No Result
View All Result
المشاهدات 0
فادي عاكوم-
يكاد لا يمر أسبوع إلا وتصلنا أخبار عن التصرفات الشاذة التي تجري في مخيم الهول بالشمال السوري، وجميع هذه التصرفات عبارة عن محاولات هروب وحوادث طعن وحرق خيام وقتل، واللافت أن مرتكبي هذه الجرائم هن جماعة من نساء داعش اللواتي لا يزلن مؤمنات بأفكار التنظيم وبعودة الدولة الإسلامية المزعومة. اللافت في هذه الحوادث هو اعتراف بعض منظمي محاولات الهروب تلقي أموالاً طائلة تصل إلى عشرة آلاف دولار للأجنبية وثلاثة كحد أقصى للعربية ومبالغ أقل قليلاً مقابل تهريب الأطفال، وكشفوا عن دور تركي منظم استخباراتياً في عمليات تأمين الهروب والوصول إلى الداخل التركي أو إلى منطقة إدلب وجوارها، المسيطر عليها من قبل مرتزقة تركيا بالكامل، والدور التركي يعتبر استمراراً للنهج المتبع منذ سنوات لإيجاد جيل كامل يدين بالطاعة العمياء للسلطان العثماني الجديد، وظهرت أولى البوادر بإعلان تنظيم داعش وتغذيته بآلاف المقاتلين حول العالم، وكان اللافت وقتها التركيز أيضاً على استقطاب النساء وتشجيع عمليات الزواج والإنجاب.
فما الهدف؟ ببساطة هو ايجاد الجيل الثاني والذي سيكون أشد قوة وخطراً وإرهاباً من الجيل الأول الذي تم إغراؤه إما بأفكار مسمومة عن الدين الإسلامي أو من خلال النساء والأموال أو حتى بمسألة حمل السلاح والتباهي به، وربما من السهولة إعادة تأهيل هذا الجيل إذا ما تم وضعهم في مراكز توقيف تضم أخصائيين في هذا المجال، وهذا الأمر لا يشمل طبعاً الحديث عن إرهابيي داعش الذين ارتكبوا أفظع الجرائم وتلوثت أيديهم بالدماء.
إن ما يجري في مخيم الهول يجب التوقف عنده طويلاً والعمل على إنهاء الحالة الشاذة، فنساء داعش يربين أبناءهن على فكر التنظيم وبأنهم أولاد وأبناء الدولة الإسلامية التي ستعود، وتظهر على الأولاد ملامح كره الآخر ووصفه بالكافر، والكلام هنا عن أكثر من عشرة آلاف طفل تتم تربيتهم على هذا الأساس، فما نفع التوقيف إن كانت نسوة داعش تستطعن ممارسة الدور الموكول إليهن من الأصل وهو إعداد الجيل الجديد، المصيبة الأكبر هي بأن نساء داعش في المخيم يجبرن أطفالاً في الخامسة عشرة على الزواج بهن لينجبن الأطفال، وقد تم إثبات وجود أكثر من طفل لم يبلغ عامه الأول في المخيم لنساء يعشن في المخيم وحدهن دون الزوج المقتول أو الهارب أو المعتقل، كما سلم طفلين في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمرهما إلى أمن المخيم هرباً من نساء داعش اللواتي يتزوجن بهما.
وإن كان هذا لم يكن ليحصل لولا استمرار وصول الأموال القذرة إلى الإرهابيات من خلال التحويلات، وهي تبرعات تأتي من حول العالم، ورغم كل محاولات ضبط هذه الأموال إلا أن شيئاً لم يتغير، ليتم تنسيق عمليات الهروب والتمويل الداخلي للخلايا النشطة للتنظيم.
والحل المطلوب ليس في يد مجلس سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، لأن الأمر يتعلق بسياسات دولية يجب أن تتقاطع لإنهاء مشكلة مخيم الهول أولاً، وإنهاء مشكلة المخيمات السورية والاحتلال التركي لأجزاء من سوريا، وعندها يضيق الخناق قليلاً على الإرهاب العثماني الجديد أو على الأقل سيكون أي تحرك مكشوفاً بشكل كامل ولا يدار من خلف الستارة فقط.
No Result
View All Result