سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كارثة إنسانية في الأفق إن استمرت تركيا في التلاعب بمنسوب مياه الفرات

الرقة/ صالح العيسى ـ

يُحذّر المعنيون والمختصون من حدوث كارثة إنسانية في شمال وشرق سوريا في حال لم تتدخل الأطراف الدوليّة بمشكلة قطع تركيا المياه عن نهر الفرات، وتغيير مجراها؛ ذلك أن دولة الاحتلال التركي تستمر في حرب المياه على المنطقة لغايات شتى منها استهداف الاقتصاد وبالتالي تغيير ديمغرافية المنطقة وتهجير أهلها..
 تستمر دولة الاحتلال التركي في حربها على أهالي شمال وشرق سوريا من خلال قطع تدفق مياه الفرات، مما يُنبئ بكارثة إنسانيّة قادمة، حيث أنَّ سقاية حقول القمح بدأت ومنسوب مياه النهر في انخفاض.
حذر الرئيس المشترك لمكتب الري بمجلس الرقة المدني فاضل مصطفى خلال لقاء أجرته صحيفتنا من حدوث كارثة إنسانية ما لم تتدخل أطراف دولية لإيقاف تركيا ومنعها من محاربة الشعب السوري بقطع مياه الفرات، ويعد ما تمارسه تركيا انتهاكاً صارخاً للمواثيق الإقليمية بشأن تقسيم مياه النهر بين العراق وسوريا وتركيا.
ويؤكد مصطفى: “إنَّ ما تفعله تركيا حرب اقتصادية ضد أهالي المنطقة، إذ يعتمد معظمهم على زراعة الأراضي الزراعية لكسب رزقهم، ناهيك عن استهداف المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والقطن، فبانخفاض منسوب مياه نهر الفرات لن يستطيع المزارعون ري مزروعاتهم كما هو المعتاد”.
ويضيف مصطفى: “تستمر تركيا بالتلاعب بحصة سوريا من مياه الفرات منذ ثلاث سنوات، حيث تقوم بمنع تدفق المياه إلى سوريا وتغيير مجراها إلى سدود كانت قد أنشأتها في الداخل التركي، كما أنَّ الكمية حالياً لا تتجاوز 200 متر مكعب، وهي غير كافية لري الأراضي الزراعية، ولا تسد حاجة السدود لتوليد الطاقة الكهربائية”.
ستتسبب بضعف إنتاج محصول القمح
وينوه مصطفى قائلًا: “تسمح تركيا بتدفق 200 متر مكعب بالثانية من المياه إلى الداخل السوري يتبخر منها 40 متراً، أمَّا الأراضي الزراعية فتحتاج لمئتي مترٍ مكعب من المياه لسقايتها، حيث بدأنا باستخدام مخزون سد الفرات بغرض الري، مما أدى لنقص سنتيمتر واحد يومياً، وهذا يُنبئ بحلول كارثة، فمحصول القمح مُهدد إذ بلغت نسبة المساحات المزروعة 80% من الخطة الزراعية، وقلة المياه ستتسبب بضعف الإنتاج فهي لن تغطي حاجة الأراضي للري”.
واختتم الرئيس المشترك لمكتب الري بمجلس الرقة المدني فاضل مصطفى حديثه مناشداً المجتمع الدولي ودول الجوار بالتدخل الفوري للحيلولة دون وقوع تلك الكارثة وتفاديها، كما نوه الأهالي لضرورة مساعدة الإدارة للحفاظ على مخزون المياه واستخدامها للحاجة فقط دون هدرها.

ومن جانبها وفي الصدد ذاته؛ حذرت المختصة بالشؤون البيئية هيفين شيخو من وقوع أزمة اقتصادية على إثر انخفاض منسوب مياه نهر الفرات إذ قالت: “تشهد المناطق المحاذية لنهر الفرات تلوثاً بيئياً سببه نقص مياه النهر، حيث نلاحظ تلوث المياه الذي سبب العديد من الأمراض كاللشمانيا خاصةً في كوباني ودير الزور، كما أنَّ نقص مياه النهر من شأنه خلق أزمة اقتصادية، خاصةً وأن المزروعات تحتاج للري في الوقت الراهن، وكما هو معلوم لا يستطيع مزارعو القمح تأجيل سقاية أراضيهم فهي بأمس الحاجة للماء حالياً، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن ستُتلف المزروعات وينخفض إنتاج القمح مما يُكبد الفلاحين خسائر فادحة”.

عدم تدفق المياه سَيُقلص المساحات الخضراء
واختتمت المختصة بالشؤون البيئية هيفين شيخو حديثها مشيرةً إلى: “إنَّ منع تركيا لتدفق مياه الفرات سيوقف أعمال التشجير التي يقوم بها أهالي شمال وشرق سوريا في هذه الأيام من كل عام، وهذا سيقلص المساحات الخضراء في المنطقة. لذا؛ على المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحماية البيئة التدخّل لإيقاف تركيا عند حدها”.
وتجدر الإشارة إلى إنَّ الإدارة العامة للسدود ضمن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد حذرت في بيان لها من حلول كارثة إنسانية سببها انخفاض منسوب مياه نهر الفرات.