No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقوم المرأة بتنشئة الأجيال من خلال تربيتها لأطفالها في المنزل وتعليمهم وإرشادهم نحو الطريق الصحيح، ولا يقتصر دورها على تنشئة أبنائها فقط، بل إنها تقوم بتوجيههم وتعليمهم خارج المنزل أيضاً؛ في المكان الذي يعتبره الأطفال منزلهم الثاني أي “المدرسة”، ومن المعلوم أن المرأة منذ عقود تأخذ مكانها في العملية التربوية والتعليمية في المدارس، واليوم ومع اقتراب افتتاح المدارس ولهفة الأطفال للعودة إليها لتلقي العلم، تقوم المرأة المعلمة أيضاً بالتحضيرات للبدء بالعام الدراسي الجديد.
وبينما يستمتع الطلاب بعطلتهم الصيفية، كانت معلماتهم يتلقين تدريباتٍ خلال فترة الصيف حول آلية التعليم وكيفية إعطاء الدروس، والأساليب المتطورة والحديثة لنقل المعلومة للتلاميذ، وكما نعلم فإنَّ عدد المعلمات يقارب 75% من مجمل العدد العام للمعلمين والمعلمات في المدارس، الأمر الذي يجعل أولوية المسؤولية تقع على عاتق المعلِّمات، ولأنَّ المعلِّمة مضحية ومن صفاتها الحنان الفطري، فهي تستوعب الطلاب أكثر وتستطيع استقطابهم وإرشادهم ونُصحهم، وبدورهم يشعر الطلاب مع المعلمات براحةٍ أكبر كونها تمثل الأم الثانية المعطاء.
كما نعلم خلال سبع سنوات من عمر الأزمة السورية حُرم العديد من الأطفال من التعليم وبخاصةٍ في المناطق المنكوبة ومناطق سيطرة داعش، حيث مُنعوا من التعليم حيث اتُّخذت المدارسُ سجوناً ونقاطاً عسكرية وأمنية، بينما مُورس بحق المرأة أشد أنواع القمع والتعذيب والاستبداد، ومنعت من الخروج من منزلها وممارسة حقوقها وحياتها الطبيعية، بينما في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية التي عملت على الاستمرار في العملية التربوية والتعليمية، افتتحت المدارس وأضيفت مناهج جديدة تحفظ حقوق كلِّ المكونات والأديان، وسمحت لهم بالدراسة بلغتهم الأم التي حرموا منها طوال فترة حكم النظام البعثي المستبد، وكان لا بدَّ للإدارة الذاتية من تحسين مستوى التعليم في مناطق روج آفا وشمال سوريا، فبدأت بافتتاح دوراتٍ تدريبية للمعلمين ليكونوا على السوية المطلوبة، كما افتتحت المدارس في المخيمات الموجودة في مناطقها ليتمكن الأطفال النازحون من تلقي تحصيلهم الدراسي بعد حرمانهم منه، كما تم إضافة مادة جنولوجي (علم المرأة) للتعليم، وذلك للتعريف بالمرأة ودورها وتاريخها وثقافتها وكل ما يتعلق بها، لأنَّ المجتمع يجب أنْ يتعرَّف على المرأة وتاريخها ليتمكن من الخروج من مرحلة الاستعباد وليكون مجتمعاً حراً وعادلاً.
ومما هو بديهي أن الأدوار التربوية المنوطة بالمرأة الأم تأخذُ أهميتها من كونها تعمل بشكلٍ وظيفي فطري، وهذا يعني ضرورة أن تسعى الأم إلى ممارسة دورها بشكل يُحقِّق نتائجه المرجوة في المجتمع، إضافة لمطالبة المجتمع لها بنتائج فعَّالة أكثر.
لقد استطاعت المرأة في روج آفا وشمال سوريا إعداد نفسها لممارسة وظيفتها التربوية وإعطائها ثقلاً عظيماً، وهو أمر استلزم إبراز ذلك الدور والتركيز عليه، وإنَّ تصدي المرأة للعوائق والعقبات التي وقفت في وجهها
من خلال ممارسات داعش والمرتزقة ومؤخراً دولة الاحتلال التركية يُعدُّ نضالاً ومقاومةً عظيمة تنحني لها الهامات، فقد كانت المرأة مثالاً يحتذى به ويتعلم منه أفراد المجتمع، لذلك على المرأة قبل أن تؤدي دورها التربوي؛ أن تتبنى قضية المجتمع وجدانياً من خلال حملها لهمّ التربية، ويقينها التام بدورها في إعداد الفرد، وانعكاس ذلك على إصلاح وتطوير المجتمع، ثم سعيها الدؤوب نحو تزويد الأفراد في المجتمع بكلِّ ما يساهم في تقدُّمه وحريته.
No Result
View All Result