرح أكد سفر قائلاً: “لكل مكان في سوريا همومه ومشاكله المسرحية، وأعتقد أنه في المشرق عموماً، سواءً الكرد أو العرب، المسرح لا يطعم خبزاً، وهذا ليس بالجديد، ففي دمشق قضية الملف من الميزانية المخصصة للديكور والموسيقا والأزياء والأدوات على المنصة المسرحية، بالإضافة إلى الأجور الضعيفة للفنيين والفنانين، وأحياناً إمكانية وجود فنانة بحد ذاتها ترغب في لعب دور مسرحي نتيجة قلة الأجور”.
وأضاف سفر: “هنا في قامشلو وجدت الأمر مختلفاً نسبياً حسب الجهة الداعمة، لكن عموماً المسرح لا يطعم خبزاً، وقلة الفتيات اللواتي يشاركن في الأعمال المسرحية ونظرة المجتمع النمطية تجاه الفن والمرأة، بالإضافة إلى قلة الاختصاصين في المهن المسرحية، وهذا ما يضعف الحركة المسرحية في مناطق شمال وشرق سوريا”.