الشدادي/ حسام دخيل ـ
في بلدة مركدة السورية وحدها وعلى جبل الحمة أو ما عرف باسم جبل ماكسين وقعت أكبر عمليات التصفية للشعب الأرمني، ولا تزال بعض الجثث شاهدة حتى اليوم على التاريخ الدموي للعثمانيين.
على الطريق الواصل بين الحسكة ودير الزور تقع بلدة مركدة على الحد الإداري الفاصل بين بين المدينين حيث تقع على بعد 100 كم إلى الجنوب من مدينة الحسكة و80 كم شمال مدينة دير الزور واكتسبت البلدة الصغيرة تسميتها نسبة إلى الرقود بعد المجزرة الشنيعة التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الشعب الأرمني عام 1915 حيث اعتبرت أشنع مجزرة في التاريخ الحديث راح ضحيتها الآلاف من الشعب الأرمني.
داعش تكمل جرائم العثمانيين
ويضم جبل مركدة “ماكسين أو جبل الحمة” رفات العشرات من الأرمن الذين حاصرهم العثمانيون عام 1915, ومنها حصلت بلدة مركدة على نصيبها من الاسم نسبة إلى الرقود وهو المكان الذي يوجد فيه مراقد الأرمن والتي شيد على إثرها مزار صغير يزوره الشعب الأرمني في كل عام قبل سيطرة مرتزقة داعش على المنطقة في عام 2014 حيث قامت بتفجير المزار أو الكنيسة الصغيرة الواقعة على كتف الجبل والتي كان يقصدها الأرمن في شهر نيسان من كل عام، بحسب “حسين الصالح” أحد سكان بلدة مركدة.
وتابع الصالح حديثه لصحيفتنا “إن مرتزقة داعش حاولوا من خلال تفجيرهم مزار الأرمن طمس التاريخ ومحو أثر الجريمة التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني, ولكن على الرغم من كل هذه الأفعال فالحقيقة لا تخفى على القاصي والداني، والكل يعرف أجرام الدولة العثمانية منذ الأزل حتى اليوم، وهذا الأمر ليس بجديد عليهم، فتاريخهم مخضب بدماء الأبرياء, والأرمن خير شاهد على ذلك وأبناء المناطق المحتلة من قبل العثمانية الجديدة شاهدة على دمويتهم”، في إشارة منه للمجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي في عفرين وسري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض.
وقال “زهير المطر“70 عاماً: قبل أكثر من مئة عام لاحق العثمانيون الأرمن إلى المناطق الشرقية من سوريا بعد طردهم من مناطق جنوب تركيا، ونُفِّذت عدة مجازر بحقهم، وكان أكبرها على سفح جبل الحمة “جبل ماكسين” حيث سقط العشرات من الضحايا بين طفل وشيخ كبير ورجل وامرأة, فيما استطاع أبناء القبائل العربية التي كانت تقطن المنطقة في ذلك الحين، تأمين الحماية لبعضهم من خلال وضعهم في ملاجئ آمنة بعيدة عن أعين جنود العثمانيين.
قبلة الأرمن
وتابع: “وبعد طرد الدولة العثمانية من سوريا بقي الأرمن الذين تمت حمايتهم من قبل القبائل العربية متعايشين مع أبناء المنطقة، وكان يتوافد الآلاف من الأرمن في شهر نيسان من كل عام قادمين من كل بقاع العالم إلى بلدة مركدة لزيارة رفاة أجدادهم الذين نفذت الدولة العثمانية في ذلك الحين بحقهم أشنع مجزرة في التاريخ المعاصر، ولكن بعد اندلاع الأزمة السورية وسيطرة أحفاد العثمانيين على البلدة ـفي إشارة منة لسيطرة مرتزقة داعش عليهاـ تم تفجير المزار الموجود ومُنِعوا من زيارة المنطقة”.
ولفت المطر إلى أن ما تقوم به دولة الاحتلال التركي ما هو إلا إكمال لمسيرة أسلافهم الدموية. ويذكر أنه في عام 1915 هاجمت الدولةُ العثمانية في أواخر حكمها للمنطقة مجموعاتٍ من الأرمن بعد هروبهم من البطش والظلم الذي مورس بحقهم إلى المنطقة الشرقية من سوريا الحسكة ودير الزور، حيث تمت ملاحقتهم وتصفية عدد كبير منهم عبر مجازر جماعية عبر مناطق عدة كان أبرزها في خفسة الأرمن في الجبسة بمدينة الشدادي وجبل ماكسين في مركدة ومجازر في مدينة دير الزور.
